الاعتراف هو بداية الطريق لإيجاد الحلول، إذ دونه سنظل ندور فى دوائر مغلقة صماء ونكتفى بالشكوى، وفيما يتعلق بأزمة انقطاع التيار الكهربى علينا أن نعترف بحقائق ثلاث كى نستريح.أولى هذه الحقائق، أننا بالفعل لدينا أزمة كهرباء، وهى أزمة ناتجة عن الفجوة بين ما نستهلكه من الكهرباء وما ننتجه، وحل الأزمة ممكن فلا توجد مشكلة بلا حل، والحل ذو شقين، أولهما أن نسارع إلى زيادة إنتاج الطاقة لدينا حتى نوفى باحتياجاتنا منها، والثانى أن نرشد استهلاكنا، وهذا يقودنا إلى الحقيقة الثانية، وهى أننا بالفعل مسرفون فى استخدام الكهرباء ولابد أن نبدأ طريق الترشيد، سواء كمواطنين أو كحكومة، وكأى ترشيد لأى مورد من الموارد يجب أن يسبقه نشر الوعى بين الناس، وتوضيح الكيفية التى يمكنهم بها تحقيق هذا الترشيد دون مزايدات أو شعارات أو «طنطنات» إعلامية فارغة. وهذا يأخذنا إلى الحقيقة الثالثة، وهى أن كثيرا جدا من الدعوة إلى ترشيد استهلاك الكهرباء يشوبه عدم الشفافية مما يوجد نوعا من عدم الثقة بين الحكومة والجمهور، وعلى سبيل المثال نسير جميعا فى الشوارع وفوق الكبارى فنرى أعمدة النور مضاءة فى وضح النهار.. وطبعا ساعتها سنهمس لأنفسنا: هاهى الحكومة التى تطالبنا بالترشيد غير قادرة على إطفاء العامود! الاعتراف بداية الحل، وما لم نتصارح ونتكاتف حكومة ومواطنين فسوف يستمر التيار فى الانقطاع مهما تصايح المتصايحون! لمزيد من مقالات رأى الاهرام