وسط الآلاف من محبية وعشاقه فى ربوع مصر والعالم العربى يشارك العديد من الوزراء والإعلاميين فى ذكرى أربعينية شاعر مصر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى بمشاركة زوجة الشاعر الإعلامية نهال كمال وابنتيه بافتتاح متحف السيرة الهلالية ومكتبة أبنود بمسقط رأس الأبنودى بمحافظة قنا. يحضر الحدث كل من د عبدالواحد النبوى وزير الثقافة واللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية ود هالة يوسف وزير ة الدولة للسكان, كما يشارك فى الحفل لفيف من الجانب العربى ابرزهم لطيفة لخضر وزيرة الثقافة التونسية والسفراء محمود الخمير سفير دولة تونس وخالد زيادة السفير اللبنانى بالقاهرة كما يحضر الحفل لفيف من الاعلاميين والمثقفين ابرزهم الكاتب الصحفى أحمد سيد النجار رئيس مجلس ادارة مؤسسة «الأهرام» والزملاء محمود مسلم رئيس تحرير «المصرى اليوم» وابراهيم عيسى رئيس تحرير «المقال» وعلى السيد رئيس تحرير «التحرير» والإعلاميين محمود سعد ومنى الشاذلى واحمد المسلمانى ومنى سلمان إلى جانب الفنان على الحجار والمخرج حسنى صالح والسينارست عبدالرحيم كمال. يبدأ الاحتفال بذكرى أربعينية شاعر مصر الراحل بافتتاح متحف السيرة الهلالية بمسقط رأسه بقرية أبنود بمحافظة قنا والذى يتضمن استقبالا بالتنورة والربابة التى كان يعشقها الأبنودى ثم إزاحة الستار عن لوحة الافتتاح التذكارية للمتحف والمكتبة ثم افتتاح معرضين الأول للفن التشكيلى, ويحمل عنوان «من وحى الأبنودى» والثانى معرض للكتاب كتب من اصدارات وزارة الثقافة . ويتضمن برنامج الاحتفالية كلمة للإعلامية نهال كمال زوجة شاعر مصر الراحل يعقبها كلمة للواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا وكلمة للدكتور عبدالواحد النبوى وزير الثقافة ثم تهدى وزارة الثقافة درعا باسم الوزارة باسم الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى تتسلمة زوجته وعرض فيلم تسجيلى حول مسيرة الابنودى الشعرية والادبية. يذكر أن متحف السيرة الهلالية الذى سيتم افتتاحه رسميا ظلا حلما للشاعر الراحل منذ قرابة 50 عاما وكاد أن يشهد افتتاحه قبل أن توافيه المنية بأيام ووضع فيه تراثه الأدبى والثقافى وصورا نادرة ومخطوطات بخط يده الى جانب مليونى مربع لسيرة بنى هلال . .. وسيد الضوى يكشف ل«الأهرام» سر نوم الأبنودى على الحصير الربابة حزنت عليه قبلى ! فارس السيرة الهلالية الأخير وشاعر الربابة الذى قضى 60 عاما، منها نصف قرن بصحبة جامع السيرة عبد الرحمن الأبنودى. إنه عم سيد الضوى الرجل الثمانينى الذى زارته «الأهرام» داخل مسكنه وهو يعيد ترميم ربابته التى قضت معه ومع عبد الرحمن الأبنودى 50 عاما كاملة ليهديها لمتحف سيرة بنى هلال الذى شيده الأبنودى بمسقط رأسه بقرية أبنود قبل مماته ليضعها بجوار مئات الكتب وآلاف القصائد التى تركها الخال خلفه، وفى هذا المتحف يتذكر عم سيد الضوى فى حديث ل«الأهرام» كيف أنه هو وربابته والخال طافوا دول العالم العربى أجمع أكثر من مرة وكيف ان ربابته التى يرممها عزفت 5 ملايين بيت من سيرة بنى هلال ومليون بيت عن الحياة العامة . بداية الحوار مع عم سيد جاء وهو ممسكا بربابته كالفارس شاهرا سيفه محاولا فرد ظهره عاليا قائلا: «معلش يا ولدى الربابة ليها قومتها»، قاصدا احترامها. سألته عن بدايته مع الربابة .. قال زمن طويل متعدش «الله يرحم اللى راحوا»، منذ ان طلعت على الدنيا فأنا من مواليد 1934 والربابة فى حضنى منذ 60 عاما منذ أن كان عمرى 20 سنة وعرفت الدنيا وحفظت السيرة الهلالية من والدى رحمه الله وعم جابر أبو حسين وحفظت 5 ملايين بيت شعر من السيرة الهلالية وأنا رجل «أمى» لا أكتب ولا أقرأ ولكن عشقى للسيرة والشعر جعلنى أحفظها عن ظهر قلب وكأننى أشاهد ابيات الشعر تطوى أمامى كصفحات والذاكرة تسجل واللسان يقول على طول «وطالما ببتدى بالصلاة على النبى يبقى سيد الضوى يقول على طول». ولأن الحديث عن السيرة الهلالية لا ينفصل عن الشاعر عبدالرحمن الابنودى جامعها جاء السؤال عن بداية معرفته بالابنودى رد بصوت غلفه الحزن واختلفت نبرته وهو يتنهد قال: أعرف الأبنودى منذ 50 سنة وعلاقتى بدأت معه من الصغر وعمره 30 سنة وأنا أكبر منه بسنتين وكان يأتى هنا وقتها ليجمع ابيات السيرة الهلالية وكنا نتعجب من صبره ومثابرته وهو يسمع ويريد تفسيراتنا على كل بيت وشرحنا للمربعات كلمة كلمة «مكانش بيفوت حاجة» وعنده استعداد يقعد من غير أكل ولا شرب ولما كنا نقوله قوم نأكل تعبنا كان يقول نخلص بس والأكل «مش هيطير» ونبص نلاقى الفجر أذن واحنا لسانا على لحم بطننا وكان الأبنودى وقتها شبه يعيش معى وينام معى على الحصير يرفض أن يضايفه أحد فى الشقق الفاخرة داخل قريتى. ولاتزال كلمته «قول يا عم سيد.. قول يا حاج سيد» ترن فى أذنى والربابة حزنت قبلى عليه.