أنا فتاة فى سن الثالثة والأربعين، من أسرة عريقة، وأعمل بالسياحة، وأبحث منذ فترة طويلة عن شريك العمر، وتقدم لى الكثيرون، لكنى لم أجد بينهم من أتمناه، وأجدنى معه مرتاحة، فالحقيقة أننى افتقدت الراحة النفسية معهم جميعا، وأعيش مع أبى وأمى بعد زواج شقيقتىّ، وما يؤرقنى هو أن أجد نفسى وحيدة اذا رحلا عن الحياة.. أقسم بالله العظيم أننى راضية كل الرضا بما أنا فيه.. وتندهش والدتى من هدوئى وسكينتي.. وتسألني: لماذا ترفضين العرسان، وكل من هن فى مثل سنك تزوجن وأنجبن وربما تزوج أيضا أبناؤهن؟! فأصمت، فأنا مثل أى بنت أتمنى أن أتزوج، ويكون لى بيت وأولاد، ولكن ليس على طريقة «أى زواج وبس»، وأعانى حاليا من متابعة أحد العملاء فى الشركة التى أعمل بها لي، وهو يكبرنى بعشرين عاما، ومتزوج ولديه ابنتان، ويريدنى زوجة ثانية له، وكلما حضر الى الشركة ينتابنى ضيق شديد من مجرد وجوده، وأتمنى لو تنشق الأرض، وتخرج لى شريكا مناسبا، يكون متقاربا معى فى السن والمستويين الثقافى والاجتماعي. وأرجو أن توجه كلمة الى الرجال الذين يعتقدون أن الفتاة التى تكبر فى السن يصبح لزاما عليها أن تقبل الزواج بأى شخص بلا شروط. ولكاتبة هذه الرسالة أقول: لا نجاح للزيجات التى يفتقد فيها شركاء الحياة التقارب فى كل شيء، فمثلا بالنسبة للسن هناك من يسعى الى زوجة ثانية صغيرة تلبى له طلباته الجسدية فى الوقت الذى تكون فيه قدراته الجسمية قد قلت الى حد كبير، وينسى أن من تزوجته غير مبالية بفارق السن، قد تكون مدفوعة الى ذلك لأسباب مادية، لكنها فى قرارة نفسها تريد زوجا فى مثل عمرها، أو قريبا منها فى السن، وغالبا ما تفشل مثل هذه الزيجات بعد أن يستنفد الزوج غرضه ممن ارتبط بها.. والأمر نفسه بالنسبة للظروف الثقافية والاجتماعية، إذ تظل عائقا أمام الزواج المستقر، وغالبا ما ينفصل الزوجان، أو قد يستمران معا تحت ضغوط الحياة دون أن يحدث بينهما توافق نفسي، ولذلك فإننى أؤيدك تماما فيما تتمسكين به بضرورة التقارب بين الزوجين عمرا وفكرا، وسوف يطرق بابك من هو جدير بك، فمن تتمتع بهذا المستوى الناضج من التفكير تستحق أن ترتبط بمن ينظر الى الحياة الزوجية من المنظور نفسه، أسأل الله أن يوفقك الى من يقدرك وتبنيان معا حياة مستقرة يسودها الحب والألفة والتعاون، وهو سبحانه وتعالى فعال لما يريد.