سقط «نبيل عيوش» مغربيا ..اصطدم هذه المرة - وهو الذكى الذى لا يفقد توازنه - بما يصعب المسامحة فيه او الاعتذار عنه ..وهاهو يعود من مهرجان « كان « الى المغرب ومعة ممثلات فيلمه « الزين اللى فيك « مواجها اقسى واصعب حملة اعلامية وشعبية عرفها الجمهور المغربى منذ فترة طويلة .. حملة امتد لهيبها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وبغضب لافح أدى إلى صدور قرار بمنع عرضه وذلك بفعل مقاطع معدودة من الفيلم الذى لم يعرض بعد..!!ومع ذلك فإن «شكاية «قدمت اثر ما تسرب من مشاهد بنى عليها اتهام ان «مشاهد الفيلم تشجع وتحرض على الدعارة، «وقد طالب ممثل النيابة العامة من الشرطة القضائية بالشروع في البحث في المشاهد المعروضة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومقارنتها بالفصول 483 و489 و 490 و502 و503، المنصوص عليها في القانون الجنائي «الحرب فى المغرب تجاوزت مداها ضد فيلم عيوش ..والغضب العارم يعترى كل صفحات التواصل و ملفات الملاحق الفنية بل إن ندوات ودعوات مطاردات قضائية اخرى تعدها وتجهزها هيئات المجتمع المدنى ومنظمات النسوة , وبات «عيوش» هدفا وصيدا ثمينا خاصة للتيار السلفى الذى يزيد المعركة اشتعالا، اذ صرح الشيخ الفزازى وهو قيادى سلفى» بأن فيلم «عيوش» عهر وزنا وانحلال خلقى .. فى ابشع صورة «..وامام موجة الغضب الكاسحة لم يتجرأ الفنانون المغاربة ان يرفعوا رايات حرية الفن والابداع» كما هو معتاد فى مثل هذه المناسبات ..بل ان البعض منهم قام «بلطشة»..استجابة لغضب الشارع اذ قال الممثل المغربى عبد اللة فركوس «كاين اللى مربينو والديه ..وكاين اللى مربياه الزنقة» هذة المرة يبدو ان القنبلة انفجرت فى يد «عيوش»«.. والذى كان معتادا ان يفجر بافلامه ماهو مسكوت عنة بحرفية ودون ابتذال او اهانة.. منذ اطلالته المبشرة فى فيلمة «على زاوا « عام ،2000 والذى التقط فية حواديت وخبايا أولاد الشوارع ممسكا بين يديه احساس مخرج واعد ومعبرا ببراعة واقتدار عن مكنون شعب وتفاصيل حياة من هم على الهامش او تحته. ثم فيلمه « لولا « الذى انتقد فية تيار الاسلام السياسى وكان جريئا ومفاجئا ..ليس هو «عيوش» الذى يفاخر بفيلم « الزين اللى فيك « ويجاهر بانه استعان بعاهرات حقيقيات للتمثيل فيه ..اضف الى ذلك حكايات بطلة فيلمه « لبنى ابيضار» التى دخلت فى معركة شتائم وادعاءات بالتحرش وبلاغات نيابية ضد مخرج آخر منذ شهر مضى كانت حديث الصحف الفضائحية..كل تلك الظلال القاتمة نالت من مصداقية عيوش واسقطتهمن التقدير ..الفيلم لم يعرض بعد، الا ان كافة التداعيات حتى الآن لا تبشر.. والمؤكد ان عيوش امام المحكمة ، ومن سوء حظه ستكون المحاكمة هذة المرة جنائية وشعبية ..لا سياسية ولا دينية.. فالشارع يراها سقطة فى حقه .. والشعب بات حساسا تجاه ما يصيب نساءه ..وهذا حقه.. والمؤشر ان حكما بالاطاحة سوف يصدر خاصة بعد ان استطاع الشارع المغاربى الأسبوع الماضى اقالة وزيرين من حكومة الإخوان ارتبطا عبر قصة حب كشفتها مواقع التواصل واصرت على متابعتها ..الى حد اجبار السلطات على اصدار قرار الاقالة ..عيوش هذة المرة افقدته أوهام العالمية ومتطلبات التمويل الخارجى التوازن الذى كان بارعا فيه, وسيدفع ثمن فقدانه توازنه وثمن غروره الفنى (فهو حتى لم يتعلم العربية او الدارجة المغربية .و اكتفى بالفرنسية لغة وجنسية...اذا فبأى لغة سوف يدافع عن نفسه ويخاطب قومه ؟! فى معرض متابعتها الحية لفعاليات مهرجان «كان» السينمائى الذى انتهى منذ ايام .. كان اثنان مهمان قد شاهد ا الفيلم هما الناقد اللبنانى زياد الخزاعى والمصرى سمير فريد وكلاهما ادلى بشهادته .. الاول قال عنه فى مقاله بجريدة السفير «»توافرت الشهوة بأسلوب فجّ وإعلاني واستفزازي في جديد المغربي نبيل عيوش «الزين اللى فيك»، بجعله 4 عاهرات في مدينة مراكش عنواناً لشتم حياة داعرة، تدفع فتيات بلاده إلى بيع أجسادهنّ من عرب الخليج (السعوديين تحديداً)، وإلى التهتّك وإدمان المخدرات وارتكاب السرقات وممارسة انحطاط جماعي، يقود نهى ورندا وحليمة، ب «قيادة» الشابة النارية سكينة، إلى رحلة كابوسية. هذا شريط تنميطي ومدّع، ذو لسان بالٍ حول بنات الهوى ولياليهنّ وضحاياهنّ ومكرهنّ. يُرجع خطاياهنّ إلى الفقر، ويتحامل على سلطات تُهينهنّ، ويغلّ في طبقة فاسدة تولّدهنّ، من دون أن يوصل مُشاهِدِهُ إلى قناعة عقلانية بأن يُحاولنّ التوبة أو الخلاص من مذلتهنّ. بدلاً من هذا، رتّب مخرج «ياخيل اللّه» (2012) رحلة استجمام لهنّ على مدينة أغادير. عابَ الشريطَ حواراتُهُ غير المتوازنة، ومشهدياته المعمولة بعجالة واضحة. لعلّ أسوأ ما فيه هو التوليف الذي وقّعه دميان كيو، فهو لم يكن سوى ربط مقاطع ومشاهد حقّقها، برعونة سينمائية غير معهودة، مخرج متمرّس. والفيلم، بهذا المعنى، يُشكّل كبوة لا تُغتفر. اما سمير فريد فقال عنه فى مقاله بجريدة المصرى اليوم « يعانى السيناريو من الضعف الشديد في بناء الشخصيات، وكأن الدعارة قدر لا مفر منه. (...)إنها مجرد أدوات جنسية وليست شخصيات من لحم ودم، وبالتالى لا نتعاطف معها ولا نكرهها، وفى عالم الدعارة كل الجنسيات، ولكن الفيلم يركز على السعوديين من دون مبرر غير الاستفزاز. ولا يخلو هذا العالم من رجال الشرطة الفاسدين، ولكن الفيلم يجعل ضابط الشرطة يعاشر نهى في مكتبه على نحو أقرب إلى الاغتصاب، وهى مبالغة من دون مبرر أيضاً سوى الاستفزاز. ويفتقر أسلوب الإخراج إلى الخيال الذي طالما تميز به نبيل عيوش في كل أفلامه، وحتى مشاهد مراكش في النهار وفى الليل من خلال سيارة التاكسى بدت أقل من عادية، وأكدت أن الشجاعة في التفكير وحدها لا تكفى.»