حقيقة أننى سكندرية المولد.. والهوى.. برغم بعدى عنها وعن أهلى وأهلها، لكننى كلما ذكرتها سيطرت علىّ نغمات «إسكندرية ماريا وترابها زعفران» على روحى وكيانى ولكنها راحت ولا جت هى مجرد كلمات ونغمات حتى عشت حقيقة هذا التراب الزعفران الذى انبت مواهب لأولاد ماريا وأحفادها وأحفاد الأحفاد. مجموعات من الشباب السكندرى التابع لنوادى الليونز أطلقوا على أنفسهم «الليو» تصغيرا لليونز من كبار الشخصيات العامة من العائلة السكندرية.جلست فى مسرح مكتبة الإسكندرية وبجانبى بعض من هؤلاء الشباب الذين التقوا بالعديد من الأطفال الأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة ينبشون عن المواهب فى العديد من المجالات بدءا بفن الغناء نهاية بمشاهد مسرحية كوميدية ولا مانع من اكتشاف عمالقة فى هذا العالم الخفى يبشرون بمولد سيد مكاوى وعمار الشريعى آخر.. متمثلا فى شاب ضرير اسمه محمد صوته يتفوق على نعيق البوم الفنى الذى يملأ ساحة الفن المصرى الآن مع الأسف ويعود بنا إلى أيام سيد درويش وسلامة حجازى. لكن مين يسمع ومين يشوف؟بالنسبة للسمع سمعناه وبصحبتنا محافظ الإسكندرية الذى ألقى خطابه وكلماته تتلخص فى أنه يعيش معهم أجمل لحظات حياته.ويخوض شباب الليونز «الليو» فى عالم ذوى الاحتياجات الخاصة فيعثرون على ندى التى تنتمى إلى فاقدى السمع لكنها تتفوق فى الرقص الإيقاعى إلى حد يصل إلى العالمية، طارت أمامنا مثل الفراشة ترقص بدون أنغام ولا سمع إلا من وحى خيالها. هل أنا فى حلم؟ صحوت على اكتشاف سكندرى عبقرى لبرنامج «الليو» اسمه أنا موهوب يهدف إلى جمع كل هذه المواهب تحت سقف واحد. وإذا كان هؤلاء اكتشفوا العباقرة من الفنانين بين مجتمع ذوى الاحتياجات الخاصة ومن أطفال «التيه» فى دور الأيتام فالعبقرية الأكبر تمثلت فى مجموعات الشباب التى بحثت ونقبت ودربت وصبرت حتى يخرج للوجود على مسرح الحياة بذور لعمالقة الفن، وعلى رأى سى محمد عبد الوهاب عندما غنى، والفن مين يرعاه غير الفاروق إلخ، فأنا أقول عندما تساؤله الفن الحقيقى وجد من يرعاه فى الإسكندرية وعقبال عندكو فى محافظات قبلى وبحرى وسيناوى.. ياااا مصر وإسكندرية لا تزال ماريا وأولادها لألى ومرجان.