أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان هو أن يضع رأيه فى مقابل رأى الشرع المدعوم بأدلة من الكتاب والسُنَّة، فهو كمن يجعل من نفسه –بقصد أو بدون قصد- خصماً لله ورسوله.. فهل يوجد عاقل فى هذا الكون يمكن أن يصدق من يقول بعكس ما جاء فى القرآن الكريم أو السُنَّة النبوية الشريفة؟! وأنا لا أرى أن ما سمعته مؤخراً من د. خالد منتصر يخرج عن ذلك، فأنا لم أكن أعرفه إلا من خلال جملة واحدة انتشرت عبر شبكة الإنترنت عندما قال: "إيه دخل الله بالسياسة"، ثم جاءت تصريحاته الأخيرة التى قالها في ندوة نظمتها حركة علمانيون –لاحِظ المفارقة- والتى تحدث فيها عن أمور دينية، منها ماء زمزم وصوم رمضان، وفى رأيه أن ماء زمزم فيه معادن سامة، وأن صيام شهر رمضان يضر بصحة الإنسان... فهو كما قلت.. رجل يضع رأيه فى مقابل رأى الشرع.. فماذا تظن أنه فاعل؟!. عندما يقول إنه قرأ بحثاً أعده رجل سعودى يفيد بأن ماء زمزم به معادن سامة، أقول له: لقد روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم" والحديث صحيح، وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه لمَّا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمكثه ثلاثين بين يوم وليلة بمكة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "فمن كان يطعمك؟" فقال له: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنها مباركة، إنها طعام طعم" رواه مسلم، وفي مسند البزار: "إنها مباركة، إنها طعام طعم وشفاء سقم" وهو صحيح... فأَفْتِنا بالله عليك يا د.خالد هل نصدقك أم نصدق كلام النبى صلى الله عليه وسلم؟! أما حديثه عن الأضرار الصحية للصيام، فكيف أتوقع من الصيام أضراراً من أى نوع وقد قال تعالي: (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) }البقرة-184{، وقال النبى صلى الله عليه وسلم "صوموا تصحوا" ورغم أن هذا الحديث ضعَّفه العديد من العلماء ولكن رواه أبو نعيم في الطب النبوي وأورده الهيثمي فى المجمع، وقال فيه: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، وكذلك فقد حسَّنه السيوطى. ولا يكمن موطن النزاع فى فرضية الصيام أو فى مشروعيته –كما حاول د.منتصر تحويل الكلام فى ردوده- فنحن سنشرب ماء زمزم وسنصوم رمضان ولن نأكل لحم الخنزير –الذى تكلم عنه أيضاً- وذلك امتثالاً لأوامر ديننا المدعمة بالأدلة من الكتاب والسُنَّة وبغض النظر عمَّن ذكروا فوائد صحية لذلك، لكن موطن النزاع الذى يهز النفس ويُدمى القلب هو أن تجد من يقول كلاماً عكس ما جاء فى القرآن والسُنة ويطلب منا أن نصدقه. لمزيد من مقالات عماد عبد الراضى