الولايات المتحدة علي إستعداد لأن تبيع هدومها في سبيل تسويق مشروع إتفاقها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية حول الملف النووي، وهي حاولت بشأنه تهدئة مخاوف الخليج المشروعة والمنطقية والتي تأكدت أخيراً بتفجير المنطقة الشرقية ولكن أمريكا مازالت تستند إلي إلتزاماتها (الصوتية) الجوفاء والتي تجلت في قمة كامب ديفيد الأخيرة وبعدها. وبعيداً عن التهديد الواضح الذي باتت إيران تمثله للأمن القومي العربي، فإن ذلك الإتفاق النووي يبدو وكأنه إعتراف بدور إقليمي ودولي جديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهو الأمر الذي يناقض الكثير من السياسات الأمريكية التي تستخدمها واشنطن- فيما يبدو- علي نحو إنتقائي للضغط علي دول بعينها ومنها الخليج و(تخويفها)، وإخضاع دول أخري و(توظيفها). اليوم وقع العراق في عرض ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة إيرانياً مرة أخري لمواجهة داعش، كما أصبحت معركة حزب الله في القلمون ضد (جيش الفتح) و(جبهة النصرة) توكيداً آخر لحضور إيران..ثم أن الحوثيين- في ترنحهم الحالي باليمن- مازالوا قوة تقاتل. يعني إيران موجودة وأوباما لا يواجهها إلا بتصريحات (صوتية)، أو بأسداء النصائح لأطراف، (شبحية) لا نعرف من هي كي ما تقوم بتسليح عشائر السُنة لمواجهة داعش التي إستولت علي الأنبار العراقية ونصف سوريا..فيما تلك العشائر تعرضت لخيانة عظمي حين تسلحت الصحوات من قبل وتم إستخدامها في ضرب عناصر القاعدة ثم تعرضت لتهميش وإضطهاد كبيرين. إيران التي تساندها الولاياتالمتحدة ذات سجل حقوقي أسود لا تتحدث عنه واشنطن. هي تضطهد الكرد الآن وتقمع مظاهراتهم في مهاآباد عقب إنتحار الفتاة فريناز خسروي بعد أن حاول ضابط مخابرات الإعتداء عليها..ويعيش الكرد محنة كبري في أقاليمهم الأربعة جراء التمييز العنصري الرهيب والمستند إلي مواد بعينها في الدستور الإيراني، وليس الكرد فقط ولكن عرب الأحواز أيضاً يواجهون إضطهاد مروعاً ممنهجاً، وقد كتبت لكم في هذه الصحيفة منذ عشرين عاماً عدداً من الحوارات مع ممثلي تنظيماتهم في لندن. إيران في العام الماضي أعدمت 753 شخصاً منهم 25 إمرأة و13 قاصراً. هذه هي الدولة التي تتفق معها واشنطن- الآن- ولا تري في ذلك عواراً يمس القيم الأمريكية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع