تواجه قضية الاصلاح الإدارى لمؤسسات الدولة الانتاجية والخدمية تحديا صعبا، نظراً لأن العنصر البشرى الذى عليه مسئولية تسيير الأعمال، قد تضخم عدديا، وارتفعت تكلفته، ويمارس عمله دون مهام واضحة غيبتها عنه الادارة العليا، ودون توصيف ملزم للوظيفة التى يمارسها فيتأثر عمله سلبيا بتعدد التشريعات، ويعمل فى أجواء عمل فاسدة، تتضارب فيها المصالح، وتختفى المسئوليات، وتغيب عنها الرقابة الفعالة، وينعدم التنسيق العرضي، ولا تهتم بتقييم الأداء، ومثل هذه المؤسسات يحكمها هيكل تنظيمى فى غاية التعقيد، وتتحكم فيها نظم بيروقراطية عقيمة، تستهوى مركزية الأداء، وتحارب من أجلها، فكانت النتيجة خسائر جسيمة لبعض هذه المؤسسات، وانهيار كامل للبعض الآخر. وقد بدأت الحكومة تخطو أولى خطواتها نحو الاصلاح الإداري، عندما طالب المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء باتخاذ خطوات هذا الاصلاح على أرض الواقع، حتى يلمس رجل الشارع تحسنا ملموساً فى مؤسسات الدولة الخدمية وتحسين الخدمة بمكاتبها، والتى أرى أن تواكبها بالضرورة، زيادة وارتفاع مستوى انتاجية المؤسسات الانتاجية الأخري، حتى تنخفض الأعباء المالية على الموازنة العامة للدولة، ويرتفع مستوى معيشة المواطن، ويزداد دخله بزيادة الدخل القومي، وخفض الأعباء المالية على الموازنة العامة، فتنمية الجهاز الادارى للدولة تتطلب أولاً تنمية العنصر البشري، بالحد من تضخم العمالة غير المنتجة، والتى تستنفد ميزانية الدولة، ثم تدريب هذا العنصر على فن الادارة الحديثة والاستخدام الأمثل لآلياتها، مع مشاركة العاملين فى صنع القرار، وتحديد الأهداف، والتخلص من مركزية الأداء، ومن الضرورى تقنين قوانين وتشريعات العمل، بما يساعد على سرعة الإنجاز، ويجنب الادارة والعاملين والمتعاملين معها أى تفسير خاطيء، قد يدفع بأحدهم إلى أن يسلك سبل التقاضي. والتنمية الادارية الشاملة، تتطلب أمانة وكفاءة وفعالية الجهاز الإدري، وخضوعه للمحاسبة أمام أجهزة الدولة الرقابية والمحاسبية، والمساءلة أمام المواطن صاحب المصلحة، وهو صاحب الدور المؤثر والفعال فى تنمية موارد الدولة، وتنشيط منتجاتها، واستعادة مكانتها. إن مصر وهى تتمتع اليوم بقيادة سياسية، تبحث بلا تردد عن أصل كل مشكلة وتحدد أسبابها، وتعمل بإخلاص وبلا هوادة على اقتلاع جذورها، والسعى لحلها، هذه القيادة قادرة على تغيير الوضع الحالى للجهاز الادارى للدولة، وإخراجه من عثرته، ولدينا من الكفاءات الوطنية بالداخل والخارج، مايساعدها على تطبيق مفهوم وأسس الادارة الحديثة. لواء مهندس فؤاد على الطير