هل بدأت العشوائية ويد الإهمال تدب في أوصال مدينة القاهرة الجديدة؟ هل ستتحول المنطقة الراقية مع الوقت إلي منطقة تعج بالمخالفات والفوضي وتفقد رونقها وتميزها...؟ فكم من أحياء ومناطق بدأت هادئة ومنظمة ثم تحولت بفعل الإهمال والقرارات الخاطئة والرقابة الغائبة الي مناطق مزدحمة بالمخالفات والعشوائية، فهل المدينة والتي تبلغ مساحتها حوالي 70 الف فدان ويسكنها حاليا 1.2 مليون نسمة ستلاقي نفس المصير؟ كثير من ساكني أحياء القاهرة الجديدة كالتجمع الأول والثالث والخامس والمترددين عليها والمتابع لهذه المناطق علي مدى السنوات السابقة يجد تغييرا واضحا، صحيح أن هناك حركة عمران ممتدة ومستمرة.وصحيح ان مناطق الخدمات في تزايد مستمر مما جعل ساكنى هذه المناطق لديهم اكتفاء ذاتي حتي في مناطق الترفيه والتسلية... صحيح ان المساحات الخضراء تجد اهتماما واضحا .ولكن ايضا في المقابل هناك العديد من السلبيات.. نبدؤها بكم هائل من المخالفات في البناء من ادوار مخالفة في شوارع رئيسية واضحة وما أدراكم بالشوارع الخلفية الزحام الشديد نتيجة كم المترددين يوميا عشوائية سائقي سيارات الأجرة الذين أحتلوا كثيرا من الشوارع في مناطق حيوية مما تسبب في اختناق مروري وأوجد مجتمعا من الباعة الجائلين، أكوام القمامة التي بدأت تظهر في عدد من المناطق بشكل مستفز،الشوارع غير الممهدة التي تملؤها الحفر والمطبات في شوارع رئيسية واضحة، إذن فهل نحن في طريقنا لإيجاد مجتمع عشوائي جديد ينضم إلي قائمة طويلة من العشوائية وسوء التخطيط ؟ كل هذه التساؤلات حملناها ووضعناها أمام المهندس علاء عبد العزيز رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة في محاولة للبحث عن اجابات..ومن الغريب انه لم ينف ايا من هذه السلبيات بل على العكس تماما، بدأ حديثه معنا برقم 350 ألفا وهو عدد مخالفات البناء وحدها الصادر بحقها قرارات ازالة و معظمها تم بعد إشاعة تم تداولها بأنه سيتم إصدار قانون تصالح مع المخالفين مما شجع الكثيرين لبناء ادوار مخالفة املا في التصالح...ولكن بعد رفض رئيس الجمهورية لمثل هذا القانون أصبحوا جميعهم في نظر القانون مخالفين وتم عمل محاضر لهم جميعا وإنذارهم بضرورة ازالة المخالفة واذا امتنعوا واستمروا في البناء يتحول المحضر إلي قضية ويصدر في حق المخالف حكم بالسجن لمدة 6 اشهر بالاضافة لضرورة إزالة المخالفة. ويضيف : وبالفعل تم إزالة عدد كبير من الادوار المخالفة ونحن في طريقنا لإزالة البقية الباقية ولكن المشكلة تكمن في ضرورة وجود قوة أمنية مع كل تنفيذ لما نتعرض له من مقاومة شديدة تصل احيانا لاستخدام الأسلحة النارية من جهة المخالفين وهذا التنسيق مع أقسام الشرطة قد يأخذ بعض الوقت. مساحات خضراء اما بالنسبة لمشكلة القمامة التي بدأت تؤرق كثيرا من السكان خاصة من يسكنون بالقرب من المناطق الخدمية فيؤكد عبد العزيز ان ميزانية النظافة تصل إلي 18 مليون جنيه من جملة 2.5 مليار جنيه وهي ميزانية مدينة القاهرة الجديدة لعامي 2015 - 2016 تدخل في نواح متعددة كهرباء ، صرف صحي ، مياه ، مساحات خضراء ، النظافة . وللقضاء نهائيا علي مشكلة تراكم القمامة فنحن في طريقنا لتنفيذ مشروع بالتعاون مع وزارة التنمية الحضارية يعيد جامع القمامة القديم ولكن بشكل متحضر عن طريق توزيع أكياس للقمامة علي المنازل والمحال بثلاثة الوان واحد للمواد السائلة، والثاني للمخلفات الصلبة، والثالث للمواد الغذائية وسيقوم جامع القمامة التابع لكل حي ، وهو يقوم بشرائها مقابل مبلغ مالي ليتم استغلال هذه المخلفات بعد ذلك في مصانع تدوير القمامة. اما عن المواقف العشوائية لسائقي السيارات الأجرة والبائعين الجائلين فيقول رئيس الجهاز انه تم بالفعل نقل عدد منهم الي شوارع جانبية خاصة الموجودة في شارع التسعين وهو أكبر شوارع التجمع الخامس ولكني أتوقع ان يظل الصدام مستمرا معهم فمادام هناك مخالفون فهناك قانون يردع وسيستمر الشد والجذب ، وهذا ينطبق علي كل نواحي الحياة داخل المدينة فشغلنا الشاغل هو التنمية والتطوير والاصلاح ونحن لا نعتمد نهائيا في ميزانيتنا علي الدولة فنحن مدينة لديها اكتفاء ذاتي حقيقي. وفي النهاية يؤكد المهندس علاء عبد العزيز ان القاهرة الجديدة تسير في الاتجاه الصحيح واننا كجهاز للمدينة لن نسمح بأن يتحول هذا الحلم الجميل إلي واقع أليم بأيدي المخالفين واصحاب المصالح والمفسدين. ونحن بدورنا نتمني ذلك .