استبشر مواطنو الفيوم خيراً بتطبيق منظومة الخبز الجديدة، ووجدوا فيها بصيص الأمل للحصول على رغيف خبز مطابق للمواصفات بطريقة آدمية. وبعد أيام من تطبيق المنظومة فوجئ المواطنون بكمية لا تحصى من الأخطاء فى التطبيق حملت فى طياتها ملامح التخبط الإداري، ولأن المواطن البسيط هو الذى يتحمل دائماً وأبداً تبعات كافة الأخطاء جاء التطبيق السيئ لملامح المنظومة ليثقل كاهل المواطن ويزيده إرهاقاً فوق إرهاقها.وبشكل أبسط فوجئت آلاف الأسر التى كانت تصرف المقررات التموينية بأخطاء فادحة فى إضافة أفراد البطاقات التموينية، فالكثير من البطاقات سقط بعض أفرادها بقصد أو بدون قصد رغم أنهم يصرفون المقررات التموينية منذ سنوات، وعندما حاول هؤلاء المواطنون البسطاء تصحيح هذه الأخطاء للحصول على حصتهم من الخبز وسد جوعهم وجوع أبنائهم، طالبهم مسئولو التموين بالسير فى إجراءات روتينية لا تراعى ظروف مرضهم، فاحتشد المئات منهم من جميع مراكز المحافظة أمام الشركة المسئولة عن تصحيح البطاقات التموينية وتحديثها، فى مشهد بعيد كل البعد عن الإنسانية ويمتهن كرامة المواطنين البسطاء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم لا سند لهم ولا معين إلا الله.ويقول مصطفى عزت، جئت لتحديث بيانات بطاقتى التموينية بعد أن فوجئت بعدم إضافة اثنين من أفراد الأسرة فى منظومة الخبز لكننى فوجئت بآلاف البشر ينتظرون التحديث، دون أن يراعى مسئولو الشركة توفير مكان مناسب للانتظار خاصة لكبار السن فى ظل درجات الحرارة المرتفعة التى تلفح وجوه البسطاء.وتضيف هيام محمود، تركنا مسئولى الشركة فى وضع يدمى القلوب، فالسيدات لا تجد مكاناً للانتظار ويضطرون إلى التزاحم فى الطوابير التى تمتهن كرامة الجميع، وعدنا مرة أخرى للخلف لكى نعيش زحام طوابير الخبز لكن فى صورة جديدة هى تحديث منظومة الخبز.وتصف خيرية عبد البديع ما يحدث أمام مقر الشركة من تزاحم وتدافع بال «مهزلة الإنسانية» التى لم تضع اعتباراً لشعب قام بثورتين ضد رموز الظلم وامتهان كرامة المواطن.وتطالب فايزة محمد، محافظ الفيوم ومسئولى التموين بوضع حل عاجل لهذه المهزلة حتى يحصل كل مواطن على حصته من الخبز بشكل آدمى دون ضرر، وذلك من خلال توفير أكثر من مكان لتحديث بيانات البطاقات التموينية وتلافى الأخطاء التى لا ذنب للمواطن البسيط فيها، وتخصيص أماكن للانتظار فى شكل حضارى بعضها للسيدات وكبار السن وذوى الاحتياجات، أو حتى قيام مكاتب التموين المنتشرة بالمحافظة بتحديث البيانات للمواطنين دون اللجوء إلى الشركة.كما يطالب محمد عويس بمحاسبة المتسببين عن هذه المهازل.