هذه المره قالها الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى العاصمة الأردنية عمان بأنه يحمل في سيارته ملفا يحتوي محضرا متكاملا عن الاتصالات السرية بين الإسرائيليين وحركة حماس مشيرا إلي إنها اتصالات تحدث بعيدا عن الأضواء مع ان حماس تستمر في المزايدة على السلطة. و لم تكن تلك هى المرة الأولى التى يتم فيها الإشارة الى وجود قنوات اتصال بين حركة حماس وإسرائيل، بل دوما تجرى التسريبات وخصوصا من الجانب الإسرائيلى، ولكن هذه المرة جاءت من رأس السلطة ومؤكد ان الرئيس عباس لديه ما يحمله على التصريح للصحفيين بهذا الوضوح المباشر، وكعادتها حماس تنكر وتتنصل وأحيانا تعلق بأنها مجرد تفاهمات بخصوص الأسرى، وعلقت حركة فتح بأن اى تفاهمات بين إسرائيل وحماس تكون عبر وساطة مصرية ولكن عندما تتم فى الخفاء وتناقش قضايا سياسية تؤسس لدولة فلسطينية فى غزة متجاهلة حقوق الشعب الفلسطينى وثوابته، فمؤكد ان الأمر ينطوى على مؤامرة طالما حلمت بها إسرائيل لتفتيت حلم الدولة الفلسطينية، والمشروع بالدرجة الاولى صهيونى قديم، توافق مع الحلم الحمساوى فى دولة الخلافة المزعومة، وبهذه المؤامرة سيتم إغلاق ملف القدس نهائيا وبها تتنكر حماس لثلاثة ملايين فلسطينى فى الضفة وما يقرب من 2 مليون فلسطينى فى الداخل الإسرائيلى، وبها ايضا لا مجال للحديث عن حق العودة، تلك هى احلام المجاهدين المقاومين فى حركة حماس ذيل الإخوان فى الأرض المنكوبة. وشرح الرئيس عباس مدخل الاتصالات السرية بين حماس وإسرائيل هو رفات جندي إسرائيلي من أصل اثيوبي موجود في غزة وعبر قناة يهودية اثيوبية تتطور المفاوضات وتناقش إطارا سياسيا، ولم يكن الرئيس عباس اول من تحدث عن مفاوضات المقاومين السرية فقد سبقه الى ذلك عدة صحف إسرائيلية تشى بأن الولاياتالمتحدة سوف تضمن لحماس عضوية دولة كاملة فى الأممالمتحدة ومن ثم تكون سلطة رام الله لا وجه لها فى الحديث عن حل الدولتين وقالت الصحيفة فى تهكم شديد سيضطر ابومازن للحديث عن ثلاث دول. محاولات مستمرة ونذكر ما نشره موقع «واللا» الإخبارى الإسرائيلى فى شهر فبراير 2014 من خلال تقرير له، إن رسالة جرى نقلها عن طريق اتصال هاتفى مباشر قام به مستشار هنية السياسى غازى حمد، مع أحد الشخصيات الإسرائيلية، يدعى "جيرشون باسكن"، الذى قام بدوره بنقل الرسالة إلى مكتب نيتانياهو من خلال مستشاره جيل شيفر، الذى قام بدوره بنقلها لنيتانياهو، مشيرا إلى أن نيتانياهو لم يرد على هذه الرسالة. وأوضح الموقع الإخبارى الإسرائيلى أن قنوات الاتصال الرسمية والمعروفة كانت عبر جهاز "المخابرات المصرية" لكن حماس غيرت من قناة الاتصال هذه، وفتحت خط اتصال سرى من خلال وسطاء قطريين، وهم الذين فتحوا خط اتصال مباشر بين جهات إسرائيلية وحركة حماس. وأضاف الموقع الإخبارى الأكثر انتشارا فى إسرائيل، أن الرسالة تضمنت مزيدا من التعاون الأمنى بين إسرائيل وحركة حماس، حيث طالبت الرسالة إسرائيل بالسماح بمزيد من التحرك لحركة حماس التى شعرت بالخطر نتيجة تهديدات الجيش الإسرائيلى عقب إطلاق صواريخ فلسطينية من غزة باتجاه جنوب إسرائيل، وتحميل إسرائيل لحركة حماس المسئولية عن هذه الصواريخ باعتبارها الجهة التى تحكم القطاع، وقال الموقع الإخبارى الإسرائيلى إن الرسالة تمت عبر اتصال هاتفى بين حمد وجيرشون بحضور هنية. وعلق حمد فى تصريحات صحفية أن الخبر كاذب وغير حقيقى تماماً ومفبرك صهيونياً، مبيناً أن هنية لم يجر اتصالات من هذا النوع. فصل قطاع غزة ولكن بعد ما فجره الرئيس ابومازن فى عمان طالبت حركة فتح على لسان المتحدث باسمها أسامه القواسمي، حماس بوقف مفاوضاتها العبثية مع إسرائيل فوراً، معتبرة ما تقوم به حماس من مفاوضات تجاوزا خطيرا للمصالح الوطنية العليا، ومصلحة إسرائيلية إستراتيجية تهدف من ورائها الى فصل قطاع غزة، وضرب التمثيل الفلسطيني، وقال القواسمي إن حماس طيلة 22 عاماً- منذ توقيع اتفاق أوسلو وهي تخوّن وتكفّر من يتفاوض مع إسرائيل، متجاهلة أن منظمة التحرير الفلسطينية كانت تفاوض علانية وهدفها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين ومتمسكة بالثوابت الوطنية، ولطالما طالبت حماس بوقفها، واليوم وبعدما توقفت المفاوضات تأتي حماس لتجري مفاوضات مباشرة وغير مباشرة، بدأت سرية حتى افتضح أمرها، متسائلاً عن هذا التناقض المريب لمواقفها من حيث المبدأ، لان حماس تتفاوض مع إسرائيل على قضايا سياسية تحاول تغليفها بملف تبادل أسرى، مؤكداً أن مفاوضات حماس- إسرائيل تجري حول قضية واحدة وهي مخطط فصل قطاع غزة عن دولة فلسطين، التي حاولت إسرائيل منذ عام 1956 تنفيذه، لكنها فشلت بفضل وعي الشعب الفلسطيني والإمة العربية، وهي الآن ترى في حماس الفرصة السانحة لتنفيذ مخططها، وقال القواسمي: 'الجهة الوحيدة المخوّلة رسمياً وشعبياً وقانونياً بإجراء مفاوضات أو وقفها أو إبرام اتفاقيات أياً كان نوعها هي منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة الولاية القانونية والشرعية والمعترف بها دولياً، ولا يحق لأي فصيل إجراء مفاوضات مع إسرائيل على حده. ومن طباع الامور ان تنكر حركة حماس ما قاله الرئيس ابومازن جملة وتفصيلا، ولكنها تتهمه بالفشل وتدعو الى محاكمته شعبيا وقانونيا لتجاوزاته بحق ثوابت الفلسطينيين حسبما ادعى الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، الذى خرج يؤكد فى مؤتمر صحفى ان زعم الرئيس محمود عباس امتلاكه وثائق تكشف عن اتصالات سرية بين حماس والإسرائيليين، هي محض أكاذيب وافتراءات تهدف إلى خلط الأوراق، وقال إن اتهامات عباس نابعة من إفلاسه على كل المستويات، مبيناً أنها تأتي في سياق استهدافه المستمر لحركة حماس وسعيه لتشويه سمعة الحركة وتاريخها المقاوم، ثم دعى القيادات الوطنية المقاومة وكل الغيورين على المصلحة الفلسطينية إلى محاكمة الرئيس عباس.