هذا هو شعار حملة التوعية الجماهيرية التي اطلقتها هذا الأسبوع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالتعاون مع منظمة اليونيسيف. وذلك بهدف تعزيز الاستخدام الأكفأ لمياه الشرب من أجل الحفاظ علي الصحة جاءت هذه الحملة لتصحيح السلوكيات السلبية الخاطئة التي لا تراعي اهمية ترشيد المياه الصالحة للشرب في ظل انخفاض نصيب الفرد من المياه في مصر إلي مستوي حد الفقر المائي مما يهدد صحة المصريين. هذا الخطر المحدق بنا دعا المسئولين إلي اعتبار قضية المياه قضية قومية تحتاج إلي تضافر كل الجهود وإلي تغيير الثقافة السائدة التي تعتقد خطأ أن مصر لديها النيل العظيم الذي رواها آلاف السنين وسوف يرويها آلافا أخري, لأن هذا الاعتقاد يؤدي إلي ممارسات غير مسئولة تهدد مستقبل المياه في مصر. وقضية المياه والصرف الصحي قضية عالمية وليست محلية فقط ترتبط بالتنمية المستدامة والحفاظ علي صحة المواطنين لذلك وضعت الأممالمتحدة هدف خفض عدد الذين لا يحصلون علي مياه شرب نظيفة أو صرف صحي ملائم ضمن الأهداف الانمائية للالفية التي تسعي الدول إلي تحقيقها بحلول عام2015. ومصر من الدول التي تسير في الطريق الصحيح لتحقيق هذا الهدف ونجحت بالفعل في الوصول إلي نسبة تغطية مياه الشرب إلي حوالي100% واقتربت نسبة تغطية الصرف الصحي إلي60%.. وأمام هذا التحدي كان لابد من التحرك لترشيد استهلاك المياه النظيفة للحفاظ عليها والتوعية بأهمية النظافة الشخصية والعامة من اجل صحة وحياة المواطنين. لذلك بادرت منظمة اليونيسيف إلي الدخول في شراكة مع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي لدعم هذه الحملة الإعلامية.. باعتبار أن الأطفال هم أكثر المتأثرين بتلوث المياه. وفي كلمتها بهذه المناسبة أوضحت د.ارما ماننكور ممثل اليونيسيف في مصر أن أكثر من نصف سكان العالم يعانون من واحد أو أكثر من الأمراض الرئيسية المرتبطة بالمياه غير النظيفة والصرف الصحي غير الملائم.. كما أن نقص ممارسات العناية بالنظافة العامة والشخصية وتوافر خدمات مرافق الصرف الصحي يسهمان معا في88% من جميع الوفيات الناجمة عن امراض الاسهال التي ترتفع معدلاتها بشكل خاص بين الأطفال حيث تأتي هذه الأمراض في المرتبة الثانية المتسببة في وفيات من هم دون الخامسة.. كذلك يساهم ضعف ممارسات النظافة في ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي الحادة بين الرضع والأطفال وإلي سوء التغذية والإصابة بالديدان المعوية.. في حين ان مجرد غسل اليدين والنظافة المنزلية يمكن أن يقللا من حالات الإسهال لدي الرضع بنسبة33% وغسل اليدين بالصابون يعد واحدا من أكثر التدخلات الفعالة والمتاحة للوقاية من أمراض الأطفال دون سن الخامسة كما أن غسل اليدين بالصابون يساعد علي مكافحة فيروس انفلونزا الخنازير وغيره من الأمراض المعدية التي تنتشر بسهولة خاصة في الصيف. وأشادت ممثل اليونيسيف بالتقدم الذي احرزته مصر في مجال توصيل المياه وخدمات الصرف الصحي للسكان وان كان لا يزال هناك تفاوت بين المناطق الريفية والحضرية.. لذلك تدعم اليونيسيف الجهود التي تبذلها وزارة الاسكان والمرافق والتنمية العمرانية لتعزيز صحة أطفال ونساء مصر من خلال ضمان حصولهم علي خدمات عالية الجودة في المنازل ورفع مستوي الوعي بشأن ممارسات النظافة العامة والشخصية وكذلك تعمل مع الشركة القابضة للمياه والصرف الصحي والعديد من الشركات التابعة لها في ست محافظات في صعيد مصر للوصول إلي المجتمعات المحلية الريفية المحرومة لتوفر لهم فرص الحصول علي مياه شرب آمنة وتوصيل مرافق الصرف الصحي وذلك من خلال تقديم قروض لتمكنهم من الحصول علي وصلات المياه للمنازل وكانت النتيجة أن تمكن حتي الآن أكثر من400 ألف مصري في المناطق الريفية من الحصول علي المياه في منازلهم وأقام80 ألف مصري مرافق للصرف الصحي في ثلاثة عشر مركزا في صعيد مصر. ولكن يبقي ان البنية الاساسية أو المرافق وحدها لا تكفي دون تثقيف صحي وتغيير في السلوكيات.. من هنا كانت أهمية التعاون بين المنظمة الدولية ووزارة التربية والتعليم والمنظمات المحلية غير الحكومية لنشر الوعي بأهمية العناية بالنظافة الشخصية والعامة خاصة في المدارس لأن الأطفال الذين يتعودون علي ممارسة نظافة شخصية صحية يساعدون علي إحداث التغيير عندما يعودون إلي منازلهم ومجتمعاتهم المحلية. ليس هذا فقط بل إن توافر المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي في المدارس يشجع الأطفال علي الذهاب إليها وعدم التسرب منها خاصة الفتيات. إن هذه الشراكة بين المنظمة والوزارات والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي والمنظمات غير الحكومية تعد مثالا جيدا لأسلوب مواجهة قضية مثل قضية المياه وهو ما عبرت عنه د.ارما ماننكور قائلة: إن العمل معا يدا بيد يمكن أن يجعل مصر عالما أفضل لاطفالها. ويبقي بعد ذلك دور المرأة والأم المصرية التي يجب ان توعي ابناءها بأهمية المياه وكيفية الحفاظ عليها نظيفة وسبل ترشيد استخدامها وتقدم لهم أمثلة علي ذلك بعدم فتح الصنبور طوال الوقت اثناء غسل الأواني أو الاستحمام, فالمياه ثروة يجب عدم التفريط فيها.