أعرف أنه ليس مفروضا أن أخاطب رئيس مجلس الوزراء فى أمر لا تتجاوز المسئولية عنه الأجهزة المحلية، ولكن ماذا نفعل إذا كانت كل شكاوانا لا تجد سوى إجابة واحدة وهى الصمت، الذى يعنى بطريقة أخرى «إخبطوا رأسكم فى أقرب حيط» فالإهمال واللامبالاة سائدان فى أحياء القاهرة التى لم تعد تعرف المسميات القديمة: أحياء عشوائية وشعبية وفقيرة، وأحياء الطبقة الوسطى والأحياء الراقية فلقد انتهى كل ذلك وأصبح الخيار الآن إما أن تعيش فى أحد المنتجعات (الكومبوندز) المحاطة بالأسوار والحراس كما هى حال الغالبية العظمى من المسئولين فى السنوات الأخيرة والطبقات الثرية أيا كان ثراؤها وإما أن تعيش فى المدينة العشوائية المهملة بما فيها التى كانت تسمى فى أزمنة غابرة «أحياء راقية» إننى أدعو رئيس مجلس الوزراء أن يتضمن جدول جولاته الميدانية شارعا كبيرا رئيسيا ومحورا مروريا مهما فى حى مدينة نصر هو شارع مكرم عبيد الذى تم عمل توسعة فى جزء منه قريب من طريق مصطفى النحاس (الذى أجرى له تخطيط سييء أنفقت عليه عشرات الملايين من الجنيهات منذ عدة شهور). وحدث ولا حرج عن الشوراع الرئيسية المتفرعة منه والموازية له نظرا لسوء الرصف والفوضى والمطبات التى يمكن أن تدمر أى سيارة وقمة الإهمال والقذارة فلقد شكا العديد من سكان الحى مرارا وتكرارا إلى جميع المسئولين فقابلوا شكاوانا بالإهمال واللامبالاة إن مئات الآلاف من سكان المنطقة يعانون يوميا فى غدوهم ورواحهم من الحالة المزرية للشوارع بمدينة نصر فضلا عن حالة الشوارع التى تحولت إلى جراجات، فإن المرور وتخطيطه والحاجة إلى مشروعات كبرى عاجلة تضع حلولا حاسمة له لتحقيق إنسيابية معقولة أصبحت مطالب أساسية لا غنى عنها الآن خاصة مع الزيادة العشوائية فى عدد الأبراج السكنية «والمولات» العملاقة التى يأتيها البشر من كل مكان، والتى لا تعرف من أعطى التصريح بها بدون دراسة وتشتم منها روائح فساد كبير، والتى جعلت عملية الدخول والخروج من الحى الذى كان مفترضا أن يكون حيا حديثا راقيا هما وغما وإضاعة للوقت وللصحة. د. طارق الغزالىحرب