شاهدت أحد البرامج يعرض مشكلة خاصة بين زوجين، تحللها الدكتورة مقدمة البرنامج, الذى يتناول العلاقة الحميمة بين الزوجين, بصورة فجة، فعند عرض العلاقة بين الزوجين, نراهما معا فى السرير, حيث نشاهد أعراض الأزمة، والسؤال الحيوي هو كم مشاهد فى مصر سيهتم بمتابعة هذه القضية ولماذا؟ أولا من حيث الكم ملايين طبعا، فكل فتاة مراهقة وكل عانس لديها شاشة تليفزيون فى غرفتها الخاصة، ستجدها فرصة ميسرة أن تتابع كل هذه التفاصيل الجنسية, بعيدا عن عيون العائلة، والأمر نفسه ينطبق على الشباب المراهق، ومن تخطوا سن الزواج الذين يتعطشون لممارسة حقهم الطبيعى فى الحياة. إن مصر ليست بها مشكلة طبية فى الجنس كما يريد أن يوهمنا البرنامج، لأن متاعب هذه السيدة يجب أن تناقش فى العيادات الخاصة، فالأزمة الجنسية فى مصر ليست لدى المتزوجين, لأنهم يستطيعون الذهاب لأقرب عيادة للعلاج, ولكن المشكلة فيمن لا يستطيعون الزواج وممارسة الجنس أصلا, فهؤلاء يجب أن نحترم مشاعرهم, لا أن نضغط على احتياجاتهم الملحة ونتاجر بها, بينما هم يحتاجون تيسير سبل الزواج، وإيجاد سرير واقعى في حياتهم. ولا أعتقد أن مقدمة البرامج تتعمد الإساءة لهؤلاء لأنها طبيبة محترمة، ولكن الفضائيات تستدرجها بدعوى أن هذا هو تخصصها الطبى, بينما يكون لهم مآرب أخرى, وأخشى لاحقا إدخال بعض التعديلات على سرير البرنامج فينام الزوج مع زوجته دون غطاء أو بملابس خفيفة, سعيا وراء الإعلانات الهائلة لأن هناك ملايين من المحرومين الراغبين في معايشة هذه الأحاسيس الجنسية, وما يجعلنى أخشى أكثر وأكثر أن الشعار الذى ترفعه الفضائيات هو «الربح سيد الأخلاق». لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى