تأكيدا للدور الحيوى الذى يمكن أن يلعبه مشايخ ورموز القبائل الليبية فى توحيد الشعب الليبى ونبذ الفرقة التى تهدده - دعت القاهرة لاستضافة ملتقى للقبائل الليبية اليوم حرصاً على أهمية الإسراع فى تحقيق الاستقرار والوصول بليبيا لبر الأمان وبدء انطلاق الدولة الليبية نحو مرحلة بناء المؤسسات وإعادة الإعمار وصولاً إلى تلبية تطلعات وآمال الشعب الليبي. وسعيا لقراءة المشهد الاجتماعى والقبائلى الليبى ودوره فى لم شمل الليبيين بعد سنوات من الشد والجذب عقب ثورة 17فبراير حاور"الأهرام " الشيخ عادل الفايدى رئيس لجنة التواصل الاجتماعى المصرية الليبية حول الدور الذى يمكن ان تلعبه القبائل. فى البداية كيف تقرأ المشهد الليبى فى ظل المرحلة الصعبة التى يمر بها وطنكم ؟ إن الوضع الحالى فى ليبيا وضع يشهد كما هائلا من الارباك على المستوى السياسى وأيضا هناك صراع قوى جدا و الخسارة الحقيقية هى فقدان ابناء الوطن كل يوم وعجلة التنمية والتطور فى البلد متوقفة تماما، والخدمات اليومية للمواطن معدومة وأهمها الخدمات الصحية وأيضا التعليم فى ليبيا يشهد تدهورا كبيرا سيؤثر تأثيرا على جيل كامل اذا لم يكن هناك تدارك للموقف . ومن خلال الرؤية الاجتماعية لهذه الأزمة نرى ونؤكد ان القبيلة أوالقبائل هى المؤسسة الوحيدة القادرة على إحداث تغيير فعلى فى الأزمة الحالية والحقيقة ان اجتماع للقبائل الليبية يمثل تغييرا كبيرا فى البحث عن آليات لحل الأزمة ،فنحن نمر بأزمة وهناك اجندات وفشل للسياسيين من جانب آخر حيث يسعى البعض لفرض أجندته وهناك قوى خارجية تدعم هذه الأجندات وهناك قوات تتقاتل على الأرض وكل أجندة لها جناحها العسكرى وبالتالى الأرضية الوحيدة التى يتم العمل عليها هو المواطن والدولة الليبية فى أساسها وقوامها هى مجموعة من القبائل ،حيث تعتبر القبيلة مؤسسة قوية جدا وهى أشبة بدولة وبكل ما تعنيه الكلمة فى محيطها الجغرافى ومحتواها البشرى وبالتالى نحن نعمل على توحيد القبائل فى كيان واحد ورؤاهم فى حل وتخطى الأزمة . ماذا عن أعداد القبائل الليبية على الساحة ودورها ؟ إن القبائل الليبية عددها ما يفوق على 140قبيلة أو أكثر ولكن ليست هذه المشكلة فى حد ذاتها فهناك قبائل لها تأثير على الأرض ولها دور بارز فى إنهاء الصراع والآن نحن نسعى لوضع حل اجتماعى وفق منظومة القيم الليبية بعيدا عن السياسة تماما ونوجد ضمانات لكل المبادرات المطروحة أيا كانت، سواء من الأممالمتحدة أو من أى طرف آخر لحل الأزمة ونحن ندعم أى مبادرة يمكن ان تصل بليبيا الى حالة الاستقرار وسوف نقدم ضمانات على المستوى الداخلى . و لماذا عقد ملتقى القبائل فى مصر ؟ بحثنا كثيرا عن مكان مناسب وكان أمامنا خيارات كثيرة وجاء اختيار مصر لأسباب عديدة، باعتبارها جارة ومن أكبر الدول العربية ولها ارتباط وثيق بالأمن القومى الليبى كما ان مصر لها تاريخ نضالى مشترك مع الشعب الليبي، كما ان هناك امتدادا اجتماعيا بين مصر وليبيا ربما يسهم فى تحقيق الهدف بشكل أسرع وأوضح . وأيضا مصر بادرت بعرض المساعدة على الشعب الليبى ونقدّم الشكر لمصر حكومة وشعبا لقيامها بطرح حلول لهذه الأزمة ومن أفضل ما حدث اجتماع دول الجوار الذى عقد فى مصر . وماذا عن طبيعة المشاركة من جانب القبائل ؟ ضمنا مشاركة نحو 70٪من القبائل فى الملتقى بشكل مباشر، وجار التنسيق مع الباقى منهم كما ان هناك بعض القبائل ربما قد تغيب نظرا لظروف وحجم الصراع فى ليبيا كما ان هناك مدنا بكاملها تحت سيطرة الإرهابيين، وأخص بذلك سرت و درنة وكذلك طرابلس المختطفة بقدرأقل من سرت و درنة وفى بنغازى تستطيع القبائل الحضور كما ان بعض المشايخ الذين يعتبرون أساسيين فى مثل هذه الاجتماعات لديهم أبناء مختطفون لدى أبناء الشريعة والارهابيين وهذه وسيلة ضغط على شيوخ القبائل بحيث لا يتخذون خطوات من شأنها ابراز الحقيقة امام المجتمع الدولى والعالم . وماذا عن الشكل العام للملتقى وآليات عمله ؟ كنّا حريصين على توجيه الدعوة للمجتمع الدولى من خلال سفراء الدول المعتمدين المهتمين بالشأن الليبى وسنوجة الدعوات للمنظمات الدولية والإقليمية ومنها جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقى ومجلس التعاون الخليجى ومنظمة التعاون الاسلامى والاتحاد الاوروبى والدول الكبرى بحيث يحضر مندوبوهم المشاركون فى بحث الأزمة الليبية ولابد ان يعرف المجتمع الدولى ان هذا الاجتماع والملتقى أشبة بتقرير مصير للشعب الليبى أو الحد الأدنى منة توجيه وتصحيح مسار الحوار. وماالعنوان الرئيسى لملتقى القبائل ؟ العنوان هو لم شمل الليبيين وتوحيد كلمتهم وسبلهم لإيجاد حل الازمة من خلال التوافق على ثوابت اقامة الدولة وتوحيد رؤية وآلية تنفيذية لإنهاء هذا الصراع والشعار العام معا من اجل بناء ليبيا فكل من ينادى بأنه لا حوار خارج ليبيا أطالبه بان يعيد حساباته مرة اخرى فهذا العمل لا أجندة له ،وهو عمل اجتماعى دون تسييس عمل القبائل ونرجو من الجميع ان يكون على قدر المسئولية وكفانا اربع سنوات ستؤخر عجلة النمو فى ليبيا 40عاما وأتمنى ان يتحمل المجتمع الاولى مسئولياته تجاه هذه الأزمة بشكل حيادى 0 هل هناك ضمانات خارجية يمكن ان تحقق استقرارا ولو نسبيا ؟ العباءة الدولية عباءة فضفاضة فنحن نريد ضمانات من كيانات واقعية يمكن التواصل معها مثل ضمانات من الدول الكبرى التى لها مصالح مباشرة مع ليبيا وكذلك من الاتحاد الاوروبى ومجلس التعاون الخليجى والاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية ودوّل الجوار لانها لاعب أساسى، وليس تدخلا فى الشأن الليبى ولكن هناك ارتباطا بحكم الأمن القومى والعمق الأستراتيجى . وما موقفكم مما يجرى من حوار فى الصخيرات بالمغرب ؟ الحوار معلق وبعيدا عن دعم جهة او اخرى، نحن نتحدث اذا كانت مخرجات الحوار تصب فى مصلحة الدولة الليبية وتحقيق الثوابت التى يتفق عليها سيكون هذا الملتقى داعما لهذه المخرجات وإذا ما رأى المشاركون ان ذلك يَصْب فى غير مصلحة الليبيين سيكون لنا موقف مغاير تماما وربما سنرفضه بشكل واضح وقاطع . وماذا عن التنسيق مع مصر ؟ أسعدنا ما اعلنه مساعد وزير الخارجية لدول الجوار من تطلع مصر لهذا الملتقى والنوايا المصرية لحل الأزمة فى ليبيا بشكل واضح ، و نحن نعول على مصر فهى ليست فقط دولة جوار لكنها دولة كبيرة بكل ما تعنيه الكلمة وهى الحارس الأمين على الوحدات العربية والمرشد للإسلام الوسطى من خلال الأزهر الشريف وهى من تبنى كل العواصم العربية كما ان هناك امتدادا جغرافيا للقبائل الليبية فى مصر وهناك صلات قرابة ومصاهرة ويوجد ما لايقل عن مليون ونصف المليون مصرى فى ليبيا على الرغم من الظروف الموجودة هناك، فهم تأقلموا مع الشعب الليبى .