اكتسب مؤتمر «الممتلكات الثقافية تحت التهديد» الذى عقد مؤخرا بالقاهرة فى منتصف مايو أهمية كبيرة لمناقشته التداعيات الثقافية والأمنية لنهب الآثار فى الشرق الأوسط، وتعامله مع قضية المخاطر التى تواجه العالم العربى من خلال عمليات التخريب المتعمدة للمواقع الأثرية وعمليات الاتجار غير المشروع فى الممتلكات الثقافية التى سجلت ارتفاعا فى السنوات الأخيرة وخاصة قضية تهريب الآثار التى وصلت إلى ستة مليارات دولار سنويا كما أوضحت السفيرة ألفت فرح مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية ومنسق عام المؤتمر. فهناك العديد من التحديات ومنها حماية ثقافة كل بلد جزء من عمليات الاصلاح الاقتصادى، وهى تحديات تضاف إلى ما يحدث فى العراق وليبيا وسوريا وما ينبغى عمله لرفع درجة الوعى بالقيمة الوطنية للآثار. ومن جهتها أكدت ايرينا بوكوفا مدير عام منظمة اليونسكو أن تجارة الآثار غير الشرعية من أهم وسائل تمويل الارهاب، وأنه لابد من تضافر الجهود لمواجهة التهريب والاتجار غير الشرعى و تدمير التراث الثقافى فى الشرق الأوسط. وأكد سامح شكرى وزير الخارجية فى كلمته التى ألقاها السفير حمدى لوزة أن وزارة الخارجية بالتنسيق مع وزارة الآثار ستتخذ الاجراءات القانونية التى تمكنها من استعادة الآثار المهربة مشيرا إلى استرداد مصر مؤخرا بعض القطع الاثرية. كما تواصل مصر مجهوداتها لاستعادة قطع أخرى من بريطانيا واستراليا . وحذر د. ممدوح الدماطى وزير الآثار من إصدار شهادات بيع للآثار لا تصدر من الدولة صاحبة الحق فى الأثر. وتحدثت السفيرة مشيرة خطاب عن معرفة الجماعات المتطرفة بالقيمة الاقتصادية للآثار فى مقابل جهلهم بالقيمة الثقافية.مقترحة تعيين ممثل عام بالامم المتحدة للحفاظ على التراث وكانت السيدة ايرينا بوكوفا مدير عام اليونسكو قد أدانت عمليات تدمير التراث الثقافى فى العراق وسوريا مشيرة إلى دور مصر التى تعد كتابا مفتوحا للتنوع الثقافى وهو ما يحفزها للوقوف فى وجه التطرف. وأشادت بوكوفا – التى فى تصورى تصلح لأن تكون أول سيدة تفوز بمنصب سكرتير عام الأممالمتحدة- بالجهود المصرية لدعم الأجندة التنموية معربة عن استعداد اليونسكو لتطوير التعليم الفنى بمصر. وأكدت ويندى تشمبرلين رئيس معهد الشرق الأوسط و ديبورا لير رئيسة التحالف الدولى لمكافحة تهريب الآثار تحذير مجلس الأمن من تربح بعض الجماعات مثل داعش من عمليات نهب والاتجار فى الآثار، حيث تم تصنيف تلك الممارسات ضمن أعلى ممارسات إجرامية على مستوى العالم. وقال السفير محمد سامح عمرو المندوب الدائم لمصر باليونسكو أن إعلان القاهرة قد صدر بالاتفاق على وقف التهديدات المستمرة للاقتصاد والأمن القومى والثقافى المتمثل فى الاتجار فى الممتلكات الثقافية، مدينا الدول و الجماعات الممارسة لجرائم ضد الحضارة الانسانية،كما أشار الاعلان إلى ضرورة تكوين فريق عمل يتكون من ممثل عن كل دولة لتنسيق الجهود الاقليمية والدولية من أجل حماية الممتلكات الثقافية واستردادها ومنع تهريبها، بالاضافة إلى تأسيس لجنة استشارية لتقديم الدعم لمجموعة العمل المعنية بمكافحة النهب الثقافى، و اطلاق حملة للتوعية فى الدول التى تشهد نهبا لممتلكاتها مع فرض عقوبات أكثر صرامة على المهربين والمتاجرين و المنقبين عن الآثار بشكل غير قانونى. فينبغى النظر فى اعداد مذكرة تفاهم ثقافية إقليمية بالتعاون مع شركاء دوليين، وبحث إنشاء وكالة مستقلة لمحاربة عمليات غسيل الآثار على غرار غسيل الأموال. وأخيرا يمكننا أن نقول إنه حان الوقت لكى يترشح مصرى لمنصب مدير عام اليونسكو فى الانتخابات القادمة ... مصر تملك القوة الناعمة.