المشهد الإقليمي يشهد تحولات وتقلبات حادة على جميع الصعد سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا يعكس ذلك قمة كامب ديفيد بين اوباما وزعماء دول الخليج بشأن الاتفاق النووى الإيراني. والذي يمهد لعودة المد الفارسي الشيعي في المنطقة بقوة بعد تطوير قدرات إيران النووية وعودتها للمجتمع الدولي بعد سنوات العزلة المميتة لها وبالتالى سيكون ولاؤها لسيدتها أمريكا، وليس للمنطقة بعد انفتاحها على العالم الخارجي بدعم أمريكي وتدفق الأموال إليها من خلال الاستثمارات التي ستوقعها بعد التوقيع النهائي على الاتفاق النووي المشبوه بينها وبين مجموعة 5+1.
يعزز مخاوف العرب السابقة من إيران الأطماع الأمريكية في المنطقة فلم تعد أمريكا تعترف بأي قوى إقليمية بالشرق الأوسط سوي بإسرائيل وتركيا وإيران بعد الاتفاق النووي المشبوه الذي قبضت ثمنه إيران بنحو 500مليار دولار وذلك على لسان الصحفى الامريكى ديفيد رثكوف كجائزة كبري برفع العقوبات على الاقتصاد الإيراني، مع الاعتراف الأمريكي بإيران كقوة إقليمية كبرى وحيدة تخدم مصالح حليفتها الجديدة في الشرق الأوسط، بعد ان أصبحت إحدى الأوراق الاستراتيجية الأمريكية لتصبح إيران وإسرائيل وتركيا ثلاثي تحالف يخدم خطتها للهيمنة على الشرق الأوسط الجديد بعد ان أصبح المشرق العربي تحت حصار إيران شرقا وإسرائيل غربا. سلام الضرورة عنوان كتاب صدر منذ أيام في واشنطن للصحفي الأمريكي تريتا بارسي ويكشف فيه عن مبادرة إيران للتعايش السلمي مع واشنطن على أساس تسوية جمع النقاط الخلافية، وتنازلها عن برنامجها النووى ونزع أسلحتها وخضوع منشأتها للتفتيش الدولى وتقديم الدعم الإيرانيلأمريكا مع موافقتها لمبادرة السلام العربية في قمة بيروت2002 وعلي أساس التنازلات الإيرانية فتح اوباما الباب واسعا أمام إيران للعودة بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية بما يسمح لها بإقامة الإمبراطورية الفارسية الأمر الذي اشرنا إليه في مقال سابق بالتفصيل. الطمأنة والتعهد الذي أخذه القادة العرب من اوباما في قمة كامب ديفيد والذى تعهدت فيه أمريكا باستمرار الشراكة بينها وبين دول الخليج ضد المد الشيعي وأكدت على لسان سيدها أوباما أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن أمريكا وعلى القادة العرب آلا ينسوا ان الملتحف بأمريكا عريان وهناك تواطؤ أمريكي مع إيران وله تفاصيل سرية سيتم كشف النقاب عنها قريبا.
وأقول للقادة العرب أصحاب كامب ديفيد مالا تعرفونه أو تعرفونه وتغضون الطرف عنه هو تطابق المصالح بين إيرانوأمريكا وثالثهم إسرائيل، وحدث اتفاق غير مكتوب مفاده إحباط عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي تتزعمه إيران لأن إسرائيل لا تريد سلاما يجبرها على الانسحاب من القدس والضفة الغربيةوإيران بالمقابل لا تريد سلاما يضاعف من عزلتها الإقليمية ورغم العداء بين كل من إيران وإسرائيل إلا ان المصالح جمعت الغرماء الثلاثة .
العرب لا ينقصهم العقل أو المال لكن ما ينقصهم حقا هو الشك وعدم إعلاء مصالح الوطن على الذات ويميلون إلى الاعتماد على الغير، وواشنطن عندما توعد تخلف وعندما تكرم تهين ولا يهمها سوي مصالحها، أما وعدها لمواجهة اى عدوان خارجى لحلفائها فهي وعود لم تصل إلى حد الاتفاق الرسمي ورفضت التوقيع على اى اتفاقية بينها وبين القادة العرب، واعتقد ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى جاهدة للسيطرة على إيران كحليفة لها حتى تكون إحدى أدواتها للهيمنة الأمريكية الكاملة على العالم العربي فانتبهوا ياعرب قبل فوات الآوان. لمزيد من مقالات فهمي السيد