أيام وتنطلق القمة المصرية - الألمانية..وهما الدولتان الأهم عربيا وأوروبيا. وبرغم التصريحات الأخيرة لرئيس البرلمان الألمانى التى أثارت أزمة دبلوماسية، فإن المصالح والتحديات المشتركة التى تجمع البلدين أهم بكثير من القضايا محل الخلاف. فى حوار مع «الأهرام» يلقى د.نوربرت روتجن رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الألمانى «بوندستاج» الضوء على ضرورة المحادثات السياسية المباشرة بين البلدين. روتجن يعد من أبرز قادة حزب الاتحاد المسيحى الديمقراطى الحاكم. بعد قيام ثورتين، تمكنت مصر من اتخاذ خطوات استراتيجية نحو الاستقرار والاصلاح الاقتصادى ، كيف ينظر الشعب الألمانى إلى الزيارة الأولى للرئيس السيسى إلى بلاده؟ الجميع ينظر لمصر كعامل للاستقرار النسبى فى منطقة تعمها الفوضي. وبعد زيارة وزير الخارجية شتاينماير إلى القاهرة منذ عدة أيام، فإن زيارة الرئيس السيسى لألمانيا تظهر أهمية العلاقات الألمانية- المصرية، والمباحثات السياسية المباشرة ضرورية حيث إن هناك قضايا مهمة يجب مناقشتها. وتنظر المانيا لمصر باعتبارها شريكا استراتيجيا مهما فى المنطقة. ولدينا مصالح مشتركة حول قضايا مثل مكافحة «داعش»، لذلك فإن الدعم المتبادل تكون قيمته عظيمة. وتترقب ألمانيا إجراء انتخابات برلمانية (فى مصر) فى المستقبل القريب، وأيضا الانفتاح على المجتمع المدنى من أجل ضمان مشاركة أوسع فى العملية السياسية. الحرب على الإرهاب تمثل قضية رئيسية، ما هو فى اعتقادك الفهم المشترك بين القاهرة وبرلين فى هذا الصدد؟ ألمانيا ومصر لديهما مصلحة مشتركة فى مكافحة الإرهاب فى جميع أنحاء العالم، حيث إنه يشكل تهديدا خطيرا للأمن الدولي. ألمانيا فى حالة تأهب ضد تدفق المقاتلين الألمان على مناطق القتال فى سوريا والعراق، ما الإجراءات التى اتخذتها بلادكم لوقف هذه الظاهرة؟ وهل السلطات الألمانية تتحرك لمراقبة التبرعات التى تجمعها المنظمات الإسلامية فى ألمانيا وكيفية استخدامها؟ السلطات تحقق فى حالات انضمام مواطنين ألمان لداعش فى سوريا والعراق. وبما أن غالبية هؤلاء الأتباع يسلكون طريقا يمر من خلال تركيا، فإنه من الصعب للغاية وقفهم لأنهم بإمكانهم السفر ببطاقات الهوية الشخصية فقط. لذلك فالحكومة الألمانية اقترحت اصدار جوازات سفر بديلة للألمان المشتبه فى رغبتهم للانضمام للمجموعة الإرهابية، وهذا الجواز البديل لن يسمح لهم بالسفر. كما ان ألمانيا ملتزمة بالقواعد الدولية لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. والاتحاد الأوروبى قد تبنى حزمة قواعد قانونية جديدة حول هذا الأمر فى فبراير 2015. السلطات الألمانية اعتقلت بعض المتطرفين الذين خططوا لمهاجمة مساجد ومراكز إيواء اللاجئين. هل تعتقد أن الجاليات المسلمة تواجه تهديدات حقيقية فى ألمانيا؟ وما الخطوات التى اتخذتها الحكومة الألمانية لمواجهة ظاهرة «الاسلاموفوبيا المتنامية»؟ المظاهرات ضد «أسلمة الغرب» التى شاهدناها لعدة أشهر فى «دريسدن» ومدن ألمانية أخري، كانت مثيرة للقلق إلى حد ما. ومع ذلك، هذه الحركة ضعفت بسبب نزاعات بداخلها، وقد فقدت بالفعل الكثير من قوة بدايتها. فى الوقت ذاته، نحن سجلنا عددا متزايدا من حوادث عنف ضد طالبى اللجوء، وبعض المقيمين الآخرين ذوى الخلفيات الأجنبية وضد المساجد ومراكز الجالية المسلمة. وبينما تحقق الشرطة بالطبع فى كل هذه الحوادث، فهناك الكثير الذى يجب فعله لتعزيز الفهم المتبادل والتسامح.