كشفت الوثائق التى أفرجت عنها السلطات الأمريكية من "مكتبة بن لادن" عن سعادة واحتفاء زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بثورات الربيع العربي، حيث وصف هذه المظاهرات بأنها حدث جلل سيمتد ليشمل العالم الإسلامى ككل ، مدعيا أنها ستحرر المسلمين من سطوة الولاياتالمتحدة . ووصف بن لادن - فى إحدى الوثائق التى ترجمتها المخابرات الأمريكية - مصر بأنها أهم دولة فى المنطقة وأن سقوطها يعنى سقوط بقية الدول العربية الواحدة تلو الأخرى، وتأتى رؤية بن لادن لثورات الربيع العربى لتتناقض مع الرؤية الأمريكية التى ادعت أن هذه الثورات فرصة لتحرير المنطقة من أفكار "القاعدة" الإرهابية. وكانت السلطات الأمريكية قدكشفت أمس الأول عن مجموعة جديدة من الوثائق الخاصة ل"أسامة بن لادن"، التى ضبطت خلال عملية اغتياله، التى نفذتها واشنطن فى مايو 2011 فى أبوت آباد بباكستان. وذكر بيان صادر عن مكتب المخابرات القومية أن نشر الوثائق تم بعد مراجعة "دقيقة" من جانب وكالات حكومية أمريكية تنفيذا لقواعد قانون تفويض المخابرات الصادر فى 2014. وأضاف أن"الوثائق الجديدة "تتكون من قسمين، الأول هو قائمة بالوثائق غير السرية التى تم العثور عليها فى محيط المجمع الذى اختبأ فيه بن لادن، والثانى هو وثائق منتقاة رفعت عنها السرية مؤخرا". وتابع البيان"شملت المواد المنشورة ترجمات لمراسلات قيل إن بن لادن تبادلها مع مساعديه وأفراد من عائلته وقائمة بكتب باللغة الإنجليزية تمت مصادرتها من المقر ومواد نشرتها جماعات متشددة أخرى". ومن جانبه، ذكر ديفن نونيز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكى أن الإفراج عن 86 تقريرا جديدا يجعل العدد الإجمالى للتقارير التى رفعت السرية عنها بعد مصادرتها من منزل بن لادن 120تقريرا. وأضاف أن"قائمة الوثائق الجديدة تضمنت 39كتابا باللغة الإنجليزية و103 وثائق لمراسلات بن لادن مع قيادات جماعات تابعة للقاعدة وكذلك مراسلات بينه وبين أقاربه، كما تضمنت الوثائق 75وثيقة علنية للحكومة الأمريكية، منها تقرير الكونجرس عن أحداث 11سبتمبر 2001، وقائمة تتضمن 35 إصدارا لجماعات متطرفة تتبع للقاعدة من بينها تسجيلات مرئية، وقائمة تشمل 33 مادة إعلامية، و19مادة تتعلق بفرنسا وأخرى تتضمن كتبا دينية تم العثور عليها فى حوزته". وفى السياق نفسه، كشفت شبكة"فوكس نيوز" الإخبارية عن أن بن لادن ركز على مهاجمة أهداف أمريكية وضغط على أجنحة تنظيم القاعدة لتجاوز ما بينها من منافسات والتركيز على تلك القضية. وأظهرت رسالة بتاريخ يوليو 2010 كانت بين المواد التى نشرتها المخابرات الأمريكية أن بن لادن ضغط على تنظيم القاعدة فى اليمن وهو من أكثر الأجنحة نشاطا لتحقيق السلام مع الحكومة والتركيز على "أمريكا". وكان رأى بن لادن هو أن تنظيم القاعدة فى جزيرة العرب يجب أن يوقع هدنة مع السلطات اليمنية أو يتوصل لترتيب مناسب تترك بموجبه السلطات اليمنية التنظيم وشأنه "مقابل التركيز على أمريكا". كما كشفت رسالة وجهها بن لادن لأحد مساعديه عن أن "الهدف هو التركيز على ضرب أهداف داخل أمريكا وضد مصالحها فى الخارج وخاصة الدول المنتجة للبترول لإثارة الرأى العام وإجبار الولاياتالمتحدة على الانسحاب من أفغانستان والعراق"، وأضاف"يجب أن تكون أولويتنا هى قتل الأمريكيين ومحاربتهم ومحاربة ممثليهم".