يعتبر التعليم الفني هو قاطرة التنمية الحقيقية فى مصر فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ بناء مصر الحديث، ويعد الاهتمام بهذا القطاع والنهوض به أحد أهم ركائز الانتقال نحو المستقبل. والتعليم الفني كان سببًا رئيسيا في نهضة وتطور العديد من الدول وتقدمها، إلا أنه فى مصر كان عبئاً حيث إنه لا يتم تحقيق الاستفادة اللازمة لتحقيق التطور المجتمعى الذى نطمح إليه ، فبدلا من تخريج العمالة الماهرة أو حتى شبه الماهرة التي نحتاج إليها في مختلف المجالات، بل تخرج منه طوابير من الشباب يتم إضافتها إلى قائمة البطالة في المجتمع. من هذا المنطلق أولت مؤسسة مصر الخير، اهتماما خاصًا بهذا القطاع، باعتباره مدخلا أساسيا لتقدم البلاد وتطورها ونهضتها ونقلها إلى مصاف الدول المتقدمة، ولتحقيق شعارها تنمية الإنسان مهمتنا الأساسية. في هذا الحوار تفتح حنان الريحانى رئيس قطاع التعليم العالى والفنى بمؤسسة مصر الخير، العديد من الملفات الشائكة حول واقع التعليم الفنى فى مصر، وأهميته، وجهود مؤسسة مصر الخير باعتبارها مؤسسة رائدة من مؤسسات المجتمع المدنى للنهوض بهذا المجتمع وأشكال الدعم الذى تقدمه وخططها المستقبلية لتطوير هذا القطاع والكيانات التى تنوى تنفيذها للنهوض به وتوفير الأيدى العاملة. قالت حنان الريحانى: فى الحقيقة أصبح هناك تعاون ودعم من وزير التعليم الفنى فمنذ إنشاء الوزارة وهناك تعاون ودعم لمشروعات المؤسسة من أجل النهوض بمنظومة التعليم الفنى بمصر وذلك إيمانا من الوزارة بأهمية دور المؤسسة فى التنمية التعليمية وأيضا هناك تعاون مع التعليم العالى والصحة والمؤسسات التنفيذية. ما هى المنح الدراسية التى قامت بها المؤسسة منذ بداية ابتعاث الطلاب وحتى الآن؟ قامت المؤسسة بتوفير منحة للتعليم بإيطاليا، وتم ابتعاث 400 طالب وطالبة لها، لاستكمال دراستهم بالمعاهد الفنية هناك فى مجالات متعددة، فى الإلكترونيات، والاتصالات ونظم المعلومات، والميكانيكا، والميكاترونكس، والأزياء والموضة، والزراعة، والفندقة، فنى الأسنان، فنى البصريات، الكيمياء والجرافيكس، ويتكون النظام الدراسي فيها من 5 سنوات دراسية حيث يحصل الخريج بمقتضاها على دبلوم فنى فوق المتوسط، وهناك منحة للتعليم الفنى بجمهورية الصين الشعبية، وتم ابتعاث 25 طالبًا وطالبة لها، لاستكمال دراستهم بمجال الميكاترونكس بمعهد بكين لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وما هى الكيانات التعليمية التى تعمل المؤسسة على إنشائها لدعم التعليم الفنى فى مصر؟ أشارت حنان الريحانى إلى أن المؤسسة ستقوم بإنشاء ثلاثة كيانات تعليمية مهمة في مقدمتها، الجامعة الأهلية وهى جامعة غير هادفة للربح، تهدف إلي سد الفجوة بين مستوى التعليم العالمى والمستوى المحلى وخلق نموذج ذى جودة عالية فى التعليم المصرى، وفقا لمعايير دولية. كما تعد الجامعة الأهلية مشروعاً كبيراً جدا، ويحتاج لوقت، ومن الممكن أن نرى خلال 4 سنوات أول كلية فيها.بالاضافة الى معهد الأطراف الصناعية، فنحن نتشاور مع وزارة التضامن الاجتماعى، وأكثر من جهة ستتعاون فى إنشاء هذا المعهد، أما بالنسبة للوجستيات، فنحن لدينا بالفعل تعاون فى منطقة بورسعيد، وجار الآن دراسة الجدوى، ووضع الخطة لإنشاء معهد اللوجستيات فى بورسعيد واضافت بإنه سيكون هناك تعاون مع الصين، لانشاء كلية التكنولوجيا ونظم المعلومات والمعهد اللوجيستى بالتعاون مع جامعة قناة السويس، ومؤسسة مصر الخير، ومدة الدراسة فيه 4 سنوات بعد الثانوية العامة، وسيخرج طلاب مؤهلين ومدربين، على احتياجات سوق العمل، فى منطقة محور قناة السويس، ونحن الآن في مراحل التطوير للمبانى فى جامعة قناة السويس، للبدء فيه العام الأكاديمي القادم 2016 / 2017 وماذا تقدمون من برامج تدريبية لتشغيل الطلاب بعد تخرجهم ؟ نقدم برامج تدريبية لكثير من الشباب فى مجالات يحتاجها السوق، عبر دراسات نقوم بها لمعرفة الحرف التى يحتاجها، والمهارات المطلوبة فى الشخص الذى يعمل هذه الحرفة، ومن ثم نعمل على أساسها، لدينا برامج تدريبية فى التمريض، فى الرخام، فى اللوجستيات، لدينا برامج صناعية، لصناعة الحلى، الجلود، الزجاج، تدوير مخلفات، الأمن والسلامة المهنية، وفى مجال الفندقة، وتصليح التليفونات المحمولة، والإلكترونيات، ولدينا برنامج آخر ندرسه الآن لتدريب خريجى التعليم الفنى الحالى، بحيث يدخل برنامجاً تدريبياً، لسد الفجوة بين ما تعلمه فى منظومة التعليم الفنى، وما يحتاجه السوق