كنت دائما أتساءل لمن يكون الولاء للأفكار أم للأوطان وكنت أري أن الوطن يسبق كل شيئ.. لأن بعض الناس يغير أفكاره كما يغير ثيابه ولكن الوطن هو الوطن شيئ لا ينبغي ان يسبقه ولاء أخر. وحين تلقيت دعوة للانضمام إلي لجنة إعداد الدستور اعتبرت ذلك شرفا وتكريما أن أجد نفسي بين كوكبة من فقهاء مصر الكبار ومفكريها ومبدعيها وممثلي شعبها العظيم ولكنني اكتشفت بعد إعلان أسماء أعضاء اللجنة أن الأمر يعكس حالة التشرذم والانقسام التي اجتاحت الشارع السياسي المصري فتحول إلي شيع وأحزاب وبعد أن توحدنا في ثورة يناير جاءت لعنة الصراعات والانقسامات التي أصابت كل القوي السياسية تحت شعارات مختلفة ما بين إسلاميين وسلفيين وليبراليين وعلمانيين ونسينا في زحمة الصراعات أن هناك شعبا ينتظر نخبة سلمها مقاديره لعلها تدافع عن حقوقه وتسعي لأن تبني له مستقبلا أفضل بعد سنوات طالت من الاستبداد والنهب والهوان.. حلمت مع الكثيرين غيري أن نوحد كلمتنا وأن ننسي خلافاتنا.. ونحشد طاقتنا لكي نمضي في طريق حلمنا به زمنا أن نعيش أحرارا في أوطاننا وأن يحصل كل إنسان علي حقه في حياة كريمة في ظل انتخابات نزيهة.. وصحافة حرة ودستور يضمن الحقوق والحريات.. ولكن يبدو أن أحلامنا خذلتنا فسرعان ما سقطت الثورة في دوامة عنيفة من الصراعات بين القوي السياسية في الشارع المصري وبدأت رياح الفرقة تلقي بنا بعيدا عن أهدافنا الحقيقية وكانت أخر المشاهد ما حدث في الأيام الأخيرة من معارك وصراعات حول تشكيل لجنة إعداد الدستور لا أنكر أن قائمة المرشحين فاجأتني فأنا لا أتصور لجنة للدستور لا يتصدرها فقهاء مثل د.إبراهيم درويش ود.ثروت بدوي ود.عائشة راتب ود. كمال أبو المجد ود.يحيي الجمل والمستشار طارق البشري ود.حسام عيسي وتهاني الجبالي ولهذا أرجو من د.الكتاتني رئيس مجلس الشعب أن تضم اللجنة هذه النخبة من علمائنا الأجلاء حتي تشهد مصر ميلاد دستور جديد يليق بنا وحتي يشعر كل مصري أن ثورة يناير لم تكن حدثا عابرا بل كانت زلزالا أيقظ شعبا وأحيا أمة.. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة