مفاجأة أسعار الحديد والأسمنت اليوم 3 يونيو.. عز مزعل المقاولين    إعادة النظر في نظام استبدال نقاط الخبز المدعم    عودة نشاط قطاع التصنيع في اليابان إلى النمو    إعلام إسرائيلي: دوي صافرات الإنذار في الجليل الأعلى    حريق كبير إثر سقوط صواريخ في الجولان المحتل ومقتل مدنيين جنوب لبنان    موعد مباراة إنجلترا أمام البوسنة والهرسك الودية والقنوات الناقلة    حالة الطقس اليوم الاثنين 3-6-2024 في محافظة قنا    اليوم.. طلاب الدبلومات الفنية بالشرقية يواصلون أداء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 3-6-2024    سيدة تشنق نفسها بحبل لإصابتها بأزمة نفسية بسوهاج    كلاوديا شينباوم.. في طريقها للفوز في انتخابات الرئاسة المكسيكية    حريق هائل يخلف خسائر كبيرة بمؤسسة اتصالات الجزائر جنوب شرق البلاد    كيفية حصول نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بني سويف    ننشر أسعار الذهب في مستهل تعاملات الإثنين 3 يونيو    حدث ليلا.. هجوم عنيف على سوريا وحرائق في إسرائيل وأزمة جديدة بتل أبيب    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 3 يونيو    تراجع أسعار النفط رغم تمديد أوبك+ خفض الإنتاج    استشهاد 8 بينهم 3 أطفال فى قصف إسرائيلى على منزلين بخان يونس    متى تفتح العمرة بعد الحج ومدة صلاحية التأشيرة؟.. تفاصيل وخطوات التقديم    بينهم 3 أطفال.. استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بخان يونس    أفشة يكشف عن الهدف الذي غير حياته    الغموض يسيطر على مستقبل ثنائي الأهلي (تفاصيل)    حماية المستهلك: ممارسات بعض التجار سبب ارتفاع الأسعار ونعمل على مواجهتهم    التعليم: مصروفات المدارس الخاصة بأنواعها يتم متابعتها بآلية دقيقة    متحدث الوزراء: الاستعانة ب 50 ألف معلم سنويا لسد العجز    عماد الدين أديب: نتنياهو الأحمق حول إسرائيل من ضحية إلى مذنب    أمين سر خطة النواب: أرقام الموازنة العامة أظهرت عدم التزام واحد بمبدأ الشفافية    أحداث شهدها الوسط الفني خلال ال24 ساعة الماضية.. شائعة مرض وحريق وحادث    أفشة: هدف القاضية ظلمني.. وأمتلك الكثير من البطولات    ارتبط اسمه ب الأهلي.. من هو محمد كوناتيه؟    سماع دوي انفجارات عنيفة في أوكرانيا    «مبيدافعش بنص جنيه».. تعليق صادم من خالد الغندور بشأن مستوى زيزو    خوسيلو: لا أعرف أين سألعب.. وبعض اللاعبين لم يحتفلوا ب أبطال أوروبا    أفشة ابن الناس الطيبين، 7 تصريحات لا تفوتك لنجم الأهلي (فيديو)    «زي النهارده».. وفاة النجم العالمي أنتوني كوين 3 يونيو 2001    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. ويوجه مشرفي الحج بتوفير سبل الراحة    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    تكات المحشي لطعم وريحة تجيب آخر الشارع.. مقدار الشوربة والأرز لكل كيلو    جهات التحقيق تستعلم عن الحالة الصحية لشخص أشعل النيران في جسده بكرداسة    إنفوجراف.. مشاركة وزير العمل في اجتماعِ المجموعةِ العربية لمؤتمر جنيف    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    مصرع 5 أشخاص وإصابة 14 آخرين في حادث تصادم سيارتين بقنا    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأهرام في غرب ليبيا‏2‏
"جادو"مدينة العلم والثقافة والآداب

حرصت الأهرام علي مشاركة الشعب الليبي الشقيق احتفالاته بمرور عام علي ثورة‏17‏ فبراير من خلال إرسال بعثة إعلامية اهتمت بإلقاء الضوء علي أهم مدن غرب ليبيا لإبراز ما قامت به في إنجاح الثورة الليبية‏. فكانت أول صحيفة عربية تقتحم أسوار الجبل الغربي جبل نفوسة الذي يضم مناطق الزنتان ليكشف سر المدينة العذراء وبقاء سيف الإسلام القذافي فيها, ومتي ستتم محاكمته, كما قامت البعثة بجولة في جادو والزاوية وجنزور وطرابلس.
ومن المناطق التي أثرت تأثيرا ملحوظا في معارك ثوار جبل نفوسة ضد النظام البائد قرية جادو حيث التقت الأهرام مع عبد الرحمن قريش, وهو رجل أعمال ليبي وحاصل علي دراسات عليا تخصص سياسة دولية من معهد الدراسات العربية بالقاهرة, وهو من مواليد مدينة جادو إحدي المدن التي تقطنها أغلبية أمازيغية, ولفت انتباهنا ونحن نتحدث معه أنه يحتفظ بعلم يتكون من ثلاثة ألوان, الأخضر والأصفر والأزرق ويتوسطها علامة باللون الأحمر عبارة عن شعار الأمازيغية, وبسؤالنا له عن هذا العلم قال, الأزرق يعني الساحل والأخضر للجبال والأصفر للصحراء, والزاي الحمراء التي تتوسطها هي دماؤنا التي ندفعها ثمنا لحريتنا.
وعن عدد شهداء الثورة الليبية قال إن العدد لا أستطيع حصره أو تحديده, فالشهداء كانوا في أغلب المدن الليبية فضلا عن وجود عدد لا حصر له من المفقودين, وعن حجم الدمار الذي لحق بمدينة جادو قال هناك نوعان من الدمار, دمار مادي ويعتبر دمارا جزئيا وليس كاملا, ودمار معنوي وهو الدمار المتمثل في دم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداءا للثورة.
وعن الإحتياجات الأساسية والدعم لاستكمال مسيرة الثورة قال إن الدعم كان يأتي من الأهالي, كانت هناك فرق تقوم بهذا العمل, وكان للنساء دور كبير في هذا الشأن, وكان هذا الدعم في البداية محليا يأتي من الداخل, ومع إستمرار وتأجج الثورة جاءنا دعم من تونس ومصر والإمارات وقطر كانت عبارة عن إعانات ومساعدات مادية وعينية فضلا عن كثير من الدول العربية, وطالب عبدالرحمن بتكامل دول شمال أفريقيا ومشرق عربي وخليجي متكامل وأن يعيش أبنائنا في وطن واحد لا يفصل بينه أي حدود أو قيود.
وعن الأشخاص الذين يتحدثون عن الثورة الليبية' كمنظرين للثورة' قال لا نحب أو نرغب في أن يتحدث أي شخص باسم ليبيا كمنظر, والذي يسدي نصيحة يسديها كليبي وليس من خارج ليبيا, فالأسباب التي دعت إلي المغادرة إنتهت, فلماذا إذن استعراض الأفكار من خارج ليبيا؟.
وعن مدينة' جادو' وبماذا تشتهر هذه المدينة قال عبد الرحمن, إنها تشتهر بالجانب الزراعي فضلا عن أنها مدينة ثقافية عريقة لأن أهلها يمتهنون الثقافة والعلم وهم في الأساس أهل حضارة.
وعن رأيه في الفيدرالية كنظام للحكم, قال لا أرفض الفيدرالية كتركيبة سياسية لا تدعو إلي تقسيم ليبيا, ولكن أنا ضدها إذا دعت إلي التقسيم, فنحن ندعو إلي دولة بلا حدود وتقسيمات كما ندعو أيضا إلي هدم الحدود بين البلدان العربية وليس لإنشاء حدود داخل الدولة الواحدة.
وعن رأيه في احتفاظ الثوار بالسلاح أشار إلي أنه احتفاظ مؤقت حالما ترجع الأمور إلي نصابها, فالناس أشتروا السلاح من أجل الثورة, وإذا أرادت الحكومة أن يقوم الثوار بتسليم الأسلحة فعليها أن تدفع فواتير هذا السلاح, فهذا السلاح ليس ملكا للدولة ولكنه ملك للثوار الذين جلبوه من كل مكان مقابل فاتورة الدم, فثورتنا ليست ثورة سلمية ولكنها ثورة مسلحة, فهناك طرف يحمل عتادا إستراتيجيا عبارة عن مدافع وصواريخ مقابل فئة يحملون أسلحة خفيفة.
وعن انخراط الثوار في العمل العام من خلال اندماجهم في الجيش والأمن الوطني قال, أنا ضد إستيعاب الثوار في الجيش والشرطة لأن معظمهم متعلمون وعلي ثقافة عالية ويمكن استيعابهم في وظائف ونشاطات أخري. وأضاف أن هذا الأمر متروك لرغبة الثوار, وأن من ينادي بهذا الأمر يعاني من قصر نظر وإن كان مسئولا.
وعن رأيه في التجنيد في الجيش الليبي أكد أن كل الأنظمة العربية التجنيد فيها إجباري وليس اختياريا, وأشار إلي أنه يؤيد المجلس الإنتقالي في بعض آليات عمله وليس بشكل مطلق, وعن رأيه في أداء حكومة الكيب قال لم نر منها شيئا ملموسا علي أرض الواقع حتي نرضي أو نسخط.
وعن عودة العمالة المصرية إلي ليبيا أشار إلي أن عودتها أمر مرحب به تماما داخل ليبيا ونفي بشكل قاطع أن تكون هناك معوقات لعودتهم, وقال إنها فقط مسألة إجراءات إدارية وشكلية, وأضاف أن ليبيا تحتاج إلي عمالة أكاديمية ومهنية وحرفية.
واشار عبد الرحمن في نهاية حديثه إلي أنه يتمني علي الحكام والرؤساء العرب الجدد أن يحذو حذو عبدالناصر في مصر وبورقيبه في تونس وسوار الذهب في السودان من ناحية اهتمامهم بشعوبهم وعدم التشبث بالحكم ووضع مصلحة البلاد قبل أي مصلحة شخصية.
وفي لقاء آخر مع محمود يوسف شاغوش وهو موظف بديوان عام وزارة التربية والتعليم بليبيا ومن مواليد عام1947 من بلدة يفرن بجبل نفوسة جنوب غرب طرابلس بنحو120 كيلو مترا, قال إن ثوار' يفرن' كان لهم دور كبير في المقاومة الشعبية ضد قوات القذافي حيث قاموا بصد هجوم قوات القذافي علي بلدتهم في بداية الثورة, وإشتركوا في معركة' صفيت' التي راح ضحيتها35 شهيدا, ثم إشتركوا في معركة بئر الغنم حيث استشهد ابن عمه أحمد شاغوش والبالغ من العمر22 عاما بالإضافة إلي سبعة أشخاص آخرين.
وعن الأسلحة التي كانوا يستخدمونها في القتال قال, إن بعض رجال الأعمال بالمنطقة قاموا بتوفير الدعم المادي لشراء بعض السلاح بالإضافة إلي جزء أخر من الأسلحة حصلنا عليها كغنائم من كتائب القذافي.
وعن تسليم الثوار أسلحتهم أشار محمود إلي أن هذا الأمر واجب وضروري مع تعويض من جانب الحكومة.
وعن انخراط الثوار في مؤسسات الدولة وخاصة في الشرطة والجيش ألمح أنه يرحب بذلك إذا كان من بين هؤلاء الثوار من ليس لديه عمل, مؤكدا أن العديد من ثوار يفرن يعملون بالتجارة والوظائف العامة للدولة, مشيرا إلي أن بعض المنشقين عن قوات القذافي من أبناء المنطقة انضموا لإخوانهم الثوار.
ويري شاغوش أن من مكاسب الثورة الليبية أن الليبيين أصبح لديهم خبرة قتالية وعسكرية قوية بما يؤهلهم لبناء جيش حقيقي قوي لليبيا, خاصة أن ليبيا في عهد النظام السابق لم يكن لديها جيش حقيقي وإنما كتائب عسكرية مهمتها الدفاع عن شخص النظام وأسرته.
وعن رأيه في المجلس الانتقالي قال أؤيده بقوة ويجب أن نعطيهم فرصة حتي يستطيعوا القيام بالمهام الثقال الملقاة علي عاتقهم, مؤكدا في الوقت نفسه أن حكومة عبد الرحيم الكيب تقوم بواجباتها علي خير وجه, غير أنهم يتحملون عبئا كبيرا في الوقت الراهن.
وعن المكاسب الأخري للثورة أكد أن من أهم تلك المكاسب هي أن أصبح المواطن الليبي لديه طموح وأمل في غد مشرق ورغبة حقيقية في العمل لبناء البلد.
وعن رأيه في الفيدرالية ألمح إلي أنه لا يوافق عليها بشكل قاطع لأنها تعد فتنة وإنقلابا علي الثورة من رموز نظام القذافي, ولهذا فنحن كنشطاء ليبيين نقوم بتوزيع بيان يتضمن جميع الأسماء الذين يدعون لهذه الفيدرالية لتوعية الشعب الليبي حيث تضم القائمة سبعة عشر اسما يري النشطاء أنهم من تولوا العديد من المؤسسات في عهد الطاغية وثوار من مدرج الأخضر وهي دورات لدراسة فكر الطاغية يحصل منها الدارس علي شهادة أنه' ثوري أخضر' نسبة إلي كتابه الأخضر, مؤكدا أن السنوسي شخص مغرر به.
ويأمل شاغوش في نهاية حديثه أن تكون ليبيا أحسن دولة عربية لأنها تملك الكثير من العقول والثروات التي تؤهلها للوصول لهذه المكانة. ويقدم نصيحة للرؤساء الجدد بالاهتمام بمنظومة التعليم والصحة والشباب وبناء الإنسان.
جبل نفوسة يبوح بأسراره
سر بقاء سيف الإسلام القذافي في الزنتان.. ومتي تتم محاكمته؟
في حياة كل شعب من الشعوب أحداث عظام تترك بصماتها علي تاريخها بل وتغير مسارها, وستظل الأجيال تذكرها جيلا بعد جيل, وهذا الحدث هو ثورة17 فبراير2011 التي يحتفل الشعب الليبي الشقيق بمرور عام عليها. والاحتفال له مذاق آخر عند الليبيين فهو كما يقول الكثير منهم احساس بالسعادة لا يمكن وصفه لتحرير ليبيا من الظلم والقهر والفساد بل أن البعض مازال لا يصدق ما حدث.. ولكن الكل أجمع علي أنه يجب العمل الآن من أجل ليبيا التي لديها من المقومات ما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة.
ومصر وليبيا.. ليستا دولتين متجاورتين فحسب ولكنهما شعب واحد ووطن واحد لا يمكن لأحد أن يفصل بينهما.. فإسم ليبيا تم تداوله في النقوش المصرية القديمة ليدل بوضوح علي القبائل الليبية التي كانت تقطن جبل برقة والصحراء الغربية لمصر كما ورد ذكرها في معبد الكرنك وكانت تسمي قبيلة' الليبو'.
وقد استهلت بعثة الأهرام زيارتها بمدينة الزنتان التي تبعد عن طرابلس العاصمة بنحو160 كم, وتقع الزنتان علي ربوة عالية يحتضنها الجبل الغربي( جبل نفوسة) من كل جانب, وفي جنبات المدينة كانت تستقبلنا أرواح الشهداء الذين وهبوا أنفسهم فداء للوطن. وتوجهنا إلي المجلس المحلي لمدينة الزنتان وإلتقينا برئيسه محمد علي إبراهيم الوقواق وعدد من أعضاء المجلس الذين استقبلونا بحفاوة كبيرة معربين عن سعادتهم بإعتبار الأهرام أول جريدة عربية تقوم بزيارة المدينة للوقوف علي دورها أثناء الثورة وللمشاركة في الاحتفال بمرور عام علي ثورة17 فبراير.
وفي بداية حديثه قال الوقواق إن أهالي مدينة الزنتان ثاروا ضد النظام لرفع الظلم الواقع عليهم ونيل الحرية, فقد عانت الزنتان طوال حكم الطاغية من الإهمال الشديد والمتعمد فلا شبكات مياه أو صرف صحي أو طرق أو كهرباء, فالبنية التحتية للمدينة في حال سيئة للغاية, وهذا ما لاحظناه في الطرق والأبنية والمرافق العامة, مضيفا أن مستوي التعليم والصحة والخدمات بشكل عام متدن لأقصي درجة.
ويؤكد الوقواق أن أهالي الزنتان معروفون ببأسهم وشجاعتهم عبر التاريخ, فقد شارك أجدادهم في المعارك ضد الإحتلال الإيطالي, وعن دورهم في الثورة قال الوقواق إنهم كانوا أول من نادوا بسقوط النظام وخاضوا معارك ضارية أسفرت عن سقوط أكثر من200 شهيد ومئات الحرجي. وكان بالزنتان أكبر معسكرات لتدريب الثوار من جميع المناطق المجاورة لها علي إعتبار أن عددا كبيرا من أبنائها كانوا منخرطين في الجيش وانشقوا عن الطاغية وانضموا للثوار بأسلحتهم وقاموا بتدريب زملائهم للقتال ضد كتائب القذافي.
ويشير الوقواق إلي أن ثوار المدينة رفضوا عرضا من القذافي عندما حاول إغرائهم بالمال, فقد عرض علي كل عائلة أكثر من250 ألف دينار في مقابل الإنضمام إليه, ولكنهم أبوا إلا المقاومة ضده حتي إسقاطه وتحرير البلاد منه. مؤكدا أن شعارنا هو الزنتان لا تباع ولا تشتري. كما تتميز الزنتان بلقب المدينة العذراء لكونها المدينة الوحيدة من بين مدن المنطقة الغربية التي لم تستطع كتائب القذافي دخولها.
وعن رأيه في تسليم الثوار أسلحتهم قال, إن أغلب الثوار يريدون العودة إلي الحياة المدنية فهو مع تسليم الثوار لأسلحتهم عندما تستقر البلاد ويصبح لها جيش ومؤسسات تقوم بحفظ الأمن.
وعن أداء المجلس الإنتقالي والحكومة قال الوقواق إنه يؤيدهم ولكن مازالت الصورة غير واضحة لتقييمهم, وأن الحكومة ورثت تركة مثقلة بالمشاكل التي تحتاج إلي بعض الوقت حتي نري أثر عملها علي أرض الواقع.
أما عن إستقبال عمالة وافدة من الخارج, قال إنه معها ولكن بضوابط, فليبيا اليوم تحتاج إلي تكاتف كل جهود الأشقاء العرب حتي نستطيع بناء الدولة.
وحول مستقبل العلاقة بين مصر وليبيا أشار إلي أنه مع توطيد وتنمية العلاقة لمصلحة الشعبين, ودعا إلي وحدة جميع الشعوب العربية.
وفي لقائنا مع العقيد سعيد عامر قائد ميداني بالمنطقة الجبلية وتحديدا منطقة جادو التي تضم الزنتان ونالوت والغزاية, وعن طبيعة عمله قال إنه تولي قيادة مجموعة من الثوار أثناء الثورة وكان يقوم بشرح مصطلحات الجبهة بما فيها الهجوم والإستطلاع, بالإضافة لشرح تضاريس وجغرافية الأرض ونوعية السلاح المستخدم أثناء القتال, والعقيد سعيد كان ضابطا بالحرس الخاص للقذافي, ولكنه سجن لأنه قام في13 سبتمبر عام1978 بمعاونة شخصين آخرين بمحاولة تفجير موكب القذافي والرئيس الكوبي فيدل كاسترو, الذي كان يقوم بزيارة لليبيا في ذلك الوقت, بمناسبة احتفالات الفاتح, اعتراضا منه علي الظلم والغبن الذي كان يقع علي الشعب الليبي من حكومة القذافي. وبعد فشل محاولة التفجير لعدم صلاحية السلاح المستخدم في العملية, تم القبض عليه بعد28 يوما في معسكر القيادة. وأكد العقيد سعيد في حديثه أن عمليات القتال كانت تتم ليلا وقال كنا نتمركز أمام كتائب القذافي علي بعد بنحو4 كيلو متر, ويقوم بعض الأفراد بعمليات إستطلاع لاكتشاف نوعية السلاح المعادي وعدد الأفراد والآليات, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن بداية القتال الحقيقي بين الثوار وكتائب القذافي كانت أيام19 و20 و21 من فبراير في منطقة الزنتان وهي تعتبر أول جبهات المنطقة الجبلية بقيادة الشيخ المرحوم محمد مدني والأخ البطل الهادي شهوب والشيخ با بكر والشيخ مبروك, مؤسسي بداية الجبهات القتالية.
وعن العتاد الذي كان يستخدمه الثوار في القتال وكيف تم الحصول عليه يقول العقيد سعيد, في بداية الحرب إستولينا علي بعض المعسكرات ومخزن ذخيرة القريات التي تبعد مسافة320 كيلو متر جنوب طرابلس. وفي20 فبراير تم إقتحام معسكر تجييش المدن بالزنتان من قبل الثوار حيث تم التعامل مع حراس المعسكر, والاستيلاء علي بعض أنواع الذخيرة مثل ذخيرة14.5 وهي عبارة عن رشاشات زوجية وفردية مضادة للطائرات.
ويضيف سعيد أن من أشرس وأشد المعارك معركة كشاف الزنتان وتعد بداية المعارك في منطقة جبل نفوسه, وكذلك معركة شكشوك التي تعتبر أم المعارك علي حد تعبيره, وهذه المعركة لها أهمية خاصة في مسار الثورة حيث تم من خلالها الوصول إلي طرابلس. كما تعد تلك المعركة هي البداية الحقيقية لتحرير ليبيا من الطاغية حيث غيرت إستراتيجية الثوار في القتال من إستراجية الدفاع إلي الهجوم وهو ما اتبعه بعد ذلك كافة الثوار في قتالهم لتحرير كل مدن ليبيا. كانت ساعة الصفر للمعركة هي الثامنة ليلا وبدأت فيها نزول قوات من أعلي الجبل إلي السفح, وعند بداية أول ضوء في الفجر تم الانقضاض علي الكتائب علي حين غره والانتصار عليهم ودحرهم بعنصرين مهمين هما السرية والمباغتة.
ويؤكد العقيد سعيد إنه في14 رمضان الماضي استولت كتائب القذافي علي مدينة الزاوية بالكامل فهبت مجموعة من ثوار' جادو' بقيادته وموسي علي يونس لنجدة المدينة, وفي منتصف الليل بدأ القتال بشراسة وكانت حرب شوارع وكر وفر بين الثوار والكتائب حتي إستطاع الثوار أن يحققوا نصرا كبيرا علي الكتائب وردها خارج مدينة الزاوية في السادسة صباح اليوم التالي, كما قام سعيد بالمشاركة مع12 فردا بعملية إنتحارية في الجبهة الجنوبية الغربية لمنطقة الزاوية, تم علي اثرها أسر عقيد آمر عمليات الغرب بالزاوية ويدعي عمران, بالإضافة إلي8 جنود آخرين, وتم الإستيلاء علي ثلاث سيارات محملة بالذخيرة المضادة للطائرات ودبابة, كما قام القائد الميداني الحاج موسي بالإستيلاء علي مخازن كتائب القذافي وهيئة الإمداد بالزاوية بكاملها في16 رمضان, وفي17 رمضان تم وصول الثوار إلي منطقة الكيلو27 من مدخل مدينة طرابلس.
وعن رايه في المجلس الإنتقالي قال أنه راض عن أدائه بنسبة50%, ولكن المجلس لم يوفر بعد حقوق الثوار الأحرار, موضحا أن هناك ثلاثة أنواع من الثوار, وهم الأحرار, وهم الذين قاموا بالثورة, وشبه الثوار وهم الذين لم يشاركوا في المعارك, والمتسلقون, وهم أذناب النظام البائد, وهؤلاء يعدون المشكلة الحقيقية لليبيا لمحاولتهم تحقيق مكاسب من وراء الثورة.
وفي ختام حديثه أكد سعيد أن الثورة مازالت في بدايتها وأن الشعب الليبي مازال يجاهد لإسترداد الحقوق المسلوبة, وأن الثورة غيرت طباع الشعب الليبي تغيرا ملحوظا, مؤكدا في الوقت نفسه علي عمق العلاقات المصرية الليبية داعيا إلي وحدة الشعبين والتكامل بينهما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.