التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة اليونسكو، وذلك بحضور الدكتور السيد عبد الخالق، وزير التعليم العالي، والسيد سامح شكري، وزير الخارجية. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن مدير عام اليونسكو استهلت اللقاء بالإعراب عن سعادتها بزيارة مصر، مؤكدة دورها الرائد فى العالم العربى والإسلامي، فضلاً على ثقافتها متعددة الروافد وتراثها الحضارى الثرى. كما أعربت عن تقديرها للجهود الدءوبة التى تبذلها القيادة المصرية فى مختلف المجالات على الصعيدين الداخلى والدولي. ونوهت «بوكوفا» إلى استعداد المنظمة لتطوير تعاونها ودعمها لمصر فى مختلف المجالات استنادا لتاريخ التعاون الوثيق بين مصر والمنظمة منذ حقبة الستينيات، حيث ساهمت المنظمة بفاعلية فى إنقاذ الآثار المصرية بمنطقة النوبة جنوب مصر. ووجهت «بوكوفا» الدعوة للرئيس السيسى للمشاركة فى المؤتمر العام للمنظمة الذى سيعقد فى شهر نوفمبر المقبل، والذى سيشهد احتفال المنظمة بمرور سبعين عاماً على إنشائها، وطلبت مدير عام اليونسكو تفضل الرئيس بإلقاء كلمة مهمة أمام الدول الأعضاء بهذه المناسبة. وأضاف المتحدث أن الرئيس السيسى رحب بزيارة «بوكوفا» لمصر، كما وجه الرئيس الشكر لها على جهود منظمة اليونسكو ومساهمتها المُقدرة فى ترميم مقتنيات متحف الفن الإسلامى بعد الحادث الإرهابى الذى تعرض له فى يناير2014. وقد توافقت الرؤى خلال اللقاء على أهمية الأبعاد الثقافية والفكرية ودورها الأساسى فى جهود مكافحة الإرهاب بحيث تتم بشكل شامل لا يقتصر فقط على الجوانب العسكرية والأمنية، مع تأكيد الدور الذى يمكن أن تقوم به منظمة اليونسكو فى هذا الشأن. وقد أشادت «بوكوفا» بدور الأزهر الشريف تحت قيادة فضيلة الإمام الأكبر، منوهة إلى أن الأزهر يعد منارة للإسلام الوسطى المعتدل، ومنوهة إلى دعوة الرئيس لتجديد الخطاب الدينى وتصويبه لتنقيته من أى مفاهيم مغلوطة عن الإسلام. وقد أشاد الرئيس السيسى بالدور الذى تضطلع به المنظمة وبجهودها المبذولة لمكافحة الفقر ونشر التعليم الجيد، منوها إلى أهمية توعية الشباب لحمايتهم من أى أفكار متطرفة أو عنيفة، لا سيما فى ظل الاستغلال السيئ لبعض وسائل التواصل الإلكترونى الحديثة، وهو الأمر الذى يستوجب تضافر جهود المجتمع الدولى للحيلولة دون حدوثه. وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس أهمية إنشاء مركز إقليمى لإفريقيا يتبع منظمة اليونسكو من أجل تدريب الكوادر الإفريقية على مختلف الأعمال المتحفية، والحفاظ على الممتلكات الثقافية وتخزينها وترميمها بالشكل العلمى الجيد. كما أعرب عن تطلعه لإنشاء مركز دولى للبحوث والدراسات الأثرية والمتحفية بالمتحف القومى للحضارة المصرية تحت رعاية اليونسكو. ومن جانب آخر، أكد الرئيس أهمية التعاون مع اليونسكو للاستفادة من البرامج المقدمة من المنظمة فى مجال دعم قدرات الشباب وتوعيتهم، وكذا بحث سبل تعزيز التعاون فى مجال التدريب الفنى وتطوير مناهج التعليم الفنى طبقاً لاحتياجات سوق العمل، ووضع استراتيجيات مختلفة تتعلق بجودة منظومة التعليم الفنى والتدريب. وقد رحبت بوكوفا بهذه المقترحات ووعدت بالعمل على تنفيذها فى إطار التعاون الوثيق الذى طالما اتسمت به العلاقة بين مصر واليونسكو. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسى أعرب عن أسفه لتزايد أعمال التدمير المتعمد من قبل الجماعات الإرهابية للتراث الثقافي، وكذلك الاتجار غير المشروع فى الممتلكات الثقافية، الأمر الذى يمثل ضرراً بالغاً بالتراث الثقافى للإنسانية بأكملها، كما أكد الرئيس أهمية مساعدة الدول الأعضاء فى المطالبة بتراثها الثقافى المسروق باعتباره حقاً أصيلاً لا يسقط بالتقادم.