أطلقت امس إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة اليونسكو من متحف الفن الاسلامى حملة «متحدون من اجل التراث» فى مصر بالتعاون مع وزارة الآثار لتعبئة الجهود الدولية والإقليمية والمحلية لحماية التراث المعرض للخطر ،و افتتحت أمس ايضا المؤتمر العالمى «الممتلكات الثقافية تحت التهديد» والذى ينظمه ائتلاف الآثار، ومعهد الشرق الأوسط، بالتعاون مع وزارتيّ الخارجية والآثار فى مصر وبرعاية مشتركة مع اليونسكو، وشددت فى كلمتها على أهمية تضافر الجهود العالمية لمواجهة الوباء الذى استشرى فى العالم المتمثل فى تهريب الآثار و الاتجار غير الشرعى فيها، وتدمير التراث الثقافى فى بعض الدول لاسيما الشرق الأوسط، وأثنت بوكوفا على الدور الذى تقوم به مصر لتنظيمها مثل هذا المؤتمر فى هذا التوقيت، وأضافت أن تهريب الآثار وصل لمعدلات غير مسبوقة، وأصبحت التجارة غير الشرعية للآثار من اهم وسائل تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة فى منطقة الشرق الأوسط، كما تقوم تلك الجماعات بتدمير المواقع الأثرية كما حدث فى العراق و سوريا لترهيب الناس، وأكدت ضرورة وقوف العالم اجمع فى مواجهة ما تقوم به تلك الجماعات الارهابية، وأن تتضافر الجهات المعنية من حكومات وجمارك وشرطة محلية و انتربول لمنع تهريب الآثار، كما شددت على ضرورة تعاون الحكومات مع المجتمع المدنى والقطاع الخاص لحماية التراث، وهذا احد أهداف حملتها التى تهدف الى تعبئة الجهود الدولية والإقليمية والمحلية من أجل حماية التراث المعرض للخطر والتصدى لحملات الدعاية الطائفية عبر مختلف الوسائل بما فى ذلك وسائل التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعى والإنترنت، وقالت إن الشعب المصرى استطاع ان يثبت للعالم انه يحمى اثاره عندما وقف الناس لحماية المتحف المصرى فى يناير 2011.
من جانبه اكد الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار فى كلمة على استعداد مصر لتقديم العون والمعاونة لترميم الآثار مع جميع الدول الشقيقة التى تعانى مثل مصر من عمليات السرقة والتهريب محذرا مما يسمى بعمليات «غسيل الآثار» عبر شهادات بيع لها لا تصدر من دولة المنشأ صاحبة الأثر .
وقال الدماطى إن انعقاد المؤتمر يشير الى اهتمام دول المنطقة والعالم بالتراث والآثار فالتراث والآثار فى الشرق الاوسط فى خطر، موضحا ان منطقتنا تعانى الكثير من التحديات اصعبها واشدها التدمير المباشر وغير المباشر للآثار والتراث الانسانى ونهب الآثار وسرقتها.
واكد الدماطى ان المؤتمر ينعقد بتمثيل رفيع المستوى لعشر دول عربية هى بالاضافة لمصر المضيفة العراق والاردن ولبنان والكويت السعودية، الامارات«عمان» السودان وليبيا ، موضحا ان كل هذا التمثيل رفيع المستوى يعكس مدى الاهتمام بكل هذه المنطقة وما تشعر به من معاناة وتحديات تجاه هويتها .
وانتهز وزير الآثار الفرصة للمطالبة بوجوب تعديل بنود اتفاقية اليونسكو 1970، و التشديد الدولى على ضرورة تفعيل موادها.
واشار الدماطى الى الجهود المصرية فى ضبط اثار بالمنافذ المصرية، وأنه تم ضبط واسترجاع بعض الآثار التى تخص العراق فى المنافذ .
ومن ناحيه اخرى اكد وزير الخارجية سامح شكري فى كلمته التى القاها نيابة عنه السفير حمدى لوزة نائب وزير الخارجية للشئون الافريقية ان وزارة الخارجية بتنسيق وثيق مع وزارة الآثار تعمل مع بعثاتنا الدبلوماسية فى دول العالم لاتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لاستعادة آثارنا المهربة ووقف تصدير وبيع ممتلكاتنا الثقافية ومتابعة كل التشريعات الدولية لمكافحة نهب وتدمير الآثار التى تتعرض لها الدول خاصة بالشرق الاوسط .
واضاف ان الاسابيع الماضية شهدت استرداد خمسمائة قطعة اثرية من الولاياتالمتحدة وفرنسا وغيرها ونواصل العمل لاستعادة قطع اخرى من بريطانيا واستراليا والمانيا مما يؤكد حيوية تكثيف هذه الجهود مشددا على ان مصر كانت ومازالت مستعدة للتعاون مع كل الدول التى عانت وتعانى من تهريب الآثار وندعو لتفعيل التعاون الثنائى لتبادل الخبرات فى مجال استرداد الآثار للحد من الاتجار بها .