تواصل الكنيسة المرقسية بالإسكندرية حدادها علي وفاة البابا شنودة الثالث, فيما تتواصل الذكريات حول كافة اللقاءات والعظات التي حضرها طوال40 سنة هي عمر رسامته كبابا للإسكندرية. ويكرر مرتادو الكنيسة المرقسية أقواله التي ألقاها عليهم خلال العظة نصف الشهرية ومواقفه ضد التطبيع, ورفضه للخروج عن تعاليم الأرثوذكسية, وضحكه ومداعبته التي اشتهر بها خلال جميع اللقاءات. وكان آخر لقاءات البابا شنودة في الإسكندرية يوم15 أغسطس2010 بعد عودته من إحدي رحلات العلاج; حيث اتسم اللقاء بالود والسعادة وداعب البابا المصلين معلقا علي استقبال النساء له بالزغاريد سواء بالكنائس أو خلال لقاءاته مع المصريين بالخارج. وبعد هذا اللقاء غاب البابا شنودة عن كرسيه البابوي19 شهرا حتي وافته المنية منذ أيام, ويشير العديد من الأقباط إلي أن زيارات البابا لم تكن للراحة ولكنه كان يأتي محملا بأجندة مليئة بالفعاليات ومنها العظة نصف الشهرية, ولقاء الآباء الكهنة وإلقاء محاضرات بالكلية الإكريليكية. لماذا ارتبط منصب البابا بالإسكندرية؟ ظل البابا شنودة الثالث يردد في لقاءاته بالكاتدرائية المرقسية, أن أول عمليات التبشير بالديانة المسيحية في قارة إفريقيا كانت من الإسكندرية علي يد مارمرقس الرسول لتحتضن الكاتدرائية تاريخ الأرثوذكس وآثار مارمرقس ومنها كتاباته باللغة القبطية عن المسيحية. هكذا يعبر الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس الملي عن أهمية الكاتدرائية وارتباط لقب البابا بالإسكندرية وبطرياركية الكرازة المرقسية; ويفسر أن الكرازة تعني التبشير بالديانة المسيحية التي بدأها مارمرقس بمصر وعموم القارة الإفريقية. ويوضح كميل أن الكرسي البابوي له نسختيان إحدهما بالإسكندرية والأخري بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بالقاهرة للتعبير عن المنصب البابوي للأقباط الأرثوذكس. ورغم أن كل الآراء في الإسكندرية تؤكد عدم الدفع بأحد من الآباء الكهنة أو ترشيحه لخوض الانتخابات البابوية; في ظل عدم وجود أساقفة عموميين بالمدينة, رغم بروز دور عدد من الآباء أعضاء مجمع كهنة الإسكندرية خاصة وكيل البطريرك رويس مرقص, وراعي كنيسة القديسين مقار فوزي, بالإضافة إلي راعي كنيسة الأنبا موسي الأسود الأب ميخائيل. إلا أن أقباط الإسكندرية يتمنون أن يشارك أبناؤهم في إجراءات اختيار القرعة الهيكلية; بعد أن حاز بهذا الشرف خلال اختيار البابا شنودة طفل الإسكندرية آنذاك أيمن كامل غبريال.