رنة مميزة على تليفونى المحمول تعلن وصول رسالة تحمل أخبارا جديدة :"مبادئ جديدة للنضال لدحر الأخطار التى تحيط بالأمة العربية". قفز الخبر على شاشة تليفونى المحمول فبعث قدرا من الأمل داخل نفسى. فقد مر وقت طويل، يقدر بعقود عديدة مضت، ونحن نسمع، ونسمع فقط، عن المبادئ والخطط والإسترتيجيات والإستعدادات، ولكن يبدو أن الخطر الذى تتعرض له الأمة العربية، الذى وصل إلى مستوى تهديد وجود ووحدة أراضى بعض الدول العربية، قد دفع بفيض من الأفكار والآمال المتعلقة بإنقاذ الأمة العربية فى تلك "الساعات الصعبة" التى تمر بها. وخلال أعمال اللجان العربية فى منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية خرج صوت أ.د. حلمى الحديدى رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية ورئيس اللجنة المصرية للتضامن ووزير الصحة الأسبق ليعلن فى جملة قاطعة :"نعم للأمل، ولا للملل والكلل". وأكد د. الحديدى من خلال خبرته السياسية التى تقدر بعقود متتالية من العمل فى أروقة السياسة بكافة مستوياتها، المحلية والدولية والعالمية، أن العرب واثقون من تحقيق النصر النهائى الكامل بإذن الله مرددا قوله : "نعم للأمل، ولا للملل والكلل"، وموضحا أن الشعور بالأمل والتفاؤل والثقة يتولد من أسباب قوية مثل : "ثقتنا فى قدراتنا الذاتية، والوطنية والقومية" خاصة وأن مصر تسير بخطى حثيثة نحو التعافى والشفاء من الإرهاب بفضل الضربات المتلاحقة التى توجهها إليهم القوات الباسلة من القوات المسلحة والشرطة. كما تمارس مصر نهضة شاملة فى كافة المجالات لإنجاز وإتمام ثورتها الوطنية وهو ما بدا بوضوح فى دور مصر الرائد خلال القمة العربية الأخيرة وفى المؤتمر الإقتصادى وما نشهده من مشروعات إقتصادية وعمرانية عملاقة فى أنحاء مصر. بالإضافة للنشاط الواسع الفعال لسياسة مصر الخارجية فى أنحاء العالم. كما يتولد التفاؤل من خطوات تحقيق قرارات القمة العربية الأخيرة ومن الحراك الإيجابى الكبير فى مواقف روسيا عالميا وشرق أوسطيا فلا شك أن هذا الحراك الإيجابى الروسى ستكون له آثاره الإيجابية على منطقتنا العربية وعلى مصالحنا الوطنية والقومية. وكذلك الحراك الإيجابى المماثل للصين واليابان بالإضافة للبروز المتصاعد للهند وتصاعد تأثير الدور الأندونيسى فى الوضع العالمى الراهن وتنظيمها لمؤتمر دولى كبير إحياءً لذكرى باندونج ومبادئه. وهناك الحراك الإيجابى تجاه العالم العربى فى أوروبا الشرقية وفى جنوب أوروبا وحوض البحر المتوسط. وكذلك تأسيس مجموعة "بريكس" التى تضم البرازيلوروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا، ويبلغ إجمالى تعداد سكان المجموعة حوالى نصف البشرية. وهكذا كان الفكر المطروح متميز، والحلول النظرية جاهزة وموجودة، وكانت أجواء التفاؤل والأمل فى غد مشرق تظلل كل ما سبق، ولكن بقى الأمر الأكثر أهمية والركن الأساسى المكمل لأي فكر ونوايا وتخطيط وأقصد به العمل. فبالعمل والفعل يتحول الفكر والتخطيط والتفاؤل والأمل إلى أمر واقع وحقيقة ملموسة تدفع بالمجتمع والدولة والأمة إلى الأمام. وبالتالى فقد أصبح كل شئ معدًا ولم يبق سوى العمل الجاد لتسير مركبة التقدم وتعبر بنا وبالوطن عبر بوابة المستقبل المشرق. دارت تلك الأفكار فى ذهنى، فنحيت تليفونى المحمول جانبًا ونظرت إلى الأفق فى صمت.