دلالات مؤلمة يؤكدها الهجوم وعدم الرضا عن الإنجاز السياسى والعسكرى والإنسانى الذى قامت به مصر لإنقاذ حياة مجموعة من أبناء إثيوبيا. هذا الانجاز الذى يؤكد عودة مصر بقوة إلى قارتها وقدرات قواتنا المسلحة المستهدفة دوليا وإقليميا باعتبارهما معا.. الشعب المصرى وثورته 25/30 وجيشه الوطنى أوقفوا استكمال مخطط إسقاط ما تبقى صامدا وقويا من دول المنطقة، ولا أجد أوضح من الهجوم على الإنجاز المصرى القوى والمحترم وبكل مايمتلئ به من معان فى إعادة تأكيد أن أغلب العواصف المثارة الآن لا تتقصد إصلاحات للمسارات الجادة للبناء الذى يرفع الآن قدر ما تريد التشكيك والهدم ومواصلة سلسلة الاتهامات التى توجه للنظام ودون مصادرة على رؤى إصلاحية تبتغى مشاركات مخلصة فى التصحيح ومع ذلك تظل هذه العواصف غير مستغربة ولا مدهشة، فكما توقعت وكتبت أكثر من مرة من قبل وقبل الاستدعاء الشعبى الهائل غير المسبوق للرئيس السيسى هل فقدنا الذاكرة ولم ينقض إلا عام؟!! كتبت وتوقعت أن دولة 30/6 ورئيسها لن يجدوا مهادنة أو رضا من ناهب او صاحب مكاسب محرمة أو من فاسد ومفسدين يدركون أن هذا النظام قد يهدد غناءمهم ومصالحهم وشبكات الثروة والسلطة التى تكشفها الحرب التى تشن على الفساد الآن..!!. وسيتعثر فى أداء جيل كان يجب المسارعة إلى تغييره مع الاحترام لما قدم أو لم يقدم وكبار المسئولين من النظامين الأسبق والسابق الذين تغلغلوا فى شرايين جميع مؤسسات الدولة.. من المؤكد أن مصر تمتلئ بخبرات وكفاءات أخري.. نجدد الدماء التى تضخ فى شرايين الرؤى والعمل فى جميع المجالات.. كان يجب أن يملأ المشهد الوطنى والثورى أجيال مختلفة وفكر جديد فى الإرادة والإدارة تؤمن بأداء ثورى مختلف يلبى آلام الملايين الذين طال حرمانهم وتتكامل مع طاقات وطموحات القيادة، وتمتلك العلم والخبرة وتسارع إلى القرارات والإجراءات التى تضاعف أرصدة الاطمئنان والثقة الشعبية، وبما يمنع محاولات السحب واستغلال معاناتها لمزيد من إشعال الفتن والتشكيك ونشر الأكاذيب والادعاءات. نعم دعم وحماية الظهير الشعبى بكل ما أعطى واحتمل وصبر كان يقتضى إجراءات عاجلة لتطوير ورفع مستوى الخدمات التى يحتاج إليها فى جميع مرافق الدولة وحمايته مما عاناه وعاش عليه من سوء معاملة وتمييز، بل وهوان فى أغلب هذه المرافق.. والحل الفورى والتشغيل لجميع القلاع الصناعية المتوقفة والطاقة العمالية الهائلة وما أكثر الوعود التى قدمت لهم وعادت تتجدد الأسبوع الماضى ومحاربة جشع التجار بأسواق موازية يديرها الشباب فى إطار أنظمة ترعى وتحمى صغار المنتجين والفلاحين، بالمناسبة هل سيتحول بنك التنمية والائتمان الزراعى من بنك تهمته خدمة الفلاحين وتوفير مستلزمات الإنتاج لهم إلى بنك تجارى بالتبعية للبنك المركزى ولينضم إلى عديد من المكتسبات التى بدأ يفقدها الفلاح مثل الأراضى التى حصل عليها تمصيص قوانين الإصلاح الزراعى والتى يتواصل طرده منها الآن.. عندما اجتمع الرئيس بوزير الزراعة وأعاد تأكيد الحفاظ على الاراضى الزراعية وتحسين أحوال الفلاحين.. هل تمت إجراءات حماية حقيقية ومواقف جادة من الازمات التى يتعرض لها الفلاح لقد عرضت فى أكثر من مقال الجرائم الزراعية التى ترتكب تحت سمع وبصر المسئولين، بل هناك مؤشرات بأن البعض شركاء فيها وطالبت بالرد والتوضيح والإجابة، من يملك نفوذ بيع وشراء أراضى منفعة عامة وغير مخصصة للبيع.. ومن وراء ما يحدث فى حديقة النباتات بالمعمورة والإعداد للانقضاض وتخريب 57 فدانا من أخصب الأراضى الزراعية، وكأن لا حياة لمن تنادى عليهم من مسئولين. وهذا الأسبوع ومن أرض المعمورة أيضا جاءنى نداء جديد، عن نزول قوات من أمن الإسكندرية إلى أراضى ريف المعمورة، حملة أمنية موسعة بالمدرعات وعربات الأمن المركزى فى ظاهرها إزالة تعديات كما حدث بحديقة البساتين بالمعمورة وبباطنها طرد الأهالى من أراضيهم، آلاف الأسر مطلوب إخراجها من هذه الاراضى أين يذهبون.. وما هو المردود ومن المسئول وأين الحقيقة؟! وهل هذه استجابة الوزارة المسئولة لدعوة الرئيس لحماية وتحسين أحوال الفلاحين؟! بينما تنشر صحيفة الأهالى 29/4 عن تواطؤ حكومى عمره 15 عاما على بيع أراضى الدولة ببنى سويف واحكام قضائية لانتزاع أراضى الإصلاح الزراعى بالمنوفية، وطرد فلاحى قرية سرسو بالقوة فى الدقهلية من أراضيهم لتمكين رجل أعمال! هل ستكون رعاية المستثمر على حساب استحقاقات المواطنين؟!!. - كيف نترك مثل هذه القضايا المصيرية بلا مواجهات وحلول، وكيف تتفق هذه الآلام التى تعصف مجموع المصريين الأكثر ألما واستحقاقا لمواجهات عاجلة لمشكلاتهم مع الطموحات الجادة والكبرى لبناء الدولة الحديثة؟! لا يستطيع أحد أن ينكر النجاحات الخارجية والمشروعات الداخلية وفى مقدمتها قناة السويس الجديدة، وهذا التحدى الهائل الذى يصنع فى الصحراء الآن وفى زمن قياسى وعشرات المشروعات التنموية المرتبطة بها وبكل ما مثله مشروع قناة السويس الجديدة بالتحديد من قياس بالغ الأهمية لحجم الثقة والاطمئنان الشعبي، وهو ما كان يستدعى إنجازات عاجلة لدعم وحماية واحترام هذه الأرصدة والاستجابات لحقها الأصيل فى تحقيق القدر الممكن والواجب مما نادت عليه، وطالبت به وخرجت وصنعت قدرتها من أجله.. حرية وكرامة وعيش وعدالة، بدلا من تركها فى متاهات الألم والحرمان والتعقيدات وسوء الخدمات وسائر الموروث التعسى والبائسى لعشرات السنين، وكل ما يفرض أن يكون هناك أداء تنفيذى يملك مواهب وإبداعات وإخلاص المبادرة بإسعافات أولية عاجلة فى إطار أداء ثورى يدرك معنى ما يتطلع إليه المصريون بعد معاناتهم الطويلة قبل ثورتهم وبعدها. - ورغم كل شيء مازال هناك وطن عظيم يقف ويقاوم ويتحدى ويستند إلى التلاحم بين إرادة عشرات الملايين من أبنائه وجيشه الوطني، يواجهون معا عواصف وأنواء شواهدها ماثلة فى سوريا والعراق وليبيا واليمن والأدوات الشيطانية والجماعات التى تعمل بالوكالة تحاول أن تخترق ما تبقى قويا وقادرا، وتمثل سلامة مصر قلبه ومحوره الأساسى وتستدعى التفاف جميع الأمناء عليه، وليس هذا مصادرة على حق الاختلاف التى تقوم وتصحح.. لا المعاول التى تهدم. ولنبدأ الأمس قبل اليوم ما تأخر من قرارات تحمى وتخفف معاناة الظهير والأرصدة الشعبية أصحاب الثورة والدم، والذين لا يمكن أن يرتفع بناء قوى إن لم تكن مقوماته الأساسية تلبية احتياجاتهم وعدم اتخاذ قرارات ترفع تكلفة الحياة عليهم أو تحملهم فوق ما احتملوا وأن يلمسوا التراب جنى بعض ثمار ثورتهم. لمزيد من مقالات سكينة فؤاد