شهدت العاصمة الروسية موسكو أمس أضخم عرض عسكرى فى التاريخ احتفالا بالذكرى ال70 لأعياد نصر التاسع من مايو 1945 فى الحرب العالمية الثانية، بمشاركة 27من زعماء ورؤساء الدول والحكومات على مستوى العالم، وعلى رأسهم الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي، والصينى شى جين بينج والفلسطينى محمود عباس والكوبى راؤول كاسترو ورؤساء كل من الهند وجنوب إفريقيا وقادة بلدان رابطة الدول المستقلة وبان كى مون الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة وإيرينا بوكوفا مديرة منظمة اليونسكو . وفى الوقت ذاته، أعلن رئيس الديوان الرئاسى فى روسيا للصحفيين أن روسيا لم توجه الدعوة للرئيس الأوكرانى بيترو بورشينكو. وخلال كلمته بمناسبة الاحتفالات، قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إن الحرب العالمية الثانية كانت أكثر الحروب دموية، مضيفا أن الشعب الروسى متعدد القوميات حارب من أجل حرية بلاده، وتمكن من إنقاذ روسيا وحرر شعوب أوروبا من النازيين. وأضاف بوتين «نحتفل بهذه الذكرى العظيمة، لنتذكر انتصارنا على النازية ونفتخر بأن أجدادنا استطاعوا دحر وسحق تلك القوى الظالمة، مشيرا إلى أن «المغامرة الهتلرية تعد درسا رهيبا للمجتمع الدولى كله حينما لم تر أوروبا الخطر المهدد فى أيديولوجيا النازية» . وأوضح أنه بعد مرور سبعين عاما علينا ألا ننسى أن أكثر من 80% من سكان العالم قد شاركوا فى هذه الحرب، وتم الاستيلاء على دول عديدة فى أوروبا، وقد تحمل الاتحاد السوفيتى ضربات عديدة من العدو إلا أن الجيش الأحمر اقتحم برلين وسحق النازية. وأكد بوتين «سوف يظل النصر العظيم ذروة فى تاريخ البلاد المعاصر، ولا ننسى الحلفاء الذين شاركوا فى النضال ضد النازية، نحن نشكر شعوب بريطانيا والولايات المتحدة على دورها فى دحر الفاشية، الذين ناضلوا فى صفوف الفدائيين بمن فيهم فى ألمانيا نفسها»، مذكرا باللقاء التاريخى لقوات الحلفاء فى نهر ألبا. وتابع بوتين قائلا: إن «هذه القيم رسخت فى أساس النظام العالمى بعد الحرب وتم تأسيس هيئة الاممالمتحدة، وتم بناء منظومة القانون الدولي، حيث أثبتت هذه المؤسسات الدولية فاعليتها فى تسوية النزاعات، إلا أنه فى العقود الأخيرة نشهد انتهاكا لتلك المبادئ الاساسية التى ضحت من أجلها البشرية، ونرى محاولات لبناء النظام العالمى الأحادى القطب، وتفوق منطق القوة كل ذلك يؤدى إلى اضعاف الاستقرار العالمي». وأضاف بوتين «مهمتنا المشتركة تتمثل فى بناء منظومة الأمن المتساوى لجميع الدول، وهى منظومة تواكب وتستطيع التحدى لكل المخاطر العالمية المعاصرة، فقط فى تلك الظروف سوف نستطيع توفير الامن والسلام والهدوء فى كوكبنا». ورحب بوتين بجنود الدول المشاركة فى العرض المقام بمناسبة الاحتفال، قائلا «سوف يمر فى الساحة الحمراء عسكريون من أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وطاجيكستان، كان أجدادهم يكافحون كتفا إلى كتف فى جبهات القتال، هناك أبناء الصين التى فقدت الملايين من أبنائها، كما حارب الهنود النازية، وصمد أبناء الصرب فى مواجهتهم، كما تلقت بلادنا دعما نشيطا من منغوليا طول سنوات الحرب». وفى نهاية كلمته، طالب بوتين زعماء العالم وجميع الحضور فى الاحتفال بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح من سقطوا ضحايا فى الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن من ماتوا فى الحرب العالمية الثانية ليسوا فقط من الروس وإنما أيضا من الدول الغربية، فى إشارة منه للدول الأوروبية التى امتنعت عن المشاركة فى الاحتفالات هذا العام. ثم قام بتوجيه التهنئة للشعب الروسي، قائلا «المجد لروسيا». وتوجه بعد ذلك القادة لزيارة النصب التذكارى للجندى المجهول بحديقة الكسندروفسكى وبعد ذلك بدأت مباشرة مراسم وضع أكاليل الزهور. واصطف القادة بالميدان الأحمر لالتقاط صورة تذكارية جماعية، قبل حفل الاستقبال الذى أقامه الرئيس الروسى بمناسبة الاحتفال بأعياد النصر داخل قاعة جيورجيفسكي. وفى غضون هذا، زينت شوارع العاصمة الروسية موسكو بالأعلام والأنوار واللافتات التى تحمل شعارات احتفالية عيد النصر، إيذانا ببدء فعاليات الاحتفال. كما شهدت الشوارع المحيطة بالميدان استعدادات أمنية مكثفة، حيث تم إغلاق الشوارع جزئيا، لفتح الطريق أمام العروض العسكرية الضخمة المصاحبة للاحتفال. أيضا أغلقت مطارات موسكو صباحا بالكامل لاستقبال الطائرات العسكرية المشاركة فى الاحتفالات، كما تمركزت الدبابات الروسية العتيقة فى الميادين الرئيسية، بمشاركة نحو 15ألف جندي. وقد شهدت شوارع موسكو حالة من السيولة المرورية غير المعتادة، حيث تعتبر روسيا فى إجازة رسمية تمتد حتى يوم الثلاثاء المقبل بهذه المناسبة. كما شهدت جميع المدن الروسية أشكالا مماثلة من الاحتفالات بالذكرى فى 150مدينة، ليس فقط داخل روسيا، وإنما فى بعض الدول الأخرى ومن بينها بيلاروسيا وأرمينيا وقيرغيزستان. واختتمت فعاليات الاحتفالية بإطلاق طلقات السلام وحفل موسيقى كبير بالميدان الأحمر فى المساء، حيث عزفت أوركسترا حامية موسكو العسكرية، المؤلفة من ألف عازف وأكثر من 50 مارشا عسكريا. وعلى جانب آخر، أعلن الإعلام الروسى أن الرئيس فلاديمير بوتين سيشارك فى احتفالات النصر التى تقيمها الصين بمناسبة النصرعلى اليابان فى الحرب العالمية الثانية فى سبتمبر القادم. يذكر أن روسياوالصين قد وقعتا إعلان التعاون المشترك لبناء الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوى والحزام الاقتصادى «طريق الحرير الجديد». كما وقع الرئيس القيرجيزى فى موسكو على اتفاقية الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادى الأوروآسيوي.