تولى السياسة الخارجية لمصر منذ أكثر من 60 عاما اهتماما كبيرا بالقارة الإفريقية، ليس فقط باعتبارها دولة عربية إفريقية، ولكن لأن الدائرة الإفريقية أو البعد الإفريقي، يعد من الركائز المهمة لسياستنا الخارجية، وأن اهتمام مصر به ليس من قبيل الترف، بل هو يصب فى مصلحة الأمن القومى مباشرة، ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر منذ نحو عام، وعلاقات مصر مع إفريقيا وزيارات الرئيس وكبار المسئولين من الجانبين لم تتوقف، بل ليس من المبالغة القول إنه حدثت طفرة فى علاقات مصر الإفريقية. وانطلاقا من هذا الوعى «الجديد» القديم، بالأهمية الاستراتيجية لعلاقات مصر الإفريقية، بدأ سامح شكرى وزير الخارجية أمس، جولة فى إفريقيا تشمل دولة جنوب السودان وإريتريا، حيث يلتقى كبار المسئولين فى البلدين اللذين ترتبط مصر معهما بعلاقات أخوية قوية وترتبط معهما بمصالح استراتيجية وأمنية مهمة. وفى ظل التدهور الحالى للحرب الأهلية الدائرة فى اليمن الشقيق، فإن الأمن فى منطقة القرن الإفريقي، وتأمين الملاحة فى مضيق باب المندب، تحظى بأهمية قصوى لدى الدولة المصرية، لأنها ترتبط مباشرة بأمن مصر القومي، وتعد جنوب السودان وإريتريا إلى جانب الصومال ركيزتين أساسيتين للأمن فى القرن الإفريقى وباب المندب، وأيضا فى الحرب ضد الإرهاب والجماعات المسلحة، حيث تتدفق شحنات الأسلحة غير الشرعية إلى الجماعات المتناحرة عبر الحدود وعبر باب المندب، ومن هنا فإن التنسيق الأمنى والسياسى مع كل من دولة جنوب السودان وإريتريا يعد حجر الزاوية فى مكافحة الإرهاب. لمزيد من مقالات رأى الاهرام