تحمل مصر ملف التغيرات المناخية على الصعيدين العربى والإفريقى إلى مؤتمر باريس بشأن المناخ، المقرر عقده نهاية هذا العام، خاصة أن القارة الإفريقية تواجه أخطار التصحر والجفاف وندرة المياه، وتسهم بنسبة 5% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم.. فيما تنتج مصر أقل من 1%، لكنها تتعرض لأضرار تمثل 12% من إجمالى إنتاجها .فى هذا الإطار، عقد منتدى القاهرة للتغير المناخي، حلقة نقاشية حول مفاوضات باريس، للوصول لوقف عاجل لظاهرة الاحتباس الحراري. واستهل الحلقة هانز يورج هابر سفير ألمانيابالقاهرة قائلا: زرت وادى الحيتان فى الأسبوع الماضي، ورأيت هياكل الحيتان، وهو مكان مخصص من قبل هيئة الأممالمتحدة كمحمية طبيعية، وتلك دلالة على أننا يمكن أن نصبح مثلها أثرا فى يوم من الأيام فهى كانت تعيش مثلنا، إلا أنها تحجرت، واندثرت بفعل تغير المناخ.وأضاف: الآن، للسبب نفسه، هناك 54 مليون إنسان ضاعت مصادر غذائهم، ونحن الآن نبحث عن التكيف من أجل البقاء، فالبشر لا يمكنهم أن يخوضوا نفس تجربة الحيتان، ومن حيث الاتفاقات التى من المتوقع أن تجرى فى باريس.. على الدول المشاركة أن تستعد من الآن للإسهامات الوطنية، وإيجاد الحلول الوسط من أجل التضامن الدولي، والسيادة الدولية، فالاتحاد الأوروبى التزم بالحد بنسبة 40% من الانبعاثات المكافئة للكربون عام 2020، ومصر تسعى الآن من خلال دورها للإسهام فى مجال البيئة، مع دعم القطاع الخاص والوعى الشعبي، باعتبارها أدوارا مهمة لتحقيق أهداف مفاوضات باريس، وهي: الحد من الانبعاثات، وتقليل الحرارة لدرجتين. وأضاف أن مصر من الدول التى ستكون متضررة من تأثيرات التغيرات المناخية كالتصحر، وارتفاع مستوى البحر، وندرة المياه. استعدادات مصر وعن استعدادات مصر لدورها المرتقب، أعلن الدكتور خالد فهمى وزير الدولة لشئون البيئة أن الحكومة المصرية سوف تفى بالتزاماتها، وأن مصر تعد نفسها للإسهامات الوطنية، ولدينا الاستعدادات نحو المجموعة العربية والإفريقية لأن مصر هى رئيس مؤتمر وزراء البيئة العرب، ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة (الأمسن). وأوضح أن رئيس الجمهورية سوف يرأس الوفد المصرى فى المؤتمر، وأن مصر مهتمة بذلك، وتبذل المجهودات كافة لتفى بالاحتياجات، لذلك سوف تقام الشهر المقبل ورشة عمل بهدف وضع التصورات حول الإسهامات الوطنية، كما نركز على قضية دور الجمعيات غير الحكومية فى الإعداد لتلك الإسهامات. وتابع فهمى أن الأمر يحتاج منا إلى أن نتقابل فى منتصف الطريق، فالجمعيات غير الحكومية تهدف للمشاركة، وننتظر الكثير من المراكز التى تعمل فى مجال حماية البيئة، وبالتالى يحتاج الأمر إلى أن نتشارك سويا، كما ننتظر إسهامات الشباب استعدادات فرنسية وعن الاستعدادات الفرنسية لعقد المؤتمر، أشار أندريه باران سفير فرنسا فى القاهرة، إلى أن الاجتماع الحادى والعشرين لاتفاقية الأممالمتحدة للأطراف سوف يعقد فى ديسمبر 2015 بباريس، وبحضور 152 دولة وبمشاركة 500 خبير، فهو أكبر حدث دبلوماسى تشهده فرنسا، وهى فرصة لعقد اتفاق ملزم لمواجهة آثار التغير المناخى والعبور من هذه الفترة الانتقالية. وقال: لن نتمكن من خفض درجة الحرارة درجتين إلا إذا تم التكامل، وبذل الجهود للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، وتكيف المجتمعات.. مع الأخذ فى الاعتبار القدرات والاحتياجات للدول، مما يتطلب الشفافية بين الجميع، وإرساء شبكة فرنسية للتنسيق فى هذا المجال بين جميع المشاركين. وأضاف أن مصر عليها دور كبير لمكانتها فى الوطن العربى والإفريقى لذلك تم فى مارس الماضى لقاء مع الجانب المصرى والمبعوث الخاص بالرئيس الفرنسى للبيئة، مشيرا إلى أن الوكالة الفرنسية للبيئة تساعد فى مشروعات الكهرباء بمنطقة كوم أمبو، فضلا عن دور المعهد الفرنسى فى مصر لرفع وعى الجمهور بتلك القضايا من خلال عرض الأفلام الوثائقية، وتقويم مشروعات لدعم الجمعيات غير الحكومية الأهداف والطموحات وفى سياق متصل، أشار ستيفان جمبرتس سفير فرنسا للتغير المناخى فى افريقيا، إلى أنه لابد من توافر أربع ركائز أساسية ليحقق مؤتمر باريس الإنجازات المرجوة، وهى وجود اتفاق شامل ينص على احترام المشاركين فيه، احترام الهدف، والالتزام به، وأن يكون هذا الالتزام الوطنى له دلالة من دولة لأخري، وكذلك أن يلتزم المجتمع الدولى ماليا لمساعدة الدول المتضررة فى معالجة التغير المناخي، وآثاره دون تعريض الفقراء للخطر، وأخيرا أن تكون الحلول والمقترحات -تكنولوجية كانت أو اجتماعية سواء من الدول أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني- كلها تهدف لخفض درجات الحرارة درجتين، لذلك يستدعى الأمر ضرورة الابتكار، وتقديم الأفكار، والتضافر بين العلماء والحكومات والجمعيات الأهلية. الاستراتيجية المصرية وعن الاستراتيجية المصرية فى هذا الشأن قال السفير محمود سمير سامى مساعد وزير الخارجية لشئون البيئة إن أهم الركائز لدى مصر الالتزام الوطنى من خلال نقاط مهمة تتمثل فى وفرة التكنولوجيا، وبناء القدرات، مؤكدا أن مصر تعمل على تحديد التفاصيل والإسهامات، إذ يتم الشهر المقبل، ومن خلال ورشة عمل، مناقشة التقنيات لتحقيق التوازن بين النقاط المهمة لكل الدول الإفريقية، فهناك منهج لكل دولة سوف يتم اختيار افضل النماذج منها، من خلال التفاوض، والمشاركة بين الدول الإفريقية . وعن فرص نجاح مؤتمر باريس، أشارت الدكتورة كاميلا باوش مديرة معهد برلين البيئى إلى أنه توجد العديد من خطط التكيف الأخضر، وأن هناك جوانب عدة للمؤتمر الخاص بالاتفاقية الإطارية فى باريس سوف تنتهجها، باعتبار أن 50% من موارد الصندوق ستخصص للتكيف.