قبل 72 ساعة من انطلاق الانتخابات البرلمانية فى بريطانيا، والتى تشهد مواجهة ساخنة بين الأحزاب الرئيسية فى البلاد، ركز قادة الأحزاب على نيل دعم «الدوائر غير الآمنة» ذات الأصوات المترددة، أو المتأرجحة، والتى ستحدد نتيجة هذه الانتخابات. وقد أظهر أحدث استطلاعات الرأى حصول «العمال» على 33.5٪، و«المحافظون» على 33.25٪، وحزب «استقلال بريطانيا» على 14٪، و»الأحرار الديمقراطيين» على 8٪، و«الخضر» على2.25٪. وبينما أكد ديفيد الكاميرون رئيس الوزراء زعيم حزب «المحافظين»، أن حزبه هو الوحيد القادر على ضمان خروج بريطانيا من الأزمة الاقتصادية، حذر الناخبين من «التصويت الاحتجاجى» لأحزاب ليس لها أى فرصة فى تشكيل الحكومة، وفتح الباب بالتالى أمام «برلمان معلق»، أو حكومة أقلية. ومن ناحيته، شدد زعيم حزب «العمال» إيد مليباند، على أن حزبه سيعمل على ضخ المزيد من الأموال فى برامج الرعاية الاجتماعية، كما تعهد بخفض الرسوم الجامعية للطلاب، لتصل إلى 6 آلاف جنيه إسترلينى فى العام، بدلا من 9 آلاف. وتركز الأحزاب حملاتها حاليا على مناطق «الدوائر المترددة»، أو «غير الآمنة»، فمن بين ال650 دائرة فى البرلمان، هناك 60 مقعدا فقط متأرجحة بين الأحزاب، وهى غالبا فى لندن والجنوب الغربى ووسط إنجلترا. أما باقى الدوائر ال650 «الدوائر الآمنة» فهى تكاد تكون محسومة سلفا إما للعمال، خاصة فى مدن الشمال، مثل مانشستر، برمنجهام، هال، ليدز، نيوكاسل، ليفربول، وشافيلد، أو للمحافظين، خاصة فى الجنوب والمدن الريفية. ومن ناحيته، وضع نيك كليج زعيم حزب «الأحرار الديمقراطيين» شروطه للدخول فى أى حكومة إئتلافية جديدة، فى حالة فوز حزبه بعدد كاف من المقاعد، وتمثلت هذه الشروط فى زيادة الإنفاق على التعليم، ورفع الحد الأدنى للضرائب على الدخول إلى 12 ألفا و500 جنية إسترلينى فى العام، وزيادة الإنفاق على برنامج الرعاية الصحية ب8 مليارات جنيه إسترلينى سنويا، ووضع ميزانية احتياطية لدعم الاستقرار الاقتصادى. أما نايجل فاراج زعيم حزب «استقلال بريطانيا»، فأكد أنه إذا لم يفز بمقعد برلمانى فى هذه الانتخابات، فإنه سيستقيل من زعامة الحزب خلال 10 دقائق.