محمد شاب على مشارف الثلاثين من عمره، وقد ولد لأب يعمل باليومية، وأم ربة منزل تساعده من حين الى آخر لتلبية متطلبات المعيشة بالعمل فى خدمة البيوت، وله أختان تكبرانه ولم يسعدهما الحظ لاستكمال تعليمهما نظرا لظروف المعيشة الصعبة التى تعانيها الأسرة، ولم يتعلم محمد أيضا الذى ولد بإعاقة فى قدمه اليسري، وخضع على اثرها لعملية «فرد أوتار» ولكنها تركت أثرا واضحا لديه، وصار من ذوى الاعاقة، ولم يكن للأسرة بيت ملك لها، ولذلك فإنها تتنقل من شقة الى أخري، بعد تعثر الأب فى سداد الايجار، والبحث بصفة مستمرة عن شقة بايجار زهيد.. وفجأة رحل الأب وهو فى الخمسين من عمره، تاركا الأسرة بلا عائل، ولم يجدوا وسيلة للعيش إلا مساعدات أهل الخير، الذين زوجوا أختيه واحدة بعد الأخري، ووفروا لهما الاحتياجات الأساسية من لوازم الزواج، ولم يمر وقت طويل بعد ذلك حتى رحلت الأم عن الحياة، وأصبح محمد وحيدا، ولم يكن هناك بد من أن يتزوج ممن تعينه على متاعب الحياة، ووجد فتاة من معارفهم ترضى بهذه الظروف، فتزوجها وأنجب منها ولدين، ثم تدهورت حالته الصحية، وصارت المسكنات ملازمة له، وبدونها تزيد آلامه، وبعد فحص لدى أحد الأطباء تبين وجود تآكل فى عظام المفصل نتيجة إهمال العلاج والمتابعة بمرور السنين والآن لا حل له سوى إجراء الجراحة التى تتكلف ثلاثين ألف جنيه فمن أين له بهذا المبلغ؟ وكيف سيدبر مصاريف المعيشة وهو بلا أى مورد للرزق؟ صفاء عبدالعزيز