تفاصيل جديدة بشأن مسابقة ال30 ألف معلم    حركة تداولات البورصة في منتصف تعاملات اليوم الأربعاء    الأسواق العالمية تترقب صدور أهم البيانات الاقتصادية اليوم    8,8 مليار جنيه مبيعات عقارية لأوراسكوم للتنمية مصر خلال الربع الأول من 2024    وزير التجارة والصناعة يلتقي محافظ بورسعيد لبحث تعزيز الأنشطة الصناعية والاستثمارية بالمحافظة    أردوغان: إسرائيل تحاربنا جميعا، وسنستمر في الوقوف بجانب حماس    دولة الصبر الاستراتيجى    نهائي الكونفدرالية، تفاصيل الاجتماع الأمني التنسيقي لمباراة الزمالك ونهضة بركان    مبابي يقود تشكيل باريس سان جيرمان المتوقع أمام نيس بالدوري الفرنسي.. اليوم    حار نهارا، حالة الطقس غدا الخميس 16-5-2024 في مصر    أفقده البصر.. السجن 7 سنوات للمتهم بتعذيب ابنه بالفيوم    صحة الإسماعيلية تقدم الخدمات الطبية لأهالي أبو صوير المحطة (صور)    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    الصحة: مناظرة 2519 حالة عن طريق التشخيص عن بعد في 12 مستشفى للحميات    محافظ بورسعيد يطمئن على سير امتحانات الشهادة الإعدادية في يومها الأول    ضبط 27 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء    ضبط 123 قضية مخدرات في حملة بالدقهلية    أول تعليق من سلمي أبو ضيف بعد خطبتها.. (فيديو)    مسلسل دواعي السفر الحلقة 2.. صداقة تنشأ بين أمير عيد وكامل الباشا    مفاجأة في عمر الهندية إميلي شاه خطيبة مينا مسعود.. الجمهور: «شكلها أكبر منك».    «النقل» تكشف تفاصيل التشغيل التجريبي ل5 محطات مترو وتاكسي العاصمة الكهربائي    كاتب صحفي: مصر تمتلك مميزات كثيرة تجعلها رائدة في سياحة اليخوت    إجراء قرعة علنية لأراضي توفيق الأوضاع في الشروق    تفاصيل قانون «المنشآت الصحية».. 11 شرطا لمنح القطاع الخاص إدارة مستشفيات حكومية    23 مايو.. عرض أوبرا أورفيو ويوريديتشي على خشبة مسرح مكتبة الإسكندرية    السبت.. قصور الثقافة تطلق فعاليات المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته 31    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    المشاط تبحث مع وزير المالية الأرميني ترتيبات الدورة السادسة من اللجنة المشتركة بين البلدين    الاتحاد الأوروبي يحذر من تقويض العلاقات مع إسرائيل حال استمرار العملية العسكرية في رفح    الأحد.. إعلان تفاصيل المهرجان الدولي للطبول بالأعلى للثقافة    سؤال يُحير طلاب الشهادة الإعدادية في امتحان العربي.. ما معنى كلمة "أوبة"؟    97 % معدل إنجاز الري في حل مشكلات المواطنين خلال 3 سنوات    وكيل «تعليم قنا»: امتحانات الرابع والخامس الابتدائي هادئة والأسئلة واضحة (صور)    6 ميداليات لتعليم الإسكندرية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى للتربية الفكرية والدمج    ياسمين فؤاد: إنشاء موقع إلكتروني يضم الأنشطة البيئية لذوي الإعاقة    وفود أجنبية تناقش تجربة بنك المعرفة في مصر.. تفاصيل    إنعام محمد علي.. ابنة الصعيد التي تبنت قضايا المرأة.. أخرجت 20 مسلسلا وخمسة أفلام و18 سهرة تلفزيونية.. حصلت على جوائز وأوسمة محلية وعربية.. وتحتفل اليوم بعيد ميلادها    جامعة القناة تستقبل أحدث أجهزة الرفع المساحي لتدريب 3500 طالب    رئيس الوزراء الفلسطيني: شعبنا سيبقى مُتجذرا في أرضه رغم كل محاولات تهجيره    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    ضبط 14293 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    اليوم.. «محلية النواب» تناقش موازنة هيئتي النقل العام بمحافظتي القاهرة والإسكندرية لعام المالي 2024-2025    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    إعلام فلسطيني: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة    عيد الأضحى المبارك 2024: سنن التقسيم والذبح وآدابه    حكم طواف بطفل يرتدي «حفاضة»    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    علي معلول: سنعود بنتيجة إيجابية من تونس ونحقق اللقب في القاهرة    فاندنبروك: مدرب صن داونز مغرور.. والزمالك وبيراميدز فاوضاني    قيادي ب«حماس»: مصر بذلت جهودا مشكورة في المفاوضات ونخوض حرب تحرير    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 15-5: نجاحات لهؤلاء الأبراج.. وتحذير لهذا البرج    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    مصرع عامل صدمه قطار في سوهاج    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    أحمد كريمة: العلماء هم من لهم حق الحديث في الأمور الدينية    هل سيتم تحريك سعر الدواء؟.. الشعبة توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من المسئول عن هذا الإهمال؟
نشر في الأهرام اليومي يوم 29 - 04 - 2015

ما بين غرق الصندل المحمل بالفوسفات بالنيل بمحافظة قنا، وحادث التصادم لقطار متروالانفاق بالخط الثالث بالقاهرة، وسقوط جزء من كوبرى المنيل بمحافظة الدقهلية، مسافات طويلة رغم الفارق الزمنى الضئيل بين الحوادث الثلاث إلا أن الاهمال جعل المسافة بينهم قصيرة.
قامت الدنيا وامتلأت ضجيجا وصريخا من هول صدمة غرق الفوسفات بكميته الكبيرة التى وصلت إلى 500 طن فى قاع النيل، وانبرى كثيرون مهللون من ويلات التلوث الذى سيصيب الناس من جراء اختلاط الفوسفات بمياه النيل، ووثب المواطنون القادرون نحو زجاجات المياه المعدنية، أما البسطاء مثل بعض أهالى قرية الابراهيمية بمحافظة الشرقية اتجهوا إلى استخدام «جراكن» المياه غير معلومة المصدر، فكانت بالنسبة لهم ولمن حرضهم عليها الأمان بذاته بعدما تلوثت مياه النيل بالفوسفات، ومع ذلك سارع المسئولون بالتأكيد على أن مياه الشرب سليمة وآمنة ومطابقة للمواصفات و«كله تمام» دون النظر بواقعية إلى أسباب إصابة أكثر من 600 انسان بالتسمم، بخلاف من توفاه الله، بالرغم من شكوى أهالى تلك القرية من سوء مياه الشرب منذ فترة طويلة شأنهم شأن أهالى قرية كمشوش بالمنوفية وآخرين فى مناطق أخرى.
كان التركيز على فكرة التلوث واضحا، ووجدها البعض فرصة للنيل من الحكومة وللترويج لشركات المياه المعدنية لضرب عصفورين بحجر واحد، ولما لا والمصلحة الخاصة تبدو لدى البعض أهم وأجدى من المصلحة العامة، ولكن فى زحام الهالة الإعلامية حول تلوث مياه النيل والإجراءات التى اتخذتها الحكومة لتأكيد سلامة مياه النيل، تاه السؤال الأهم لماذا غرق الصندل؟ ومن المسئول عن سلامة وتأمين النقل النهرى؟
ففى هذه المرة غرق صندل محمل بالفوسفات، وفى المرة القادمة يمكن أن يغرق صندل آخر محملا بأشياء أشد خطورة، وقتها لن ينفع الندم كما لن تستطيع الحكومة فعل أى شىء، لاسيما بعد وقوع «الفأس فى الرأس»، فهل تجد تلك الأسئلة إجابة بعد تعويم الصندل و استخراج الفوسفات الغارق، ثم سماع «كله تمام»؟
الحادث الثانى، تصادم قطار مترو الانفاق الذى خرج من الورشة للتجربة على خط فرعى للتأكد من جاهزيته، يثير المبرر الذى أعلنته الحكومة الضحك المبكى، كما يدعو للفزع فى آن، فى الماضى إبان حوادث القطارت كان من الممكن قبول فكرة تحميل العامل (عامل المزلقان أو التحويلة) المسئولية، لأننا ما زلنا نتعامل مع منظومة السكك الحديدية فى مصر بفكر متخلف عن الحاضر، لكن أن يتحمل عامل التحويلة فى الخط الثالث لمترو الأنفاق، وهو الخط الأحدث الذى تم تصميمه وإنشاؤه طبقاً لأحدث المواصفات والتقنيات المتطورة فى العالم مسئولية الحادث، فهذا ما لا يمكن قبوله على الاطلاق، لأن التسريبات التى خرجت من بعض سائقى قطارات الخط الثالث تقول إن عناصر الأمان بهذا الخط ضعيفة، وهى السبب الحقيقى فى وقوع الحادث، فهل يستطيع أحد السادة المسئولين تأكيد أن تلك التسريبات غير صحيحة، وأن الخط الثالث لمترو الأنفاق تتوافر به كل عناصر الأمان المتعارف عليها دوليا، وأنه لا يوجد إهمال فى إنشاء وتنفيذ الخط لاسيما عناصر الأمان قبل التصريح بأن «كله تمام».
الحادث الأخير الخاص بسقوط جزء من كوبرى المنيل بالدقهلية يحض على التعجب، فالسيارة التى ابتلعها جزء من الكوبرى غير كبيرة الحجم وكذلك قليلة الحمولة فلا تتعدى حمولتها على أقصى تقدير 4 أطنان، وهى حمولة تستطيع معظم إن لم يكن كل الكبارى استيعابها دون حدوث مشاكل يتعرض لها الكوبرى مثلما حدث مع كوبرى المنيل، فما الذى حدث، وكيف يمكن السماح بمرور السيارات من تحته؟
كما نقلت بعض الفضائيات وجود قوات شرطية أعلى الكوبرى تجرى عملية تأمين لإزالة حمولة أحد السيارت الكبيرة التى انقلبت فوقه، فى مشهد عبثى غير مقبول، فمن الطبيعى عند حدوث انهيار فى أحد الكبارى منع المرور عليه ومن أسفله، ولكن لأن «كله تمام» فلن يضير المرور من أسفل الكوبرى، لأن السادة المسئولين متأكدون من توقف انهيار الكوبرى عند هذا الجزء، كما كانوا متأكدين قبلا من سلامته!
يضرب الإهمال، والتراخى، والكسل، واللامبالاة بعض قطاعت الدولة، كما يضرب الفساد قطاعات أخرى، وفى الأخير ما زلنا نعانى بطئا موروثاً فى التحرك، فبعد انتهاء المؤتمر الاقتصادى وحتى اليوم لم نر جديداً مبشراً، سوى التصريحات الفضفاضة التى لا تغنى ولا تسمن من جوع، وحينما يخرج رئيس الجمهورية من بيته فجرا ليتابع تنفيذ الأعمال بطريق الإسكندرية الصحراوى دون حراسة وهو يرتدى ملابس المصريين فى سابقة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ويسانده خلفه رئيس وزراء مخلص فإن ذلك يبعث الأمل فى النفوس، ولكن فى المقابل عندما نرى إحد الوزراء جل ما يشغله فى احدى جولاته لقطاعات وزارته هو وزن أحدى موظفيه دون النظر إلى شكواها من تعطل بعض الأعمال فى هذا القطاع، يبدأ الإحباط فى محاصرة الأمل.
الحاصل أن الجهاز الإدارى فى الدولة يحتاج إلى ثورة حقيقية تنتشله من قاع مكث فيه طويلا بعد أن تشبع بقيم بالية، قبل أن يستقر ويصعب تطهيره، واليوم كمواطن مصرى أقول للرئيس عبدالفتاح السيسى «مش كله تمام يا ريس» .
[email protected]
لمزيد من مقالات عماد رحيم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.