الآن أنتزع نفسى منه انتزاعا وأستأذنكم إنهاء فصول قصة غاندى الذى ملك علىَ قلمى بعدما صبَ هو فى مذكراته من أعماق روحه فجعلنى أغوص فيها، وكلما هممت بالطفو جذبتنى سيرته إلى الأعماق أكثر وأكثر لأن مافيها هو ما يحتاج أن يقرأه كل من رفع السلاح فى وجه وطنه العربى من المحيط إلى الخليج، فغاندى تمنى من رواية تجاربه أن يكون فيها ما يعيد الإيمان بالمحبة والحق لمن كان مترددا أو فى قلبه زيغ ،وما من طريق للوصول للحق غير المحبة ، محبة أقل المخلوقات شأنا فى الحياة كما نحب أنفسنا، وأن نطهر أنفسنا من أدرانها وشهواتها لنرى نور الحق يسطع كشعاع الشمس، وهو يرى أن الله تعالى لن يتجلى لمن كان قلبه أعمى (ما أشد عمى من رفع السلاح فى وجه إخوانه فى الوطن وفجر قنبلة فى الأبرياء ولن يحقق فى النهاية إلا هدف من أمدوه بالسلاح والمال لتدمير الوطن العربى ). رأى غاندى أن خير الفرد فى خير المجموع، وأن تربية الروح تستهدف تكوين الخلق السليم وتساعد صاحبها على تحقيق ذاته وزيادة معرفته بالله، وآمن غاندى أن كل تعليم تعوزه الثقافة الروحية للشباب هو تعليم لاجدوى منه بل محفوف بالمخاطر والمضار . قرأ كتابا وهو فى سفره ذات مرة فى جنوب إفريقيا فلم تنم عيناه تلك الليلة إذ صمم على تغيير حياته حتى توائم المثل العليا فى هذا الكتاب فقد رأى بعض عقائده التى تكمن فى أعماق قلبه وقد انعكست بين سطوره فقام فجر اليوم التالى مستعدا لأن يضع هذه المبادئ موضع التنفيذ ، وعندما كون هو والهنود حركة «الساتياجراها» التى تعنى القوة المنبعثة من الحق والمحبة، أو ما اعتاد الكتاب فى العالم على تسميتها القوة السلبية حقق أحلامه للوصول للحق بالمحبة والتعفف عن العنف والكراهية، وأخذ يدافع عن هذا المبدأ ولم يتخل عنه حتى الموت. [email protected] لمزيد من مقالات سهيلة نظمى