ثمة أسئلة تفرض نفسها على كثيرين ممن يجهلون التاريخ ولايجهدون العقل فى التفكير والبحث عن اجابات ، منها على سبيل المثال من وحى ما جرى فى السنوات الأربع الاخيرة على أرضها ولايزال يجرى : هل أهل سيناء منتمون لمصر باعتبارها موطنا ام منتسبون اليها تجنسا؟! وهو سؤال ينعكس سلبيا على اخوتنا واهلنا هناك ويقض مضاجعهم ويؤلم مشاعرهم ، ويوجد هوة بينهم وبين ابناء الوادى الذى تجاهلتهم حكوماته المتعاقبة وتركتهم فريسة للفئات الضالة تغوى بعضا من شبابهم ، الذين وجدوا عندهم ما افتقدوه عند الحكومة ، وكلما وقع حادث انهال البعض على اهلها دون تفريق ، ويزايد البعض منهم بالمطالبة بعزل اهل سيناء عن الوطن الام ، دون ان يعوا ابعاد ما يطرحونه وأثره على الأمن القومى المصرى وعلى اهل سيناء ، ولم يتوقف الحكماء عند هذا المخطط الشيطانى للتفرقة بين ابناء الوطن الواحد ، ويتصدوا له ، بتذكير هؤلاء السطحيين ومعهم عوام الناس بسيناء ارضا وتاريخا ورجالا ونضالا. لكنى وجدت الفرصة مواتية ونحن نحتفل هذه الأيام بعيد تحريرها ، لنتوقف امام خصوصية المكان وشجاعة رجاله التى سطرت اروع الامثلة فى الفداء والانتماء عبر مشوار نضالى وطنى لعبوا فيه دور البطولة بشرف ، متصدين بشجاعة لكل معتد ومحتل عبر التاريخ ، مؤكدين فى كل المواقف انتماءهم العميق لبلدهم ولنستذكر هنا بعضا من السيرة العطرة للنضال المصرى على ارض الفيروز ، لعلنا نتمكن من تلخيص قصة سيناء التى تتعرض لحملة ممنهجة من قوى الظلام لصبغها بالارهاب ، وتحويلها الى قاعدة تأوى الخارجين على القانون والمتآمرين على الوطن، ممن يدعون زورا وبهتانا انهم ينتمون للاسلام وهو منهم براء ، ليعرف ابناء الجيل الحالى بعضا من قصص البطولة المشرفة. فسيناء ليست مجرد ارض يوجد مثلها كثير فى مصر وخارجها ، وانما هى ارض قدر لها ان تكون ذات خصوصية دينية وعسكرية وسياحية ، اذن هى كما قال يوما الشيخ سالم الهرش احد كبار رجالاتها وشويخها إبان الاحتلال الصهيونى عام 68 وفى حضرة أحد كبار قادة الاحتلال موشى ديان وامام حشد من الشيوخ فى مؤتمر صحفى - سيناء تاريخ ارتدى ثوب المكان ، ومكان التف بعباءة التاريخ ويكفيها شرفا ان الله اقسم فى كتابه الكريم بطورها واخرج منه شجرة تنبت بالدهن وصبغ للآكلين ، ثم اكد ان سيناء وإن كانت محتلة فهى ارض مصرية وستعود الى الوطن الأم قريبا . تلك هى سيناء التى اشتق اسمها من القمر وبحرها من الفيروز ، وترابها من التبر ،ويعيش على ارضها مرابطون من المصريين الذين يهيمون فيها عشقا ويتشبثون بها انتماء لوطنهم ، هى سيناء الفداء والوفاء والبطولة والاباء ، التى نالت من الشرف مالم تنله بلدة اخرى ، ولما لا .. و هى التى تجلى على جبلها رب العزة لنبيه وكليمه موسى عليه السلام ، و ارضها كانت مسرى الانبياء من ابيهم ابراهيم عليه السلام مرورا باسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى وهارون وعيسى وامه البتول عليهم السلام ، وهى البوابة التى دخل منها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة عمرو بن العاص رضى الله عنه فى العام الثامن عشر بعد الهجرة ، لينطلق منها التوحيد الى افريقيا ، وهى بوابة الشرق لمصر التى سار على ارضها ثمانية عشر جيشا من جيوش العالم أبرزهم الهكسوس والآشوريون والاغريق والرومان ، والتتار والصليبيون ، الذين قصدوا احتلال مصر لكنهم ما تمكنوا من البقاء عليها ، بفضل احتضان مصر لسيناء ، وارتباط ابنائها بالوطن الام ، وتجلى ذلك فى حرب الاستنزاف التى اعقبت نكسة 67 ، وشهدت تضحيات وبطولات يفخر بها كل مصرى ، اذ احتضنت القبائل الضباط والجنود الذين عملوا خلف خط العدو وكبدوه خسائر فادحة ،وساهم رجال ونساء سيناء كل بقدر جهده فى الحرب ولان نسى الناس فلن ينسى التاريخ اسم المجاهدة «فهيمة» التى كانت تحمل جهاز اللاسلكى المتنقل ، ولا حسن على خلف الملقب ب «النمر الاسود» ابن الجورة ، ولا مهندس الالغام موسى رويشد ، واول المشايخ انضماما لمنظمة سيناء العربية الشيخ متعب هجرس ، وكثيرون من ابناء قبائل سيناء لانستثنى منهم قبيلة كانوا على قلب رجل واحد يحملون راية الوطن ، حتى تكلل الجهد بالنصر المبين فى حرب اكتوبر المجيدة عام 73 ، وباتت سيناء فى احضان النيل وستظل الى قيام الساعة بإذن الله شاء من شاء وابى من أبى ..هكذا يمكن ان نلخص لابناء الجيل الجديد ومن يلحق بهم من أجيال قادمة القصة المشرفة لسيناء التى نحتفل بعيد تحريرها ، بعيدا عن أخبار القتل والدمار التى قرنها الظلاميون باسمها فى الاخبار. هذه هى سيناء وهؤلاء هم رجالها منذ فجر التاريخ وعبر العصور ، ماهانت عليهم بلدهم ولاهانوا على وطنهم ،شاركوا فى كل الحروب ، وزادوا ببسالة فى احلك الظروف ، ارتبطوا ببلدهم ارتباط الجنين بالام وهاهم الآن يرابطون مع جيشهم لدحر الارهاب الاسود وتطهير ارض الفيروز منه ، وحتما سيكون النصر حليفهم مع جيشهم ، وساعتها سيدون التاريخ فى صفحاته سطورا جديدة مجيدة لشعب مصر فى أرض الفيروز ف «تحية» لسيناء . ارضا .ورجالا . وتحية للشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم ارضها دفاعا عنها امام المعتدى والارهابى .. وكل عام وسيناء واهلها ومصرنا بألف خير . لمزيد من مقالات أشرف محمود