فى كارثة إنسانية مروعة، لقى أكثر من 700 شخص مصرعهم وأصيب الآلاف فى زلزال مدمر ضرب مدينة كاتمندو عاصمة نيبال أمس، وبلغت قوته نحو 7٫9 درجة على مقياس ريختر. وأوضح متحدث باسم وزارة الداخلية فى نيبال أن التقديرات الأولية تشير إلى مصرع 700 شخص تقريبا، فى حين أكد شهود العيان أن الذعر والدمار يجتاح شوارع العاصمة النيبالية. ودفع الرعب آلاف المواطنين إلى الشوارع إثر انهيار مئات المبانى السكنية، مما أثار غيمة من الأتربة ظللت المدينة. وأكد مراسل وكالة رويترز للأنباء أن أعداد القتلى فى تصاعد مستمر، حيث تؤكد الأرقام الأولية مصرع المئات فى العاصمة النيبالية وحدها، بينما تسبب الزلزال فى مساواة العديد من القرى الفقيرة بالأرض مما يرجح تضاعف الأرقام الحالية. وأشارت التقارير الصحفية إلى أن أكثر من 30 شخصا لقوا مصرعهم فى الدول المجاورة التى شعرت بالزلزال، من بينهم 20 قتيلا فى الهند. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن تغريدة بثها أحد عناصر فريق متسلقى الجبال إشارته إلى أن زلزال مروع ضرب قمة إفرست وألحق أضرارا بالغة بمعسكرهم، وطالب الجميع بالدعاء للعشرات من الرياضيين الذى يحاولون الفرار بأرواحهم من الإعصار العنيف الذى صاحب الزلزال. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن سكان المدينة إشارتهم إلى أن الزلزال استمر أكثر من عشر دقائق، فى حين أشارت هيئة المسح الجيولوجى الأمريكية إلى أن الزلزال أثار ما لا يقل عن 12 هزة ارتدادية أخرى بلغت قوة إحداها 6،6 درجة على مقياس ريختر. وأكد الشهود أن مجمع القصر الملكى التاريخى فى ميدان "فاسانثابورا" فى قلب العاصمة كاتمندو والذى يعود تاريخه إلى القرن الحادى عشر فى حالة يرثى لها، حيث يؤكد البعض أن أجزاء منه تعرضت لأضرار بالغة، وسط تحذيرات من الدمار الذى عم القسم التاريخى من العاصمة النيبالية. كما أكدت مصادر مطلعة انهيار برج "دهاراهارا" التاريخى ، الذى يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1832 كبرج للمراقبة، ورجح المراقبون مصرع العشرات من زوار المبنى أثناء الزلزال. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 200 شخص حصلوا على تذاكر لمشاهدة المدينة من الطابق الثامن للمبنى السياحى الشهير، المكون من تسع طوابق. وشهدت مواقع التواصل الاجتماعى فيضا من الصور الإنسانية التى التقطها المصورون الصحفيون لمواطنين يحفرون بين أنقاض المبانى المنهارة بحثا عن أقربائهم وأحبائهم المفقودين. وأشار البعض إلى أنه يمكنك سماع أصوات الضحايا يستغيثون من تحت الأنقاض، بينما يحاول المواطنون إنقاذهم بكل شكل ممكن. ولكن الظروف صعبة للغاية. وفى الهند، سارعت السلطات المحلية إلى قطع التيار الكهربائى عن ولاية بيهار التى شعرت بالهزات المرتدة للزلزال لأسباب أمنية.