عندما يحل الربيع نتفائل خيرا بحالة الأنطلاق التى يتميز بها هذا الفصل بعد "كتمة" الشتاء وأنكماشنا فيه لشهور حول مشاغلنا ومشاعرنا وأحلامنا،حتى تفاجأنا أعمار بعض أحبتنا بأنها قد أنتهت. هكذا وببساطة تخلو الحياة فجأة من بعض زهورها الجميلة، رغم أننا فى الربيع ولسنا فى الخريف.. هل هى رسالة من الحياة تريد إخبارنا بألا نحزن على رحيل هؤلاء الأحبة، أم أنهم عاشوا حياة كانت رائعة بوجودهم فكان لابد أن يكون رحيلهم يشبههم ؟! منذ أيام قليلة رحل شاعرنا الطيب الجميل عبد الرحمن الأبنودى، الرجل الجنوبى الذى أزهرت بكلماته مصر كلها، هذا الرجل الأسمر الذى يشعر نحوه جميع المصريون بود غريب لم يشعروه نحو أى شاعر آخر كأنه من دمنا جميعا حتى أطلق الناس عليه لفظ "الخال". والخال كلمة حميمية جدا يطلقها أهل القرى على هؤلاء الرجال الذين يتمتعون بالحكمة والوقار ولهم الكلمة القاطعة فى أى خلاف يدب بين العائلات، غير أنهم يتمتعون بحب جميع أهل القرية. رحل الخال وبقى حبه وكلماته والحزن على دنيا خلت منه ومن غيره من أحبتنا. فى ربيع أحد الأعوام ودعنا شاعرنا الرائع وأستاذنا صلاح جاهين صاحب أشهر أغنية للربيع التى تغنت بها الفنانة الراحلة سعاد حسنى، والذى لخص المجتمع المصرى فى رائعته " الليلة الكبيرة " بكلمات بسيطة ومعبرة لحنها الملحن العظيم "سيد مكاوى" الذى ودعنا أيضا ذات ربيع وفى نفس يوم رحيل جاهين ولكن بعده بسبعة أعوام . مكاوى الذى لحن أغانى رائعة لأم كلثوم ووردة الجزائرية و لما غناها بصوته ألقى عليها روحه الجميلة فأحبها الناس منه أكثر، لا أستطيع أن أنسى أبتسامته المضيئة رغم نظارته السوداء وهو جالس على كرسيه محتضنا عوده يشدو بأجمل الحانه، كان الرجل يشبه مصر عندما تكون سعيدة .. رحل أيضا فى مثل هذا الشهر الملحن حسن أبو السعود الذى لحن غالبية أغانينا الشعبية الجميلة التى يعرفها جيلى وخاصة أغانى المطرب عدوية. رحلت الفنانة الجميلة التى كانت تموج بالحيوية والروح الخفيفة " نعيمة عاكف " التى تقاسمت بطولة فيلم تمر حنة مع الرائع رشدى أباظة. شهد هذا الشهر أيضا رحيل الفنان الكوميدى " رياض القصبجى " الذى جسد دور الشاويش عطية فى أفلام أسماعيل ياسين. هؤلاءالذين يتمتعون بمكانة غالية جدا فى قلوب المصريين تجمعهم صفة واحدة ولهم روح متشابهة لكنهم يتركون لنا مايذكرنا بهم دائما .. أيها الربيع متى ستكف عن القطف من أزهارنا كلما أتيت ؟! [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل