اعتاد المصريون أن يخرج عليهم الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية بين الحين والآخر بفتاوى مثيرة للجدل .. منها تحريم العلامة التجارية لاحدى السيارات وجواز هروب الزوج وترك زوجته للذئاب يغتصبونها،وغيرهما من الفتاوى .. لكنه خرج علينا هذه المرة بفتوى لا تثير الجدل فقط بل قد تثير الدماء .. الفتوى الجديدة للشيخ برهامى جاءت بشأن نجم الفضائيات اللامع وبطل مواقع النميمة الالكترونية شريف الشوباشى الداعى الى خلع الحجاب فى ميدان عام... برهامى أكد أن الشوباشى إذا أصر على إنكار الحجاب فهو " كافر " ... فجاء فى سؤال على موقع ( أنا السفلى) الالكتروني : "نريد أن نعرف مِن أهل العلم والفضل كأمثال الدكتور "ياسر برهامي"-حفظه الله- حكم الشرع فيمن دعا إلى خلع الحجاب، وإلى النزول في مليونية- فاشلة!- مِن أجل هذا الغرض الخبيث، وهل هذا يمكن أن يكون مسلمًا؟". فكان رد الشيخ برهامى بأنه فى حال إصرار الشوباشي على رأيه فى الحجاب ، فإنه يعد كافرا ،لكن أهل القضاء الشرعى والعلم هم الذين يحددون ذلك ، وجاء نص فتوى الشيخ : " الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ فالحجاب منصوص عليه في "القرآن العظيم"، قال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:31]. {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}: أي ولتضرب المرأة المسلمة الحرة بخمارها- وهو ما يُخَمَّر ويغطي به الرأس- على "جيوب" أي: فتحات الثياب في الصدر وغيره؛ فتستر الرأس والعنق والصدر؛ حتى لا يبدو شيء مِن ذلك. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59]. وتضيف الفتوى: " فمن أنكر الحجاب بالكلية؛ فقد كذَّب "القرآن الكريم" وخالف السنة والإجماع،وإن كان جاهلاً تُليت عليه الآيات وبُيِّن له معناها؛ فإن أصر فهو كافر، ولكن إنما يَحكم بكفره أهل العلم وأهل القضاء الشرعي؛ لأنهم الذين يتثبتون مِن أمر إقامة الحجة الرسالية، واستيفاء الشروط وانتفاء الموانع" . انتهت الفتوى ، لتبدأ إذن معركة التكفير ، التى ننأى ان يقع فى براثنها مجتمعنا وقد عانينا منها الويلات .. وقبل أن يكشر أحد عن أنيابه ، ويرى حجابى فى الصورة بالمقال ويظن أننى أدافع عن الشوباشى " عشان نفسى أخلع الحجاب" .. أقول إننى ارتديت الحجاب وكنت ذات السابعه عشر ربيعا ،عن قناعة تامة وبإلحاح منى ، فوالدتى " المحجبة " كانت تخشى عدم التزامى بالحجاب أو خلعه بعد فترة ..فأقنعتها .. وارتديته - الحمد لله- طيلة هذه الأعوام .. وبقدر رفضي واستنكاري واستهجاني لما أقدم عليه الشوباشى ،فالحجاب من الثوابت فى الدين الإسلامي ( مع اختلاف بعض الفقهاء على وجوب الحجاب ) ويدخل فى الحرية الشخصية التى تبيح ارتداء ( المينى جيب) .. أرفض أيضا و بنفس الحماسة تكفير الشوباشى صاحب هذه الفكرة الخبيثة، ليس حرصا عليه ، ولكنه حرص على مجتمعنا وعلى شبابنا المتدين المتحمس الذى قد يتهور ويفعل ما لا يحمد عقباه، وينجرف المجتمع فى مستنقعات التكفير .. يا شيخ برهامى .. تجاهل دعوات خلع الحجاب أو جادل بالتى هى أحسن .. ابعدوا عن التكفير.. نحن مجتمع يئن من وطأة الفقر والجهل والمرض وتدنى الأخلاق وانعدام الضمير.. ويحاول الوقوف فى وجه الاٍرهاب والعنف والفتن التى تجد أبوابنا " مواربة " لتتسلل إلينا بسهولة .. اتركوا الشوباشى وحاله ،لا تصنعوا منه نجما ، ولا تجعلوه بطلا .. ولا تكفروه .. لمزيد من مقالات أمانى ماجد