استمرارًا لفعاليات جولته الأوروبية لتصحيح صورة الإسلام فى الغرب، التقى فضيلة الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، بعمدة مدينة »روتردام« السيد أحمد أبو طالب، والتى تعد ثانى أكبر مدينة فى هولندا. وأكد المفتى خلال اللقاء أن مصر اتخذت قرارها الحاسم الذى لا رجعة فيه بعدم مهادنة الأفكار المدمرة والمتطرفة، وخطت خطوات واسعة فى محاصرة الفكر التكفيري، فكما ثارت على الفساد ثارت أيضًا على الإرهاب الذى يدمرها ويقضى على الاستقرار فيها. وأن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، ولا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه، مشددًا على ضرورة توحد العالم فى مواجهته والقضاء عليه. وأوضح المفتى أن مصر حذرت العالم من هذا الوباء مرارًا وتكرارًا ولم تجد دعوتها آنذاك آذانًا صاغية. وأن الإسلام يمثل نسقًا عالميًّا مفتوحًا، ولم يسع أبدًا إلى إقامة الحواجز بين المسلمين وغيرهم؛ وإنما دعا المسلمين إلى ضرورة بناء الجسور مع الآخر بقلوب مفتوحة وبقصد توضيح الحقائق. وأبدى علام استعداد دار الإفتاء للتعاون مع هولندا وكافة الدول فى توضيح صورة الإسلام، وأن تكون الدار بيت خبرة لدولة هولندا فيما يخص الفتوى وقضاياها. من جانبه قال عمدة مدينة «روتردام» السيد أحمد أبو طالب: إن زيارة فضيلة مفتى الجمهورية إلى أوروبا تسهم فى إيصال الصورة الحقيقية للإسلام، ونتطلع إلى مزيد من الزيارات لتحقيق التواصل المطلوب مع الجالية المسلمة فى أوروبا، مبديًا تطلع المسلمين فى هولندا إلى إدخال اللغة الهولندية ضمن قسم ترجمة الفتاوى بدار الإفتاء المصرية قريبًا. على جانب آخر أجرى الدكتور شوقى علام- مفتى الجمهورية- حوارًا مفتوحًا مع طلاب جامعة »أوتريخت« الهولندية، والتى تُعد واحدة من أكبر وأقدم جامعات أوروبا، وذلك فى إطار حملة دار الإفتاء الدولية لتصحيح صورة الإسلام فى الغرب. وأكد المفتى خلال اللقاء أن مواجهة الأيديولوجيات المنحرفة تحتاج إلى حرب فكرية يتعاون فيها العلماء مع وسائل الإعلام الدولية وكذلك الأوساط الأكاديمية فى مجال النشر والبحث، من أجل تفنيد تلك الأيديولوجيات وفضح أفكارهم الخاطئة، عبر إتاحة المجال للعلماء المسلمين الوسطيين واستضافتهم ودعمهم لتفكيك تلك الادعاءات الكاذبة والفهم المشوه للقرآن الكريم. وحول التعليق على أحكام القضاء أكد فضيلة المفتى أنه لا توجد محاكمات ذات توجه سياسي، وأن جميع المحاكمات تتم فى إطار سيادة القانون، وأن القضاء المصرى مستقل والمحاكمات تتم بعد تحقيق قضائى متكامل.