شاهدت فى مهرجان القاهره السينمائى فى دروته الاخيره فيلم ( القطع ) للمخرج التركى المقيم فى ألمانيا ( فاتح أكين ) وأحداث الفيلم تحكى ماتعرض له الارمن من مذابح على يد الأتراك من خلال سرد لقصص إنسانيه لعدد من العائلات كل عائله منها ذاقت كل ألوان الهوان والتعذيب والقتل ، مع تركيز على عائله بطل الفيلم الذى قتل والديه وزوجته على يد الاتراك وتعرض هو لقطع حاد فى رقبته لم يقتله مثل أقرانه ولكن انقذه من الموت وتفرقت ابنتيه ، أحداث الفيلم لا تنسى وبخاصه مشهد النهايه الذى أبكى الجميع عندما عثر الاب على إحدى ابنتيه فى كندا بعد رحله بحث دامت سنوات . الفيلم أبدع مخرجه فى تصوير مشاهد التعذيب والقتل الجماعى وكل من شاهده ستبقى مشاهده محفوره فى ذهنه وأنا واحد منهم ، ولذلك عندما أعلن عن إحتفال أرمينيا بمئويه المذبحه والتى تحل ذكراها يوم الجمعه القادم 24 ابريل الجارى رحت أفتش عن معلومات تفصيليه عنها. مذابح الأرمن تعرف باسم “المحرقة الأرمنية” و”المذبحة الأرمنية” أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجي للسكان الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسري وهي عبارة عن مسيرات في ظل ظروف قاسية أدت إلى وفاة المبعدين. فبحسب تقييمات بعض المؤرخين فإن “الإبادة المنتظمة للأرمن بدأت في نهاية القرن التاسع عشر، إذ يدور الحديث عن القتل الجماعي الذي وضع أساسه في أعوام 1894-1895 بغية تقليص عدد الأرمن في تركيا والقضاء عليهم قضاء تاما في المستقبل”. ويعتبر 24 أبريل عام 1915 رسميا بداية لإبادة الأرمن الجماعية، إذ استمر القتل الجماعي في فترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير في سبتمبر عام 1922. ورافقت عملية الاستيلاء على المدينة مجزرة السكان من الأرمن واليونانيين، فحرقت الأحياء الأوروبية للمدينة تماما، واستمرت المجزرة 7 أيام، وتسببت في مقتل نحو 100 ألف شخص. ويتفق معظم المؤرخين على أن عدد القتلى من الأرمن تجاوز المليون، غير أن الحكومة التركية وبعض المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300.000 أرمني فقط، بينما تشير مصادر أرمنية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف أرمني بالإضافة إلى مئات الآلاف من الآشوريين والسريان والكلدان واليونان البنطيين. وعندما دخل الإنجليز إلى إسطنبول في 13 نوفمبر عام 1919، أثاروا المسألة الأرمنية وقبضوا على عدد من القادة الأتراك لمحاكمتهم غير أن معظم المتهمين هربوا أو اختفوا فحكم عليهم بالإعدام غيابيا، ولم يتم إعدام سوى حاكم مدينة يوزغت الذي أباد مئات الأرمن. وبسبب هذه المذابح هاجر الأرمن إلى العديد من دول العالم لاسيما سوريا ولبنان ومصر والعراق، وبات 24 أبريل من كل عام مناسبة لتذكر ما حدث لهم والتنكيل بهم. وردا على استمرار إنكار الإبادة الجماعية للأرمن من قبل الدولة التركية، قام العديد من الناشطين في مجتمعات الشتات بحملات من أجل الاعتراف الرسمي بتلك الإبادة الجماعية من مختلف الحكومات في جميع أنحاء العالم. واعترفت 20 دولة و42 ولاية أميركية رسميا بوقوع المجازر كحدث تاريخي، وفي 4 مارس 2010، صوتت لجنة من الكونغرس الأميركي بفارق ضئيل بأن الحادث كان في الواقع “إبادة جماعية”، إلا أنه في غضون دقائق أصدرت الحكومة التركية بيانا تنتقد “هذا القرار الذي يتهم الأمة التركية بجريمة لم ترتكبها”. وتعترف بعض المنظمات الدولية رسميا ب”الإبادة الأرمنية” مثل الأممالمتحدة والبرلمان الأوروبي ومجلس أوروبا ومجلس الكنائس العالمي ومنظمة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان التركية. من جانبها، تصر تركيا على أن سبب وفاة الأرمن هي ظروف الحرب والتهجير، وتم تمرير الفقرة 301 في القانون التركي في عام 2005 يجرم فيه الاعتراف بالمذابح في تركيا. يذكر أن هناك أكثر من 135 نصب تذكاري، موزعة على 25 بلدا، تخليدا لذكرى “الإبادة الجماعية” للأرمن.
فى تقديرى ماتعرض له الشعب الفلسطينى على يد الاحتلال الاسرائيلى لايقل بشاعه عما تعرض له الأرمن ولكن فضح الممارسات الاسرائيليه المستمره حتى الآن يحتاج إحترافيه سياسيه ودبلوماسيه وإعلاميه وسينمائيه . لمزيد من مقالات أشرف صادق