نجح اللوبى الأرمنى فى الولاياتالمتحدة، ثانى أكبر جماعات الضغط قوة بعد اللوبى اليهودي، فى تحقيق مسعاه الذى بذل من أجله جهدا ووقتا طويلا، بأن دفع واشنطن إلى توجيه دعوة الى تركيا للإعتراف الكامل والصريح بالوقائع المرتبطة بالمجازر التى تعرض لها أرمن الأناضول إبان الحرب العالمية الأولى والتى راح ضحيتها نحو مليون ونصف مليون شخص. النجاح الأرمنى تمثل فى اقرار باراك أوباما وكبار مسئولى الإدارة الأمريكية، بأن قتل الضحايا الأرمن أو اقتيادهم إلى الموت مع نهاية السلطنة العثمانية، هو واقعة تاريخية معربين عن أسفهم لذلك. وتنفى تركيا حتى يومنا هذا رغم مرور مائة عام على وقائع الإبادة، أن تكون السلطنة العثمانية ارتكبت إبادة منهجية بحق الأرمن، رغم امتلاك الأرمن لوثائق المذابح. التطور الثانى الذى حققه الأرمن خلال الأسبوع المنصرم أيضا وهم على وشك الاحتفال بالذكرى المئوية لوقائع الإبادة التى وقعت بين عامى 1915و1916، وصف البابا فرنسيس ما حدث للأرمن ب«الإبادة».. ما دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى توجيه تهديد شديد اللهجة للبابا وتحذيره من تكرار هذا الوصف على تلك المجازر.. المواقف الدولية جعلت الرئيس التركى يتسم بالمرونة حيال المذابح، لأنه دعا الى تشكيل لجنة مشتركة مع فتح الأرشيف بالكامل، ولكنه عاد وتشدد بقوله، إنه لن يسمح بإخراج الأحداث التاريخية عن مسارها، وتحويلها لأداة فى حملة تشن ضد الأمة التركية. ولم تمر سوى ساعات قليلة على هذه الأحداث، حتى خرج البرلمان الأوروبى بإعلان موافقته على مشروع قانون اعترف بموجبه بتعرض الأرمن لإبادة جماعية مطلع القرن الماضي، ليخرج أردوغان على الفور ويعلن أن القرار وكما دخل من أذنه اليمنى سيخرج من أذنه اليسري. أيام قليلة ويحتفل الأرمن فى شتى بقاع المعمورة بالذكرى المئوية على تلك الإبادة التى تؤرق مضاجعهم حتى يومنا هذا، وهم فى انتظار أن تعلن مصر موقفا مشابها لأمريكا وأوروبا والبابا فرنسيس، والاعتراف بالإبادة. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري