كنت أذهب مع أسرتى وأنا طفلة صغيرة لزيارة جدى وجدتى رحمهما الله بشبرا وننصرف قرب موعد الحفلة المسائية لمشاهدة الفيلم الهندى لأميتاب باتشان بسينما شبرا بالاس. وكنا نحرص على التواجد مبكرا وقبل عرضه لكى نشاهد فيلم الكارتون ويبدأ بعده أحداث الفيلم الهندى، كان المشاهدين يلتزمون الصمت الى ان يدخل البطل فى صراع مع الشرير والسينما تصول وتجول تصفيقا لهذا البطل الهمام وكأنهم يرون احداثا حقيقية ويتفاعلون معها , وكنا نستمتع بمجموعة من الاغانى الساحرة وتصميم الرقصات والازياء المبهرة والمناظر الطبيعية الخلابة , رأينا ذلك فى افلام عديدة مثل كولى الشيال ومارد والشعلة والجبابرة والذى كانت ترقص فيه البطلة على الزجاج المكسور لانقاذ حبيبها حتى يدخل اميتاب باتشان فى اللحظة الحاسمة وينقذهما ثم يموت فى النهاية فداء لصديقه . كنت صغيرة جدا ولكنى كنت عاشقة لهذا البطل الاسطورى اشترى بكل مصروفى صوره وبوستراته وكانت زميلاتى يقولن لى ( انتى شبه الهنود جدا) فلدى علامة فى جبينى مثل الهنديات، كبرنا وكبر معنا عشق السينما الهندية متمثلا فى اميتاب باتشان ودار ماندار ميسون شكربورتى وامجد خان وجايا باهادورى وكانت اغانى افلامهم تباع فى سوق الكاسيت وحفظناها عن ظهر قلب وكأننا نغنى لعبدالحليم حافظ وشادية , حفظت خلالها مثل باقى المصريين العديد من المفردات والكلمات الهندية التى تشبه كثيرا بعض مفردات اللغة العربية , واتذكر جيدا زيارة اميتاب باتشان مصر فى التسعينيات وانتظار محبيه بالساعات امام المطار فى انتظار وصوله وحالات الاغماء والصراخ اثناء استقباله , كبرنا على عشقنا للافلام الهندية واخلاقياتها والتى تتشابه كثيرا مع القيم المصرية , كبرت وتزوجت واصبحت أما ولا زال اميتاب باتشان هو اسطورة السينما الهندية كلما مر به الزمان ازاد قيمة وخبرة يوما بعد يوم , تقدم به العمر وخبرة الحياة واحتضن خلالها العديد من الممثلين الذين اصبحوا فيما بعد نجوم الصف الاول فى السينما الهندية وكان يشاركهم البطولة والاستعراضات فى شباب ونشاط وحماس اكثر منهم . تغير مضمون وهدف افلامه من فكرة البطل الاسطورة وافلام الاكشن الى افلام تقدم رسالة انسانية على أعلى مستوى جسد فيها المشكلات الاسرية المختلفة وعقوق الوالدين وقسوة الاباء وجوانب الحياة المختلفة والتى تتناسب بشدة مع مراحله العمرية , هو الان فى زيارة لمصر بمناسبة افتتاح مهرجان " الهند على ضفاف النيل وذكر أن مصر والهند حضارتان عريقتان بينهما تشابة كبير وقال " اللى يشرب من النيل يرجع له تانى وأنا شربت منه كتير" , وقال " ان الجمهور سر نجاحى المتواصل " , " وان وجودى فى مصر يساهم فى تعزيز السياحة " ، مؤكدا " دائما لدى ذكريات جميلة عنكم وأحملها إلى بلدى....فأنا أشعر فى مصر كأنى فى منزلى " , و " اشكر المصريين على استقبالهم الحار والاستثنائى لى " فى النهاية اتمنى ان يكون باتشان قدوة يحتذى بها كمحب لوطنه وعمله متمثلا فيما يقدمه لبلاده من اسهامات على مستوى الفن والابداع والاستثمار الفنى والانتاج السينمائى والترويج السياحى لبلده , للاسف تم هدم سينما شبرا بلاس منذ سنوات واختفى عرض الافلام الهندية تمام من دور العرض واتمنى ان اجد من يعيد عرضها مرة اخرى . لمزيد من مقالات سحر عبد الغنى