تشهد مدينة شرم الشيخ 10 يونيو المقبل التوقيع رسميا على وثيقة دمج التكتلات الإفريقية الثلاثة الكبرى «الكوميسا والسادك وتجمع شرق إفريقيا»، وذلك خلال اجتماع رئاسى يشارك فيه رؤساء الدول ال 26 أعضاء التكتل الجديد. وكشف الوزير المفوض التجارى على الليثى رئيس جهاز التمثيل التجارى فى تصريحات خاصة ل "الأهرام" عن إنهاء منير فخرى عبد النور وزير الصناعة والتجارة بالتعاون مع سكرتارية تجمع الكوميسا، والأمانات الفنية للتجمعات الإفريقية الأخرى جميع الترتيبات الخاصة بالاتفاق، الذى سيوجد تجمعا اقتصاديا، يعد التاسع عالميا من حيث حجم الناتج المحلى الإجمالى لمجموعة الدول الأعضاء، والمقدر بنحو 1.2 تريليون دولار، وسوقا تضم 625 مليون نسمة. وأشار إلى أن هذا التجمع سيتيح تداول منتجاتنا دون جمارك أو رسوم فى منطقة تمتد جغرافيا من الإسكندرية شمالا وحتى كيب تاون جنوبا. وتوقع أن يسهم الاتفاق فى زيادة حجم التجارة البينية لإفريقيا لترتفع نسبتها من إجمالى التجارة الدولية للقارة إلى نحو 15%، وهو ما سيوفر فرصة كبيرة لنمو الصادرات المصرية لإفريقيا والمقدرة حاليا بنحو 4 مليارات دولار. وقال إن جهاز التمثيل التجارى يعد حاليا خطة لإعادة هيكلة مكاتبه فى الخارج، والبالغ عددها 57 مكتبا، حيث نستهدف زيادة عدد مكاتبنا فى إفريقيا بما يتواكب مع التطور فى السياسة التجارية لمصر، خاصة أن عدد مكاتبنا فى إفريقيا يبلغ 6 مكاتب فقط، منها مكتب فى إثيوبيا سنعمل على زيادة عدد أعضائه ودعم إمكانياته لخدمة تجارتنا مع إثيوبيا ودول حوض النيل، كما نخطط لزيادة وجودنا فى آسيا من خلال فتح مكاتب جديدة مع تدعيم مكاتبنا الرئيسية مثل مكتب الإمارات . وحول ملف العلاقات المصرية الروسية قال رئيس التمثيل التجارى إن زخم العلاقات السياسية بين مصر وروسيا منح دفعة قوية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، سنشهد ثمارها خلال الفترة المقبلة، حيث تم الاتفاق على عقد أول اجتماع للجنة خبراء من مصر وروسيا لبدء التفاوض رسميا على عقد اتفاق تجارة حرة مع التجمع الاقتصادى الأورآسيوى، والذى كان اتحادا جمركيا فقط، وفى أول يناير الماضى تحول إلى تجمع اقتصادى يضم روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا، وستنضم له جمهورية قرغيزستان أول مايو المقبل. وقال إن مصر تسعى أولا لتوقيع اتفاق اتحاد جمركى مع دول التجمع الخمس يتيح لمنتجاتنا دخول أسواق التجمع بمزايا جمركية وضريبية، ثم فى مرحلة لاحقة يتم إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر والتجمع مما يسمح بانسياب منتجاتنا دون جمارك أو رسوم. وكشف عن تسجيل 7 شركات مصرية تعمل بقطاع الصناعات الغذائية بالحجر الزراعى الروسى، كما تم تسجيل العديد من منتجات الألبان المصرية، خاصة الجبن، ما يفتح الطريق لمضاعفة صادراتنا للسوق الروسية، بالإضافة إلى الاتفاق مع إحدى الشركات الروسية على إنشاء 35 صومعة لتخزين الحبوب والغلال، بدأ تنفيذ 5 صوامع منها بالفعل وجار تحديد إمكان إنشاء الصوامع الثلاثين الأخرى، وذلك وفق معايير محددة، منها القرب من موانى الاستيراد والتكتلات السكانية. وقال إن وزير الصناعة والتجارة منير فخرى عبد النور اتفق أيضا مع الجانب الروسى على تحديث وتطوير مصانع مصر التى تم إنشاؤها فى ستينيات القرن الماضى بالاستفادة من الخبرات الروسية، حيث نستهدف إعادة تشغيل شركة النصر لصناعة السيارات، والتى تم طرحها بالفعل أمام بيوت الخبرة الفنية، وإعادة هيكلة شركات الحديد والصلب فى حلوان لرفع طاقتها الإنتاجية لأكثر من مليون طن سنويا ، وتطوير مجمع الألمونيوم بنجع حمادى. وأشار إلى أن إحدى الشركات الروسية أعدت دراسة فنية حول تحديث وتطوير وإصلاح الهياكل الفنية والمالية لهذه الشركات وتقدموا بها بالفعل لوزارة الصناعة والتجارة، حيث يجرى حاليا دراستها بالتعاون مع وزارة الاستثمار والجهات المعنية بقطاع الأعمال العام. وأضاف أن مصر تسعى أيضا للاستفادة من الخبرة الروسية لرفع كفاءة السد العالى من ناحيتين الإنشائية وقدرات توربينات توليد الكهرباء، كما ندرس إمكانية دخول شركات روسية لمجال البحث والتنقيب عن البترول والغاز بمصر، إلى جانب توريد تلك الشركات لمعدات روسية متطورة لقطاع البترول، لافتا إلى أنه تلقى العديد من العروض الروسية للمشاركة فى مشروعات بقطاعى الطاقة والبنية الأساسية . وكشف الوزير المفوض التجارى على الليثى عن متابعة مكاتب التمثيل التجارى بالخارج للاتفاقيات والمشروعات التى تم توقيعها فى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، حيث نرفع تقارير شبه يومية لوزير الصناعة والتجارة عن تقدم تحويل تلك الاتفاقيات إلى مشاريع على أرض الواقع. وقال إن هناك حصيلة أولى من المشروعات بقيمة 36 مليار دولار بدأت بالفعل خطوات جدية لتنفيذها، مما يبشر بقرب تحويل تلك الأموال إلى شرايين الاقتصاد المصرى، لافتا إلى أن وزارة الصناعة والتجارة تأمل فى مضاعفة هذا المبلغ قبل نهاية العام. وأضاف أن محور تنمية قناة السويس من أهم المشاريع التى نركز على ترويجها بالخارج، لأنه سيوفر حجما كبيرا من فرص العمل لشبابنا قد تصل إلى مليون فرصة عمل، إلى جانب تضمنه خطة لتحديث منطقة إقليم القناة بالكامل، لافتا إلى أنه سيتم تنظيم زيارة ميدانية لمنطقة القناة لشباب سلك التمثيل التجارى، خاصة الملحقين التجاريين لمصر بالخارج، كى يروا بعيونهم القناة الجديدة، هذا الإنجاز الذى يتحقق على أرض مصر، وهو ما سيساعدنا كثيرا فى الترويج لمحور تنمية القناة. وحول معرض إكسبو 2015 المنتظر افتتاحه بميلانو الشهر المقبل، أكد الوزير المفوض على الليثى أن مصر تولى اهتماما كبيرا بالمشاركة فى المعرض، الذى يقام مرة كل 5 سنوات، ويتنافس كثير من دول العالم على استضافته، حيث تستمر فعالياته لمدة 6 أشهر، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الشركات المصرية ستشارك فى فعاليات هذا الحدث العالمى الكبير، والذى يضم العديد من المعارض المتخصصة التى تشهد إقبالا كبيرا من الجمهور ومن رجال الأعمال من مختلف دول العالم، مما يوفر فرصة كبيرة لزيادة صادراتنا.