هذا هو الطريق الصحيح لإعادة مصر الى قارتها الأم إفريقيا، ولإعادة إفريقيا الى مصر، التنمية المشتركة والتكامل الاقتصادي، وهذا هو بالضبط ما شدد عليه رئيس الوزراء المهندس ابراهيم محلب أمام قمة «الكوميسا» فى إثيوبيا أمس الأول.لن تعود إفريقيا لنا، ولن نعود إليها، إلا من بوابة الاقتصاد، وليس من بوابة الصراع السياسي، ولا المنافسة، ولا العناد. وعندما يعلن المهندس محلب أن صادرات مصر الى دول الكوميسا (وهى دول الشرق والجنوب الإفريقي) ارتفعت الى 25 مليارا عام 2013، وعندما يقول إن وارداتنا من هذه الدول بلغت 730 مليون دولار، فإن الرد الطبيعى هنا: وهل هذا يكفي؟ إن المطلوب هو مضاعفة هذه الأرقام فى أقرب وقت ممكن، لزيادة الروابط بين دول إفريقيا بين بعضها وبعض.والذين يتابعون نمو اقتصادات الدول الإفريقية فى السنوات القليلة الماضية سيلحظ أن بعض هذه الدول حققت قفزات هائلة قياسا الى ما كانت عليه فى الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.. وهو مايجعل من هذه الدول سوقا واعدة للمنتجات المصرية بكل أنواعها، ولا يقتصر الأمر على التجارة البينية فحسب، بل يجب توجيه الأنظار الى جذب الاستثمارات، سواء الاستثمارات المصرية فى إفريقيا، أو الاستثمارات الإفريقية فى مصر. وبهذه المناسبة، يجب العمل وبسرعة على دمج التكتلات الإفريقية معا، الشرق والغرب والجنوب والشمال، وصولا الى جعل القارة الإفريقية كتلة اقتصادية واحدة فى القريب العاجل فى مواجهة التكتلات الكبرى العملاقة فى العالم، فى أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وهذا هو الطريق الوحيد للنهوض بالقارة. وبطبيعة الحال، فإنه يجب التذكير هنا بقضية سد النهضة الإثيوبي، ومعلوم للجميع أن مصر اختارت التعاون سبيلا للتعامل مع تلك القضية، وعلى رأس أجندة هذا التعاون بالتأكيد التعاون الاقتصادي، وليس خافيا أنك عندما ترتبط مع جيرانك بروابط المنفعة والمصالح المشتركة وخدمة الشعوب فإن هذا هو الضمان الأكثر بقاء واستمرارا، حيث إننى عندما أراك، وقد أتيت تساعدنى على التنمية والبناء والازدهار، فسوف نتعاون بصورة أكثر ايجابية. لمزيد من مقالات رأى الاهرام