على كثرة الأخطار التى تتعرض لها مصر فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخها، يبقى الفساد هو المهدد الأكبر لبلدنا ، والمعرقل لمسيرة بلدنا نحو الاستقرار والنماء والتقدم . وملفات الفساد فى بلدنا يشيب لهولها الولدان، وللفساد جذور عميقة متغلغلة فى نسيج المجتمع وهياكل الدولة بشكل مرعب، والاقتراب منه مثل الدخول فى عش الدبابير، ومكافحته واستئصاله ليس أمرا هينا أو معركة مأمونة، لأن شبكة الفساد تشعبت وتوحشت فى السنوات الأخيرة، وطورت أساليبها ، فصارت أعمالها أكثر احترافا، ولم تعد تعتمد على هواة يمكن الإيقاع بهم ، بل أصبحت كل أعمالهم مقننة بشكل كبير. واليوم تعد معركة الدولة ضد الفساد هى المعركة الأهم والأخطر، والتى يجب أن تكون على رأس أولويات القيادة السياسية ، لأن الفساد هو الذى يلتهم الموارد ويمهد الأوضاع للإرهاب والاختلالات الجسيمة فى البلد، ويئد كل محاولات الإصلاح والنهوض ، ويفتح الأبواب على مصراعيها للإضرار بأمن مصر ومقدراتها، الفساد لم يعد للركب كما كان التصريح الشهير للدكتور زكريا عزمى، وإنما أصبح على مايبدو يجرى فى الشرايين والعروق مجرى الدماء، ويختلط بالهواء الذى نتنفسه، ووقائعه ليست خافية على أحد ، ولكن محاربته تظل من الصعوبة بمكان، بسبب تقنين أوضاعه، ونأمل أن يكون إعلان القيادة السياسة عن عزمها محاربة الإرهاب، معززا ومدعما بتفعيل دور الهيئات الرقابية والأجهزة المنوط بها مكافحة الفساد، وأن يفعل الإعلام أيضا دوره فى هذا الأمر.. الفساد لايقل خطورة عن الإرهاب، بل يفوقه، ويجب عدم التهاون فى محاربته واستئصاله والضرب على جميع صوره وأشكاله صغيرا أم كبيرا بيد من حديد، مهما كانت التكلفة، فمصير البلد مرتبط ومرهون بالإنتصار فى معركتنا ضد الفساد ، وهى معركة طويلة شاقة، يجب أن نمضى إليه بكل الجدية والعزيمة اللازمين، وباستراتيجية واضحة وإجراءات شفافة ، تستطيع أن تحظى بدعم الشعب وتأييده. لمزيد من مقالات أسماء الحسينى