سعادة لا توصف عندما تعلم المرأة أن هناك نطفة تنبت بأحشائها، وسعادة أكبر عندما تشعر بدبيب الجنين داخل رحمها، والفرحة الغامرة يوم يأتى للدنيا وتحمله على صدرها، لهذا لم أستطع تصور كيف يكون شعور من تخنق صغارها ؟ وكيف تتحول فطرة الأمومة التى يندر أن لا تجدها فياضة لدى أى فتاة لجريمة قتل غادرة، والسبب بكل بساطة شهوة جنسية عابرة! ربما لم تكن جريمة "سلوى" هى الأولى من نوعها، فكم من أمهات تخلصن من أطفالهن فى أوقات غضب وضيق أو شجار مع الزوج أو خشية فقر وجوع أو شدة مرض وألم، وكم من زوجات سمحن للعشيق أن يمد يده على طفلهن لأنه تجرأ وشاهد بعينيه وقائع خيانتهن لأزواجهن، لذا فالمرأة القروية الثلاثينية ليست أول من ينزع عن نفسه ثوب الإنسانية، ويتلبس بروح شيطانية تسمح له بأن تزهق أرواح الصغار، ولكننا نكتب عنها لأن الألم شديد والوجع لا يطاق، وليتنا ما كنا فى عصر نشر وإعلام حتى لا نقرأ تفاصيل جريمة الأم التى تقمصت شخصيتى ريا وسكينة فى كتم أنفاس الضحية بفوطة مندية، لم تفعل هذا المشهد مرة واحدة ولكنها أعادته ثلاث مرات، تارة مع "مهند" وأخرى مع "نور" وثالثة مع " نادين" هكذا أنهت المهمة وقصفت عمر الثلاث زهرات، ويبقى السؤال عن الدافع الخطير الذى يتضح أنه من الحقارة والدونية بحيث يجعل القارئ أو المستمع يستهين بأى عقوبة ولو كانت الإعدام لهذه المرأة الشهوانية، إنها تقتل من أجل الحب هكذا قالت أو فعلت أو ظنت ونست أن الحب لرجل غريب ليس له مساحة فى قلب إمرأة لديها بيت للزوجية، ونست أيضا أن من تقتل لأجله لا يمكن أن يفعل شيئا لأجلها، ولو كان مجرد الوقوف بجانبها فى محاكمتها، فمابالنا بالزواج منها كما تزعم أنه وعدها بعد أن تتخلص من قيودها، كلما قرأت مثل هذه النوعية من الجرئم أندهش بشدة لأن العاقبة معروفة ومحددة سلفا، وحذرنا منها القرآن الكريم : " ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا " ورغم أن القصص تتكرر والنهايات تتشابه على مر التاريخ، إلا أننا نقابل وسنظل نقابل من تهجر الفطرة لأجل الشهوة .. اللهم تب على العاصين وثبت الطائعين .