سادت حالة من الغضب والسخط لدى فلاحى بنى سويف بعدما حاصرتهم ازمة الوقود والمبيدات وأصبح الرى بالمياه الملوثة لتطرح أرضه عشر قدرتها بعد جهد وعرق دام على مدار العام وانضمت إلى قائمة مشاكله أيضًا اختفاء الاسمدة من الجمعيات الزراعية مع ارتفاع أسعارها فى السوق السوداء ليصل سعر شيكارة الأسمدة إلى 300 جنيه وهو مادفع الفلاح للتهديد بترك مهنته والبحث عن عمل آخر يقتات منه بعد مطاردة شبح الخسارة والفقر والسجن له . في البداية يقول «عيد محمد» - مزارع: «الفلاح مش عارف يلاقيها منين ولا منين؟»، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار البذور والمبيدات عامًا بعد آخر، وارتفاع أسعار العمالة وندرتها، وارتفاع أسعار الأسمدة أكثر من الضعف - حيث وصل سعر الشيكارة لأكثر من 300 جنيه فى السوق السوداء بعد اختفائه تماما من الجمعيات كل ذلك فى مقابل انخفاض أسعار المحاصيل. ويضيف شكرى فتح الباب «مزارع» من المفترض ان الجمعيات الزراعية فى الغالب توفِّر أقل من نصف الكمية المطلوبة من الاسمدة ولذا نلجأ إلى الشراء من القطاع الخاص لتغطية النقص، وهو ماأدَّى إلى ارتفاع أسعار الأسمدة فى حتى وصل الى ضعف سعرها فى الجمعيات الزراعية . ويؤكد محمود يونس «فلاح» لقد اصبح الفلاح منا يعانى فى مختلف الزراعات التى يزرعها فمثلا فدان الذرة يحتاج من 3 الى 4 أجولة سماد ولاتقوم الجمعيات الزراعية الا بصرف 2 جوال لكل فلاح ونضطر لشراء الاثنين الآخرين من السوق السوداء بإجمالى 600 جنيه بالاضافة الى 400 جنيه سعر جوال سماد الجمعية فيصبح بند الكيماوى فقط1000 جنيه على عاتق الفلاح ضف اليها 6000 جنيه ثمن إيجار فدان الارض ومتطلبات الزراعة والحرث فيصبح الاجمالى حوالى 7 آلاف جنيه ليجنى الفلاح بعدها 15 اردب ذرة ليبيعها للتاجر الذى لايريد أن يلتزم بأى تسعيره ب 200 جنيه للإردب فيخسر الفلاح وتزيد ديونه وفقره واحتياجه عاما بعد عام ليموت بالبطئ . ويقول محمود حسن مهندس زراعى : انه بدون «الأسمدة الأزوتية سينخفض إنتاج المحاصيل بشكل كبير جدًا، والكميات التى تأتى سواء لبنوك التنمية أو الجمعيات الزراعية والتعاونيات المسئولة عن توزيع الأسمدة للفلاحين لا تكفي، كما ان عددا كبيرا من مالكي الأراضى الزراعية ومؤجريها يقومون بالحصول على الحصص الخاصة بهم وبيعها بالسوق السوداء. ومن جانبه اكد حسين سليمان نقيب الفلاحين بالمحافظة ان حل مشاكل الفلاحين يتطلب عودة الإرشاد الزراعى كما كان من قبل والاهتمام بالصادرات وتحديد سعر المحاصيل وتوفير مياه الري. كذلك لابد من تطوير الصرف الزراعى وإعادة هيكلة الجمعيات الزراعية البالغ عددها سبعة آلاف لأداء الدور الذى كانت تقوم به فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر .