لم أكن أتصور أن ما أكتبه عن غاندى سيلقى هذا الصدى لدى فئات معينة كنت تصورت أنها ربما لا تعرف حتى اسمه، ما فاجأنى حقا اهتمام الصبايا والسيدات بسيرة هذا الرجل الذى وصفوه فى تعليقاتهم بالأسطورة، سألتنى إحدى فتيات العائلة لم تبلغ الخامسة عشرة بعد كيف احتمل غاندى أن يظل يرتدى ما يستر عورته فقط كل هذه السنين ؟ وقالت أخرى أحب هذا الرجل لأنه احتمل ما لا يحتمله ملايين الرجال فى العالم ولما سألتها كيف عرفت ذلك أجابتنى من الفيلم الذى شاهدته وهى طفلة ومازال عالقا فى ذهنها ،وطالبت أخريات بعرض فيلمه . ما استوقفنى هنا تلك الخرافات التى يتبناها بعض صناع السينما عند تقديمهم للقصص المبتذلة ، الفجة ، التافهة ، قليلة الحياء بحجة »الجمهور عايز كده »بدليل أن فيلم غاندى ترك أثرا فى نفوس من شاهده حتى الآن يعادل كتبا كثيرة تقرأ عنه رغم قلة عرض الفيلم ، ولذلك آن أوان استبدال الذى هو أدنى بالذى هو خير فى صناعة الفن . عودة إلى كفاح موهانداس غاندى الذى بدأ قبل سفره لدراسة الحقوق فى إنجلترا عندما أقسم على العهود الثلاثة لأمه بألا يضل الطريق السوى أو يعاقر الخمر أو يأكل اللحم وكان من طائفة دينية حرام عندها أكل اللحوم ،يقول فى مذكراته «لقد علمتنى تجاربى الجديدة فى إنجلترا أن حاسة الذوق مردها العقل لا اللسان».كان كفاح غاندى فى سنين دراسته للحقوق فى إنجلترا منصَبا على مقاومته لكل ما يدفعه لارتكاب الشرور والكذب والابتذال يقول «كلما افتقدت الأمل وتخلى عنى الصديق والمعين وأظلمت الدنيا فى عينى أجد الفرج يأتينى من حيث لاأدرى ومن ثم فإن التضرع إلى الله والعبادة والصلاة لايمكن أن تكون خرافة بل هى أكثر واقعية حتى من الأكل والشرب .«وهكذا تكونت شخصية المجاهد والمدافع عن كرامة وطنه ضد الاستعمار، وإلى البقية. [email protected] لمزيد من مقالات سهيلة نظمى