سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة حماية الهوية والأمن العربى السيسى: الأمة تواجه تحديا لوجودها ومحاولات لتفكيك المجتمعات من الداخل.. العمل العربى العسكرى المشترك اصبح ضرورة لمواجهة الاخطار الحالية
بدأت أمس فى شرم الشيخ أعمال القمة العربية فى دورتها العادية ال26 برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ويشارك فى القمة التى تعقد تحت شعار «70 عاما من العمل العربى المشترك» 14 رئيسا وملكا وأميرا، باستثناء سوريا الذى بقى مقعدها شاغرا بموجب قرار الجامعة العربية، بتعليق مشاركتها. وشارك من القادة العرب رؤساء فلسطين واليمن والسودان وتونس والعراق وموريتانيا وجيبوتى والصومال، وملوك وأمراء كل من السعودية والأردن والبحرينوالكويت وقطر، فيما شاركت باقى الدول العربية بنواب رؤساء ورؤساء حكومات وبرلمانات ووزراء خارجية وممثلين شخصيين. وقد تسلم الرئيس السيسى رئاسة القمة من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رئيس القمة ال 25. وعقب تسلمه الرئاسة، ألقى السيسى كلمة مصر، حيث رحب بقادة الدول المشاركة، موجها الشكر للكويت وقيادتها على جهودها فى الدورة السابقة، وقال إنها أضافت لبنة جديدة إلى بناء العمل العربى المشترك. وقال السيسى إنه يشعر بعظم المسئولية لتزامن مشاركته الأولى فى قمة عربية كرئيس لمصر، بيت العرب مع تشرفها باستضافة ورئاسة الدورة الحالية، بسبب خطورة القضايا التى تواجه الأمة العربية فى هذه المرحلة. وأشار الرئيس إلى أن الأمة العربية، وفى أحلك الظروف، لم يسبق أن استشعرت تحديا لوجودها وتهديدا لهويتها العربية كالذى تواجهه اليوم، على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها، ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات من الداخل. وأكد السيسى أن التحدى الجسيم لهوية الأمة ولاستقرار مجتمعاتها ولطبيعتها العربية الجامعة، يجلب معه تحديا آخر، لا يقل خطورة لأنه يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها، وهو الإرهاب والترويع الذى يمثل الأداة المثلى لهؤلاء الذين يروجون لأى فكر متطرف يهدم كيان الدولة. وأضاف أن الأمة العربية مرت من قبل بأخطار مثل التى نعيشها اليوم، وأن قادة الأمة عرفوا أنه لا مناص من توحيد الجهود لمواجهتها، وأنه لابد من أدوات للعمل العربى العسكرى المشترك للتغلب عليها، مشيرا إلى أن الأمة تحتاج إلى التفكير بعمق وبثقة فى كيفية التعامل مع تلك المستجدات من خلال تأسيس «قوة عربية مشتركة». وقال السيسى، إن مصر ترحب بمشروع القرار الذى اعتمده وزراء الخارجية العرب وتم رفعه للقمة، بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لتكون أداة لمواجهة التحديات التى تهدد الأمن القومى العربى. ثم تطرق الرئيس إلى التحديات التى تواجه بعض الدول العربية، خاصة اليمن، الذى يعانى من استقواء فئة بالسلاح والترويع لنقض شرعية الحوار والتوافق، وانتهازية حفنة أخرى طامعة للاستئثار باليمن، وإقصاء باقى أبنائه، وتدخلات خارجية تستغل الوضع. وعن الوضع فى ليبيا، قال السيسى، إن ما آلت إليه أوضاع ليبيا الشقيقة لا يمكن السكوت عليه، مؤكدا أن استعادة الأمن والاستقرار فيها لا يمثل فقط أهمية قصوى لمصر، ولكن للإقليم والمنطقة العربية ككل. وعن الأزمة السورية قال، إنها باتت مأساة يتألم لها الضمير العالمى، وأن مصر تنظر بقلق بالغ حيال استمرار معاناة الشعب السورى، مشيرا إلى أن الحاجة أصبحت ملحة للتعاون والتنسيق ولاعتماد تصور عربى لإنقاذ سورياووصون أمن المنطقة. وأضاف إنه على الرغم من جسامة التحديات والتهديدات التى تواجه الأمة العربية، سيظل اهتمام مصر بالقضية الفلسطينية راسخا، إدراكا منها أن حلها هو أحد المفاتيح الرئيسية لاستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن قلوبنا وعقولنا مفتوحة للسلام العادل والشامل والذى يتطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلى لكل الأراضى الفلسطينية من خلال مفاوضات جادة. ومن جانبه، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل السعودية، إن الواقع المؤلم الذى يعيشه عدد من الدول العربية من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، جاء نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية الذى تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة فى منطقتنا العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار فى بعض الدول العربية. وأشار خادم الحرمين إلى أنه فى اليمن أدى التدخل الخارجى إلى تمكين الميليشيات الحوثية من الانقلاب على السلطة الشرعية. وتناول الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى تطورات الأوضاع فى بلاده، وقال إنه بعد أن قطعت بلاده شوطا مهما منذ بدء الحوار بين القوى السياسية فى مارس 2013 انطلاقا من المبادرة الخليجية، عادت القوى الظلامية مجددا لتجر البلاد إلى الخلف متحدية الإرادة الشعبية وقرارات الشرعية الدولية. وقال أمير الكويت فى كلمته، إنه بعد ما يزيد على أربع سنوات من دخول منطقتنا مرحلة جديدة من الفوضى، والتى أطلق عليها البعض «الربيع العربى»، عصفت بأمننا وقوضت استقرارنا، مشيرا إلى أن الدول العربية مطالبة اليوم بمواجهة تلك التحديات بجهد جماعى، ووحدة صف صلبة، والترفع عن الخلاف والاختلاف. ووجه ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، فى كلمته الشكر والتهنئة للرئيس السيسى، على تسلم رئاسة القمة، مؤكدا أن مصر قادرة على قيادة السفينة العربية إلى بر الأمان.
تصفيق حاد ل «تحيا الأمة العربية» قام القادة والزعماء العرب المشاركون فى الجلسة الافتتاحية للقمة العربية بشرم الشيخ أمس، بالتصفيق الحاد فى ختام الكلمة التى ألقاها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد أن ردد «تحيا الأمة العربية» ثلاث مرات.
موسيقى «وطنى الأكبر»
صاحبت موسيقى أغنية «وطنى الأكبر» بداية انعقاد المؤتمر، كما صاحبت مراسم نقل رئاسة القمة من أمير الكويت إلى الرئيس السيسي، الذى عانقه وقبله، بعد أن تمنى للرئيس التوفيق والسداد فى رئاسة القمة. وكان القادة العرب ورؤساء الوفود قد التقطوا صورة تذكارية خارج قاعة المؤتمر قبل بدء القمة لأعمالها مباشرة, والتى استهلت جلستها الافتتاحية بتلاوة القرآن الكريم.