من قصص التاريخ القديمة قصة دولتين متجاورتين كان يحكمهما ملكان شقيقان واشتدت بينهما الخلافات حتى وصلت لإعلان الحرب بينهما. وذلك يوم وقف الجيشان على أهبة الاستعداد قبالة بعضهما مدججين بالأسلحة انتظارا لإشارة بدء المعركة، وبعد ساعات ظهر رجل حكيم وتوجه إليهما وقال: توقفا، وبما أنكما لم تجدا حلا بغير الحرب، وأن كل واحد يريد النصر على أخيه، إذن هذه حربكما. فلماذا لا تكون دون سفك دماء رجال أبرياء لا دخل لهم فيما حدث بينكما من صراع، فالشرفاء الأمناء يحبون أوطانهم ويحافظون على شعوبهم؟. انزلا إلى الساحة وحدكما وتقاتلا وليظهر فى النهاية المنتصر والخاسر. اندهش الجنود وتأثر الملكان بكلمات الرجل الحكيم. وعلى الفور مد الحكيم يده إلى صدره وأخرج رقعة شطرنج وألقاها على الأرض وقال «هنا يظهر الأقوياء» واستمرت معركة الشطرنج يوما كاملا تمكن كل فريق بهدوء معرفة أصحاب الفتنة، وكانوا أعداء لهما يتربصون بهما من أجل إضعافهما. وقاما بإعداد قوة كبيرة وخرجا بعزيمة قوية لمحاربة العدو وتحقق النصر لهما. إن الله تعالى خلق الناس ليعمروا الأرض وليس للتخاصم والتقاتل والشقاق. وليس هناك أجمل من الوفاق، فمن خلاله يزدهر الوطن وتتلاحم القلوب وتتسامح النفوس. وفى تاريخنا الإسلامى اقتتل أهل قباء حتى تراموا بالحجارة، وعندما علم رسولنا الكريم، قال «اذهبوا بنا نصلح بينهم»، ويقول معروف الرصافي: أما أن يرمى التخاذل جانبا فتكسب عزا بالتناصر أوطان؟ ويقول آرنولد توينبي: إن الوحدة الإسلامية نائمة، لكن يجب أن نضع فى حسابنا أن النائم قد يستيقظ. ويقول الشاعر عبدالله البردوني: عاد التقاء العرب فاهتف يا أخي/ للقمر وارقص حول شدو ربابى/ لاقى الشقيق شقيقه فاسأل/ كيف التلاقى بعد طول غياب ؟ محمد مدحت لطفى أرناءوط موجه عام سابق بالتعليم